سمير أمين.. من الشيوعية المصرية إلى العولمة

10 سبتمبر 2014
سمير أمين (تصوير: ريكاردو راميريز)
+ الخط -

تحوّلت الندوة التي أقامتها "دار العين" في مقرّها وسط القاهرة، أمس الثلاثاء، من نقاش لكتاب "قضايا الشيوعية المصرية" للمفكر اليساري والخبير الاقتصادي سمير أمين (1931)، إلى حديث أوسع عن وضع مصر وآثار الربيع العربي اليوم، وكذلك عن العولمة وعلاقتها مع البلدان العربية.

الكتاب الذي صدر أخيراً عن الدار نفسها، وشارك في ندوة نقاشه الباحثان الاقتصاديان جلال أمين وشاهندة الباز، يقدّم قراءة في وثائق للحزب الشيوعي المصري تعود إلى الفترة ما بين عامي 1955 و1957، مطلع العهد الناصري.

لا يبدو توسع النقاش في الندوة خروجاً عن سياق الموضوع، خصوصاً مع اعتبار المؤلف أن "التحري عما حدث أيام الناصرية يفيد في إدراك حدود الحوار الراهن" الذي تعيشه مصر، ويكاد يشبه "حوار الطرشان الذي جرى بين عبد الناصر والشيوعية المصرية القديمة".

وحسب أمين، فإن الوثائق المنشورة في الكتاب تكشف أوجه القصور التي شابت هذا الحوار، وما زالت تتسم بها الحركة الشعبية الديمقراطية الوطنية الراهنة.

وتطرق مناقشو الكتاب إلى الدوافع التي أدّت بالربيع العربي إلى ما آل إليه، والنتائج المترتبة على ذلك. ودعا جلال أمين، في كلمته حول "عولمة العالم العربي"، إلى عدم النظر إلى ما يحصل في مصر اليوم بمعزل عمّا يجري في المنطقة الذي هو جزء مما يجري في العالم، مشيراً إلى أنه "من الخطأ النظر إلى الربيع العربي باعتباره عربياً فقط".

وقال جلال أمين إن مطالب الشباب العربي بالحرية والعدالة لم تنتج ديمقراطية، كما رأينا في معظم دول الربيع العربي، مشككاً في إمكانية العرب من إرساء الديمقراطية في الفترة المقبلة، "لأن الغرب الذي أيَّد مبارك ثلاثين عاماً، بالتأكيد لا يريد ديموقراطية" إن كان في مصر أو في المنطقة.

وعلى هذا النسق، جاءت كلمة الباحثة شاهندة الباز، التي رأت أن ما يهمّ الغرب هو سيطرة سوق رأس المال. وقالت إن الدولة الوطنية هي العائق الأكبر للنظام الرأسمالي، و"لذلك يحاول الغرب أن يفتت هذه الدولة إلى دويلات بإثارة النزعات الطائفية، مثلما حدث في العراق وسوريا".

وشككت الباز في أن تكون ثورات الربيع العربي صنعاً ومطلباً محلياً خالصاً، قائلة إنها لا تعرف إن كان قد جرى التخطيط لها من الخارج مسبقاً أم لا.

ولم ترض تحليلات الباز وجلال أمين جمهور الندوة، الذي رأى بعضه أن هذا الخطاب يتفق مع رواية الأنظمة الديكتاتورية التي تبرر بقاءها باعتبار الربيع العربي مؤامرة خارجية.

المساهمون