لم يعتقد الشاب المصري أحمد ياسر لوهلة، أن تسوء حالته الصحية، نتيجة استنشاقه دخان قش الأرز المحروق، في الأراضي الزراعية المجاورة لمنزله في جنوب القاهرة، حتى وصل به الحال إلى العجز عن التنفس، ومعاناة تهيج الأغشية المخاطية بالجهاز التنفسي والشعب الهوائية. يشعر أحمد بيأس شديد، بعد اضطراره إلى بيع منزله بثمن بخس، وانتقاله إلى أحد المساكن التي تبعد عن الأراضي الزراعية خوفاً من إصابة ولديه بأمراض صدرية، تسبه ما تعرض له بسبب دخان حرق قش الأرز.
يقول أحمد لـ"العربي الجديد" بينما يطوي وصفة الطبيب ويضعها في جيبه: "اضطررت إلي بيع منزلي، بعد إصابتي بعجز عن التنفس نتيجة حرائق قش الأرز في الأراضي الزراعية المُجاورة لمسكني القديم، رغم عدم اهتمامي بالأمر في البداية إلا أنه مع تدهور حالتي الصحية، اكتشفت خطورة تلوث الهواء الذي تعايشت مع لفترة طويلة".
التلوث يقتل المصريين
تكشف أحدث إحصائية صادرة عن الجمعية المصرية العلمية للشعب الهوائية في يناير/كانون الثاني 2015، أن الخسائر البشرية الناجمة عن تلوث الهواء في مصر، تؤدي سنويا إلى حدوث نحو 2400 حالة وفاة مبكّرة، و1500 حالة التهاب شعبي، و329000 حالة التهاب في الجهاز التنفسي، و8 ملايين نوبة ربو.
"في القاهرة تلوث الهواء وأضراره أكثر سوءا"، هكذا يصف الدكتور طارق صفوت رئيس الجمعية المصرية العلمية للشعب الهوائية، الوضع الحالي للبيئة في القاهرة، قائلا لـ"العربي الجديد" : "مصانع حلوان (جنوب القاهرة) وشبرا الخيمة بالإضافة إلى المصانع الموزعة في إمبابة والوراق (شمال القاهرة)، تحيط بالقاهرة بسياج من التلوث، ما أدى إلى انتشار مرض"السدّة الرئوية" بين المواطنين، وهو مرض مزمن يتسبّب في حدوث ضيق في الشعب الهوائية، ويؤدّي إلى انتفاخ في الرئتين والشعب الهوائية، يعجز معه المريض عن التنفس بشكل طبيعي وصحى".
أسباب تلوث هواء القاهرة
ترجع أسباب تلوث هواء القاهرة، كما يراها الدكتور طارق صفوت، إلى غياب دور واع للدولة في مواجهة الأسباب الرئيسية لمُسببات تلوث الهواء، وغياب الوعي لدى الأفراد، ما أدى إلى انتشار الأمراض التنفسية بين المواطنين.
يضيف صفوت، أن الاحتراق غير الكامل لقش محصول الأرز في المحافظات المحيطة بالقاهرة، يتسبب في انتشار غاز أول أكسيد الكربون، الذي رفع درجة حرارة الجو في العاصمة المصرية، مشيرًا إلى أن اتحاد أول أكسيد الكربون مع الهيموجلوبين يمنع الدم من حمل الأوكسجين لبقية أجزاء الجسم، مما يؤدي لضيق الشعب الهوائية، وقد يتسبب الأمر في وفاة عدد من مرضى الحساسية في مرحلة ما.
تحدد دراسة حديثة للمركز القومي للبحوث (صدرت في ديسمبر/كانون الأول 2014)، أكثر ملوثات الهواء خطورة على صحة المصريين، في تلك المنبعثة من عمليات الاحتراق، التي تشتمل على الغازات الحمضية مثل غاز كلوريد الهيدروجين وفلوريد الهيدروجين، والمواد المسرطنة مثل الديوكسينات والفيورانات (وعلى الأخص مركبات (TCDD، بالإضافة إلى الزئبق مثل ميثيل الزئبق والمعادن الأخرى وأشباه المعادن (غير المشعة) مثل الزرنيخ والبريليوم والكادميوم والكروم والنيكل والسيلينيوم والمنجنيز والرصاص، والمركبات العضوية الهيدروكربونية الأروماتية مثل النفثالين والبنزوانثراسين والبنزوبيرين، وأيضا النظائر المشعة مثل الراديوم واليورانيوم والمركبات العضوية المتطايرة مثل البنزين والتولوين وايثيل البنزين والزيلين والألدهيدات مثل الفورمالدهيد.
