اختتمت أوّل أمس فعاليات "مهرجان الفن المعاصر – دو ديستورب" في باريس. كانت إحدى محطّاته العرض الكوريغرافي الذي قدّمه الفنان تونسي رشدي بلقاسمي بعنوان "زوفري" في "قصر طوكيو" في العاصمة الفرنسية يوم الأحد الماضي.
يقوم العمل على رقصة شعبية تونسية تسمّى "الربوخ"، والتي يستدعي بلقاسمي إيقاعاتها وأيضاً عوالمها التي نشأت فيها، في القرن التاسع عشر. بذلك لا يقدّم الكوريغرافي التونسي هذه الرقصة كمحتوى لعرضه فحسب، وإنما كقراءة في تاريخ الفولكلور التونسي.
يشير بلقاسمي - من خلال رداء الرقص – عن أن "الربوخ" رقصة وُلدت في الأوساط العمّالية، وهي قراءة يؤكّدها العنوان الذي اختاره لعمله هذا؛ "زوفري" والتي هي كلمة مستعارة من الفرنسية جرى تحوير نطقها، وتعني "عامل"، وإن باتت في العامية التونسية اليوم تحمل معاني أخرى ذات محمولات سلبية.
لا يُظهر بلقاسمي في عرض "زوفري" مناخات فولكلورية بل يبرز مسارات تطوّر الرقصة، بما جرت إضافته إليها من عناصر معاصرة، لا تخلو في بعض الأحيان من إشارات جنسية بما أنها انطلقت من فضاءات ذكورية حصرية ثم شقّت طريقها نحو فضاءات مختلطة بين الجنسين.
في الحقيقة، وبمناسبة مهرجان "دو ديستورب"، عاد بلقاسمي إلى عرض قديم، فقد عرض "زوفري" لأوّل مرة في 2013، وأنتج بعده عملين؛ الأول بعنوان "وإذا عصيتم" (2014) والثاني بعنوان "أولاد جلابة" (2016) والذي لا يزال يُعرض في تونس.