جرجس شكري: في أثر "مغامرة لينين الرملي"

في شباط/ فبراير الماضي، رحل الكاتب المسرحي المصري لينين الرملي (1945 - 2020)، الذي يعد من أبرز من كتب للمسرح الشعبي إن جاز التعبير ومن خلاله قدم السخرية السياسية والنقد الاجتماعي والكوميديا التي أضحكت الملايين، فهو كاتب "سك على بناتك"، و"انتهى الدرس يا غبي".

وبعد رحيله بمدة قصيرة، هاهو الشاعر والناقد جرجس شكري، يصدر كتاباً بعنوان "مغامرة لينين الرملي" (دار كتاب الهلال)، ويتناول فيه السيرة الحياتية والإبداعية للراحل الذي عرفه عن قرب، حيث جمعت الاثنان صداقة كانت بدايتها المسرح والكتابة له ثم تطورت إلى الصداقة الشخصية.

يتطرق شكري إلى أبرز محطات عمل الرملي الذي كتب خمسًا وخمسين مسرحية، وبحسب المؤلف فإنه لم يكن منحازاً يوماً لأي تيار سياسي أو ثقافي ووقف على مسافة نقدية من الجميع وحافظ على حريته واستقلاليته، وركز في أعماله على المجتمع المصري ومشكلاته مع الفقر والحرية.

وقد قدم شكري الكتاب على صفحته في "فيسبوك" من خلال رسالة يوجهها إلى الرملي، وعنون خطابه بـ "رسالة لن يسلّمها ساعي البريد"، وجاء فيها: "صديقي العزيز رجل المسرح لينين الرملي؛ أكتب لك الآن وأنت في مكان آخر لأخبرك وأعرف أنك سوف تسمعني".

ويكمل "إنني كنت محظوظًا يا عزيزي لأنني التقيت بك، وأننا أنفقنا ساعات طويلة على مدى سنوات تحكي لي وأسمع منك، وفي أحيان كثيرة تمتد الحكايات وتطول حتى الصباح حين لا تكفي السهرة فنطوف شوارع القاهرة نحكي ونسخر ونضحك".

ويضيف "كنت تحكي وكأنك تقدم مشاهد مسرحية ترسمها بدقة وعناية تحكي كأنك تكتب، ترسم الحركة للشخصيات وتبني الديكور كنت المتفرج الوحيد في مسرحك الليلي وكنت محظوظاً دون شك أن أشاهد لينين الرملي خارج الأوراق والكتب في مسرح الحياة وبعيدًا عن خشبة المسرح المحدودة".

يتميز مسرح الرملي بقدرته على إدارة أكثر المشاهد تراجيدية بنفس كوميدي، لكن لا يمكن أن نعتبر أن هذا نوعاً من الكوميديا السوداء، بل إنه مغرق في كوميديا صرفة يستعمل فيها شخصيات مصابة بالغطرسة ويضعها في مواقف تكشف عبثية ما هي فيه، وحتى وهي في أصعب مواقفها لا يغادرها "الإيفيه" والسخرية الكبيرة من الواقع.