وتوضح الدراسة أن عمليات حرق القمامة مسؤولة، عن حوالى 15 % من أسباب تلوث هواء القاهرة، إذ تتكون من: 46% مواد عضوية من بقايا الطعام والخضراوات، 20% من الورق، 4% من الزجاج، 4% من المواد المعدنية، 5% من البلاستيك، 3% من الكُهْنَة، و18% مواد أخرى عديدة، يتم حرقها جميعا لينتج خليط من الغازات القاتلة، كما تشير الدراسة إلى أن المصانع المنتشرة على امتداد القاهرة الكبرى، (القاهرة والجيزة والقليوبية) مسؤولة عن حوالى 50% من نسبة وحجم تلوث الهواء في القاهرة.
يتدخل الدكتور ياسر حسن رئيس قسم تلوث الهواء بالمركز القومي للبحوث، للتعليق على الدراسة بالقول "إن عوادم الغازات المنبعثة في الهواء عن طريق مكامير صناعة الفحم (مصانع بدائية للفحم) في المناطق المحيطة بالقاهرة، مسؤولة عن 40% من الملوثات الخطرة المنبعثة، مؤكداً ان تراكم الملوثات يظهر بشكل واضح في القاهرة بالإضافة إلى التلوث الموجود نتيجة النشاط السكاني ووقود السيارات وحرق المخلفات".
ويضيف حسن في تصريحات لـ "العربي الجديد" أن "حرق قشّ الأرز في بعض محافظات الدلتا وشمال الصعيد القريبة من القاهرة، شكّل ما يُعرف منذ سنوات بظاهرة "السحابة السوداء" التي تملأ سماء العاصمة المصرية، كما أن حرق القمامة في الأماكن المكشوف داخل القاهرة وفي المحافظات القريبة منها، والتي تقدر بحوالى 12500 طنّ يوميًّا، أدى إلى زيادة نسبة تلوث الهواء بشكل يفوق المعدلات العالمية".
ويدعو حسن إلى تصميم برنامج عاجل للحد من مصادر التلوث بالقاهرة، ووضع خطة للبدائل وأولويات لخفض الانبعاثات الضارة الصادرة من الصناعة والسيارات، قائلا " الحياة في ظل هذا التلوث البيئي لا تطاق والكل يدفع ثمنها، لابد من وقف الأمر".
مصر.. السادسة عالميا في تلوث الهواء
تحتل مصر المركز السادس في تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2014 عن أكثر 10 دول ملوثة الهواء في العالم، تقول المنظمة في تقريرها إن السكان المقيمين في القاهرة يتنفسون هواءً ملوثًا يزيد عشرين ضعفًا عن المعدل المقبول لنسبة تلوث الهواء يوميًا.
تعلق الباحثة علية أحمد، من قسم تلوث الهواء، بالمركز القومي للبحوث، على التقرير قائلة "هذا الترتيب يعد أمراً طبيعياً خصوصاً مع تجاهل الحكومة المصرية وضع أي ضوابط علي المصانع، والمستثمرين للحد من انتشار الانبعاثات السامة في الهواء، والتي تصيب المواطنين بأمراض عديدة أخطرها سرطان الرئة مؤكدة أن أثر التلوث البيئي يتضاعف مع الكثافة السكانية وحجم التلوث الناتج عن السيارات والمصانع الكبير في القاهرة".
تكشف الإحصائيات الرسمية المعلنة من قبل وزارة البيئة المصرية، عن رصد 934 مخالفة انبعاث مواد ملوثة في عام 2014، و813 مخالفة في عام 2013، و750 في عام 2012، وهو ما يعد مؤشرا على تزايد نسبة التلوث في القاهرة، وهي المسألة التي تراها علية أحمد، خطيرة جدا قائلة "المعايير المصرية تسمح بوجود 100 وحدة أتربة في المتر المكعب، بينما تلزم المعايير الأوروبية بحد أقصى 50 وحدة أتربة في المتر المكعب، والأميركية بـ20 وحدة لنفس المساحة، وهو ما يشير إلى محاصرة المصريين بالهواء التلوث والأتربة، ما يرفع من نسبة إصابتهم بالأمراض التنفسية".
