يشعر الضابط السابق في الحرس الثوري الإيراني، حسين كنعاني مقدم، بالفخر لما يعتبره نجاحاً في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسلحة الرئيسية التي تعتمد عليها القوات المسلحة الإيرانية، إذ صارت القدرة التسليحية للبلاد أعلى بعشر مرات مما كانت عليه وقت الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، الأمر الذي يؤكده قادة عسكريون إيرانيون يتفقون مع الخبير العسكري مقدم في أهمية صناعة السلاح من أجل رفع مستوى قوة الردع، لحماية منشآت طهران النووية.
ويرى هؤلاء القادة أن الصواريخ الإيرانية المصنعة محلياً هي التي أجبرت الغرب على الجلوس إلى طاولة التفاوض، التي أسفرت عن الاتفاق النووي، في العام الماضي، والذي وإن كان قد ألغى العقوبات الاقتصادية، لكنه أبقى على حظر شراء وبيع الأسلحة، وهو ما يقف في وجه التصدير العلني للسلاح الإيراني، إذ تنص الاتفاقية الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني على "منع إيران من التجارة بالأسلحة من دون الحصول على إذن مجلس الأمن، حتى أكتوبر/تشرين الأول من عام 2020".
اقــرأ أيضاً
هيكلة المجمع الصناعي العسكري
تكشف دراسة للباحث العسكري، حسين آرين، نشرها موقع راديو فردا (إذاعة تبث برامجها باللغة الفارسية من العاصمة التشيكية براغ)، أن الحرس الثوري أعاد هيكلة المجمع الصناعي للأسلحة خلال الحرب مع العراق، وبحسب الدراسة فإن الصناعات العسكرية بدأت في إيران خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي، حينها كان المهندسون الإيرانيون يقومون بتجميع قطع الطائرات والدبابات وتركيبها، كما بدأوا باستنساخ السلاح السوفييتي من قبيل الآر بي جي وصواريخ سام-7.
وعقب عامين من انتهاء الحرب كان لدى إيران 240 مصنعاً و12 ألف ورشة يعمل فيها 45 ألف شخص، الأمر الذي يجعل الصناعة العسكرية تشكل 15% من المعدل الإجمالي للصناعات الإيرانية، التي تنمو بمعدل واضح حتى أنها تشارك في معارض الصناعات الدفاعية، ولعل من أحدث هذه المشاركات ما جرى في معرض الأمن والدفاع والصناعات الدفاعيّة في بغداد في مارس/آذار 2016، والذي شهد حضوراً قوياً لوزارة الدفاع الإيرانيّة التي عرضت مجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات العسكريّة إيرانيّة الصنع، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء "أرنا"، التي أكدت أن وزارة الدفاع الإيرانية ومنظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية كان لها حضور قوي بعد الصين التي تعد تعمد إيران إلى استنساخ أسلحتها عبر الهندسة العكسية، بالإضافة إلى روسيا وكوريا الشمالية وفقاً لما تؤكده دراسة الباحث العسكري آرين.
التركيز على الصواريخ
في عام 1991 كشفت إيران للمرة الأولى عن صاروخ شهاب1، الذي يعد أول صاروخ باليستي محلي الصنع بمدى 300 كيلومتر، والذي يعد استنساخاً للصاروخ السوفييتي سكود بي، وبعدها بعامين تم الكشف عن صاروخ شهاب2، بمدى 500 كيلومتر، ويؤكد قائد القوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده في تصريحات صحافية إن صواريخ بلاده المتنوعة، قادرة على إصابة أهداف في إسرائيل والوصول إلى الناقلات الأميركية في مياه الخليج.
ويعد الصاروخ شهاب من أبرز الصواريخ الباليستية التي أثارت جدلاً، وطورت طهران منه عدة أجيال، منها شهاب 3، والذي يصل مداه إلى 1150 كيلومتراً، وظهر للمرة الأولى في العام 1998، ودخل بعدها في خدمة القوات المسلحة، والتي عادت وطورت بدورها صاروخ قدر، ليمثل الجيل الجديد من شهاب، بطرازي اف واتش، ويعمل بالوقود السائل ويصنف الصاروخان قدر وشهاب، ضمن فئة أرض أرض، ويمكن تزويد الصاروخين برؤوس متعددة.