على الرغم من إلزام قانون البيئة الصادر في عام 1994، جهاز شؤون البيئة المصري، بإصدار تقرير سنوي عن حالة البيئة إضافة إلى إعلان المؤشرات العامة كل ثلاثة اشهر، إلا أن الموقع الرسمي لوزارة البيئة لا يتضمن سوى تقرير رقابي لعام 1996، كما رصدت "العربي الجديد" التي واجهت أحمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة به، فلم ينكره، لكنه في الوقت نفسه رفض التعليق علي هذا الأمر معتبراً أن هناك سياسات جديدة لمكافحة تلوث البيئة على رأسها قضية تلوث الهواء، قائلا "نسعى لوضع آليات أكثر فاعلية تضمن للمواطن حياة صحية، وإصدار تشريعات قانونية مشددة على كُل من يحاول أن يعبث بصحة المصريين".
الخسائر الاقتصادية
يحدد يسري عبدالله الباحث في مركز العدالة للدراسات الاقتصادية، الخسائر المادية المُترتّبة على تلوث الهواء في القاهرة بـ 10 مليارات جنيه سنويًّا، بجانب الخسائر التي تقع على الأفراد، والتي تتمثل في نفقات العلاج والرعاية الطبية الازمة للمرض، ويضيف عبدالله في تصريحات لـ"العربي الجديد" القاهرة تستحوذ على 51 % من المنشآت الصناعية الملوِّثة للبيئة في مصر، واحتمالات تفاقم المشكلة وارتفاع تكلفة مواجهتها وحدّة آثارها الجانبية ترتفع وتتزايد وخاصة مع استمرار الزيادة الكبيرة في معدلات الزيادة السكانية والنمو الصناعي والاقتصادي في العاصمة، وهو ما يزيد من حجم مشكلة تلوث هواء القاهرة ويدفع إلى تفاقمها الشديد مع الوقت، ما لم يتم إحاطة القاهرة بسياج من قرابة 11 مليون شجرة لامتصاص التلوث، إذ إن كل فدان من الغابات الشجرية يمتص أكثر من 450 كيلو غرامًا من غاز ثاني أكسيد الكربون، ويعطي 250 كيلو غرامًا من الأوكسجين النقي في اليوم الواحد".
في محاولة من وزارة البيئة المصرية، لحل مشكلة تلوث هواء القاهرة الكبرى، عملت على تدشين مشروع لاستخدام الغاز الطبيعي في وسائل المواصلات العامة، بحسب الوزير خالد فهمي، الذي قال إن وزارته تعمل على خطة لتقليل تلوث الهواء، من ضمن محاورها تغيير نوعية الوقود وتحسين الوقود المصري من خلال مصنع كبير يتم إنشاؤه بمسطرد في شبرا الخيمة، وتغيير الميكروباصات القديمة وإحلالها وتركيب فلاتر لمصانع الإسمنت، بالإضافة إلى وضع خطة تتضمن زراعة مليون شجرة في المناطق كثيفة الأتربة في محاولة لوقف تدهور حياة المصريين.
--------
اقرأ أيضا :
تلوث البيئة العربية [1/7].. سموم "الحرّاقات" تقتل السوريين
تردي البيئة العربية[2 / 7]..الرياض على وشك الاختناق
تردي البيئة العربية[3/7]..غابات ليبيا.. من "الزردة" إلى مكب للنفايات
يقول أحمد لـ"العربي الجديد" بينما يطوي وصفة الطبيب ويضعها في جيبه: "اضطررت إلي بيع منزلي، بعد إصابتي بعجز عن التنفس نتيجة حرائق قش الأرز في الأراضي الزراعية المُجاورة لمسكني القديم، رغم عدم اهتمامي بالأمر في البداية إلا أنه مع تدهور حالتي الصحية، اكتشفت خطورة تلوث الهواء الذي تعايشت مع لفترة طويلة".
التلوث يقتل المصريين
تكشف أحدث إحصائية صادرة عن الجمعية المصرية العلمية للشعب الهوائية في يناير/كانون الثاني 2015، أن الخسائر البشرية الناجمة عن تلوث الهواء في مصر، تؤدي سنويا إلى حدوث نحو 2400 حالة وفاة مبكّرة، و1500 حالة التهاب شعبي، و329000 حالة التهاب في الجهاز التنفسي، و8 ملايين نوبة ربو.
"في القاهرة تلوث الهواء وأضراره أكثر سوءا"، هكذا يصف الدكتور طارق صفوت رئيس الجمعية المصرية العلمية للشعب الهوائية، الوضع الحالي للبيئة في القاهرة، قائلا لـ"العربي الجديد" : "مصانع حلوان (جنوب القاهرة) وشبرا الخيمة بالإضافة إلى المصانع الموزعة في إمبابة والوراق (شمال القاهرة)، تحيط بالقاهرة بسياج من التلوث، ما أدى إلى انتشار مرض"السدّة الرئوية" بين المواطنين، وهو مرض مزمن يتسبّب في حدوث ضيق في الشعب الهوائية، ويؤدّي إلى انتفاخ في الرئتين والشعب الهوائية، يعجز معه المريض عن التنفس بشكل طبيعي وصحى".
أسباب تلوث هواء القاهرة
ترجع أسباب تلوث هواء القاهرة، كما يراها الدكتور طارق صفوت، إلى غياب دور واع للدولة في مواجهة الأسباب الرئيسية لمُسببات تلوث الهواء، وغياب الوعي لدى الأفراد، ما أدى إلى انتشار الأمراض التنفسية بين المواطنين.
يضيف صفوت، أن الاحتراق غير الكامل لقش محصول الأرز في المحافظات المحيطة بالقاهرة، يتسبب في انتشار غاز أول أكسيد الكربون، الذي رفع درجة حرارة الجو في العاصمة المصرية، مشيرًا إلى أن اتحاد أول أكسيد الكربون مع الهيموجلوبين يمنع الدم من حمل الأوكسجين لبقية أجزاء الجسم، مما يؤدي لضيق الشعب الهوائية، وقد يتسبب الأمر في وفاة عدد من مرضى الحساسية في مرحلة ما.
وتوضح الدراسة أن عمليات حرق القمامة مسؤولة، عن حوالى 15 % من أسباب تلوث هواء القاهرة، إذ تتكون من: 46% مواد عضوية من بقايا الطعام والخضراوات، 20% من الورق، 4% من الزجاج، 4% من المواد المعدنية، 5% من البلاستيك، 3% من الكُهْنَة، و18% مواد أخرى عديدة، يتم حرقها جميعا لينتج خليط من الغازات القاتلة، كما تشير الدراسة إلى أن المصانع المنتشرة على امتداد القاهرة الكبرى، (القاهرة والجيزة والقليوبية) مسؤولة عن حوالى 50% من نسبة وحجم تلوث الهواء في القاهرة.
يتدخل الدكتور ياسر حسن رئيس قسم تلوث الهواء بالمركز القومي للبحوث، للتعليق على الدراسة بالقول "إن عوادم الغازات المنبعثة في الهواء عن طريق مكامير صناعة الفحم (مصانع بدائية للفحم) في المناطق المحيطة بالقاهرة، مسؤولة عن 40% من الملوثات الخطرة المنبعثة، مؤكداً ان تراكم الملوثات يظهر بشكل واضح في القاهرة بالإضافة إلى التلوث الموجود نتيجة النشاط السكاني ووقود السيارات وحرق المخلفات".
ويضيف حسن في تصريحات لـ "العربي الجديد" أن "حرق قشّ الأرز في بعض محافظات الدلتا وشمال الصعيد القريبة من القاهرة، شكّل ما يُعرف منذ سنوات بظاهرة "السحابة السوداء" التي تملأ سماء العاصمة المصرية، كما أن حرق القمامة في الأماكن المكشوف داخل القاهرة وفي المحافظات القريبة منها، والتي تقدر بحوالى 12500 طنّ يوميًّا، أدى إلى زيادة نسبة تلوث الهواء بشكل يفوق المعدلات العالمية".
ويدعو حسن إلى تصميم برنامج عاجل للحد من مصادر التلوث بالقاهرة، ووضع خطة للبدائل وأولويات لخفض الانبعاثات الضارة الصادرة من الصناعة والسيارات، قائلا " الحياة في ظل هذا التلوث البيئي لا تطاق والكل يدفع ثمنها، لابد من وقف الأمر".