في يناير/كانون الثاني عام 2011 كشفت إيران عن صاروخ "الخليج الفارسي" وهو أول صاروخ بسرعة تفوق الصوت يهاجم أهدافاً بحرية، ويصل مداه إلى 300 كيلومتر، وقادر على حمل 450 كيلوغراماً من المواد المتفجرة، وصمم الصاروخ، حسن طهراني مقدم، أحد أبرز قادة الحرس والذي لقي حتفه في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، إثر انفجار وقع خلال عملية اختبار صاروخية.
وأعلن الحرس الثوري في سبتمبر/أيلول 2012، عن صاروخ زلزال الذي يتمتع بدقة أعلى ويعمل بالوقود الجامد، وتصفه القوات المسلحة بـ"الأكثر تخريباً".
وتحتل القوات البحرية المرتبة الثانية من حيث اهتمام وتركيز العسكريين الإيرانيين، وهو ما يظهر تصريحات القادة العسكريين والمناورات المكررة، إذ يحيط بإيران سواحل تمتد حتى 5800 كيلومتر، بمساحة 30 ألف كيلومتر مربع، وتصنع إيران زوارق حربية سريعة، وبحسب تصريحات أميركية نقلها موقع تابناك الإيراني فقد بلغ عددها 5 آلاف تقريباً، ومن الممكن استخدامها في الهجوم السريع، منها آذرخش، ذو الفقار، تندر، تير وكلها يمكنها حمل الصواريخ، ويمتلك الجيش سفن حربية ثقيلة ومدمرات، على رأسها مدمرة جمران المستنسخة عن نموذج بريطاني، وبحسب موقع تسنيم المقرب من الحرس الثوري، فقد افتتحت إيران خط إنتاج دبابات من طراز ذو الفقار، القريبة في تصميمها من دبابة أم 60 الأميركية، وتي 72 السوفييتية، وعلى صعيد الأسلحة الفردية، افتتح وزير الدفاع، حسين دهقان، مصنعاً لإنتاج المسدسات والبندقيات والقنابل الموجهة، في مايو/أيار الماضى.
اقــرأ أيضاً
صناعة الطائرات
يركز المجمع الصناعي العسكري الإيراني بشكل مكثف على صناعة الطائرات من دون طيار منذ إسقاط طائرة أميركية من طراز آر كيو 170 في ديسمبر/كانون الأول 2011، وتعمل الطائرة التي اخترقت الأجواء من الحدود الشرقية من دون طيار، ووفقاً للجنرال أمير زاده، فإن إيران عملت على استنتساخ الطائرة وتصنيع عدة نماذج منها في خطة انتهت في 20 مارس/ آذار 2015. كما صنعت إيران طائرة أبابيل القادرة على التجسس ورصد الحدود والتحليق فترة تصل إلى ثماني ساعات متتالية، ونقل موقع آي آر ارتش، أن حزب الله اللبناني من أبرز الزبائن الراغبين دائماً بالحصول على هذه الطائرة.
وعرضت إيران كذلك طائرة كرار عام 2009، وهي الأكثر إنتاجاً من بين الطائرات بدون طيار بحسب الموقع العسكري للجيش، فضلاً عن كل هذا صنعت إيران طائرة مقاتلة لأغراض التدريب تصلح لراكب واحد من طراز آذرخش.
وبحسب صحيفة قدس الإيرانية، فإن طهران قادرة على تصنيع الطائرات الحربية، لكن الخبير العسكري كنعاني، يرى ضعفاً في صناعات القوات الجوية، قائلاً "طهران تعمل على تصنيع قطع الطائرات والحصول على تكنولوجيا ترميم ما لديها، وهو ما جعل طهران في حاجة للحفاظ على علاقاتها بروسيا، وهو ما يؤيده الباحث في مركز دراسات إيران وآسيا المركزية والقوقاز شعيب بهمن، والذي لفت إلى أن إيران وروسيا وقعتا العديد من الاتفاقيات، منذ أواسط التسعينيات، تشمل تدريب العسكريين الإيرانيين وبيع طهران أسلحة ثقيلة وخفيفة وتوفير تقنيات التصنيع والصيانة لها.