مصر.. السادسة عالميا في تلوث الهواء
تحتل مصر المركز السادس في تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2014 عن أكثر 10 دول ملوثة الهواء في العالم، تقول المنظمة في تقريرها إن السكان المقيمين في القاهرة يتنفسون هواءً ملوثًا يزيد عشرين ضعفًا عن المعدل المقبول لنسبة تلوث الهواء يوميًا.
تعلق الباحثة علية أحمد، من قسم تلوث الهواء، بالمركز القومي للبحوث، على التقرير قائلة "هذا الترتيب يعد أمراً طبيعياً خصوصاً مع تجاهل الحكومة المصرية وضع أي ضوابط علي المصانع، والمستثمرين للحد من انتشار الانبعاثات السامة في الهواء، والتي تصيب المواطنين بأمراض عديدة أخطرها سرطان الرئة مؤكدة أن أثر التلوث البيئي يتضاعف مع الكثافة السكانية وحجم التلوث الناتج عن السيارات والمصانع الكبير في القاهرة".
على الرغم من إلزام قانون البيئة الصادر في عام 1994، جهاز شؤون البيئة المصري، بإصدار تقرير سنوي عن حالة البيئة إضافة إلى إعلان المؤشرات العامة كل ثلاثة اشهر، إلا أن الموقع الرسمي لوزارة البيئة لا يتضمن سوى تقرير رقابي لعام 1996، كما رصدت "العربي الجديد" التي واجهت أحمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة به، فلم ينكره، لكنه في الوقت نفسه رفض التعليق علي هذا الأمر معتبراً أن هناك سياسات جديدة لمكافحة تلوث البيئة على رأسها قضية تلوث الهواء، قائلا "نسعى لوضع آليات أكثر فاعلية تضمن للمواطن حياة صحية، وإصدار تشريعات قانونية مشددة على كُل من يحاول أن يعبث بصحة المصريين".
الخسائر الاقتصادية
يحدد يسري عبدالله الباحث في مركز العدالة للدراسات الاقتصادية، الخسائر المادية المُترتّبة على تلوث الهواء في القاهرة بـ 10 مليارات جنيه سنويًّا، بجانب الخسائر التي تقع على الأفراد، والتي تتمثل في نفقات العلاج والرعاية الطبية الازمة للمرض، ويضيف عبدالله في تصريحات لـ"العربي الجديد" القاهرة تستحوذ على 51 % من المنشآت الصناعية الملوِّثة للبيئة في مصر، واحتمالات تفاقم المشكلة وارتفاع تكلفة مواجهتها وحدّة آثارها الجانبية ترتفع وتتزايد وخاصة مع استمرار الزيادة الكبيرة في معدلات الزيادة السكانية والنمو الصناعي والاقتصادي في العاصمة، وهو ما يزيد من حجم مشكلة تلوث هواء القاهرة ويدفع إلى تفاقمها الشديد مع الوقت، ما لم يتم إحاطة القاهرة بسياج من قرابة 11 مليون شجرة لامتصاص التلوث، إذ إن كل فدان من الغابات الشجرية يمتص أكثر من 450 كيلو غرامًا من غاز ثاني أكسيد الكربون، ويعطي 250 كيلو غرامًا من الأوكسجين النقي في اليوم الواحد".
في محاولة من وزارة البيئة المصرية، لحل مشكلة تلوث هواء القاهرة الكبرى، عملت على تدشين مشروع لاستخدام الغاز الطبيعي في وسائل المواصلات العامة، بحسب الوزير خالد فهمي، الذي قال إن وزارته تعمل على خطة لتقليل تلوث الهواء، من ضمن محاورها تغيير نوعية الوقود وتحسين الوقود المصري من خلال مصنع كبير يتم إنشاؤه بمسطرد في شبرا الخيمة، وتغيير الميكروباصات القديمة وإحلالها وتركيب فلاتر لمصانع الإسمنت، بالإضافة إلى وضع خطة تتضمن زراعة مليون شجرة في المناطق كثيفة الأتربة في محاولة لوقف تدهور حياة المصريين.
--------
اقرأ أيضا :
تلوث البيئة العربية [1/7].. سموم "الحرّاقات" تقتل السوريين
تردي البيئة العربية[2 / 7]..الرياض على وشك الاختناق
تردي البيئة العربية[3/7]..غابات ليبيا.. من "الزردة" إلى مكب للنفايات