واعتبر بهمن أن المعوقات التي تمنع إيران من شراء أسلحة من الغرب تجعلها تحرص على العلاقة مع روسيا للحصول على مقاتلات حربية وتقنيات الصيانة في القطاع الجوي، مشيراً إلى أن الواردات الروسية لا يمكن مقارنتها بالإنتاج المحلي، الذي كثفت طهران عملياته خلال السنوات الماضية.
تصدير السلاح
يؤكد وزير الدفاع، حسين دهقان، أن زبائن كثراً يطلبون السلاح الإيراني، وبحسب تصريحاته في يونيو/حزيران الماضي التي نقلها موقع تسنيم الإيراني، فإن طهران قادرة على أن تصبح قطباً مصدراً للسلاح، وهو ما يؤكده موقع عصر إيران الذي أكد أن البلاد تحاول جاهدة لتحقيق اكتفائها الذاتي من جهة، وتصدير السلاح المصنع محلياً، مؤكداً أنه في حال تجاوز العقوبات يمكن لطهران أن تصدر السلاح رسمياً إلى خمسين بلداً.
ويقول الخبير العسكري، حسين كنعاني مقدم، لـ"العربي الجديد"، إن إيران وقعت بالفعل اتفاقيات تعاون عسكري تشمل التدريب وتبادل الخبرات، وتزود بعض فصائل المقاومة بسلاحها، فضلاً عن أن ارتفاع وتيرة الحرب في سورية والعراق جعلها توقع المزيد من اتفاقيات التعاون مع حكومتي هذين البلدين". ونقل موقع تلفزيون العالم الإيراني عن قائد القوات الجوفضائية، أن "طهران تصدر تقنية صناعة الصواريخ والمعدات العسكرية لكل من سورية والعراق واليمن وفلسطين وحزب الله".
وأحصت المؤسسة الدولية لأبحاث السلام في ستوكهولم تصدير طهران أسلحة وتجهيزات وتقنيات تعادل قيمتها 200 مليون دولار بين عامي 2010 و2014، وهو ما يعني نقض قرار مجلس الأمن 1747 الصادر في عام 2007، ولا تتحدث إيران رسمياً عن الدول التي يتم التصدير لها، وتشير مصادر مطلعة إلى أن الأطراف الحليفة لطهران تعد أبرز مشتري السلاح الإيراني، فضلاً عن دول أفريقية وأخرى في أميركا اللاتينية، بالإضافة إلى بعض المجموعات في نيجيريا، كينيا، ساحل العاج، بحسب الباحث العسكري حسين آرين.
اقــرأ أيضاً
مخصصات المجمع الصناعي سرية
تضم الموازنة الإيرانية مخصصات لخمس جهات عسكرية هي الجيش، الحرس الثوري، البسيج أو قوات التعبئة، وزارة الدفاع وقيادة القوات المسلحة، وبلغت هذه المخصصات 4% من حجم الموازنة الكلي البالغ 317 مليار دولار.
ورفض نواب من البرلمان الإيراني الإفصاح عن تفاصيل الموازنة العسكرية وحجم المخصص للمجمع الصناعي، فيما وصف بعضهم في اتصالات هاتفية مع "العربي الجديد"، الملف بالحساس، مؤكدين أن الحديث في هذا الأمر للمؤسسة العسكرية فقط.
ويرى هؤلاء القادة أن الصواريخ الإيرانية المصنعة محلياً هي التي أجبرت الغرب على الجلوس إلى طاولة التفاوض، التي أسفرت عن الاتفاق النووي، في العام الماضي، والذي وإن كان قد ألغى العقوبات الاقتصادية، لكنه أبقى على حظر شراء وبيع الأسلحة، وهو ما يقف في وجه التصدير العلني للسلاح الإيراني، إذ تنص الاتفاقية الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني على "منع إيران من التجارة بالأسلحة من دون الحصول على إذن مجلس الأمن، حتى أكتوبر/تشرين الأول من عام 2020".
هيكلة المجمع الصناعي العسكري
تكشف دراسة للباحث العسكري، حسين آرين، نشرها موقع راديو فردا (إذاعة تبث برامجها باللغة الفارسية من العاصمة التشيكية براغ)، أن الحرس الثوري أعاد هيكلة المجمع الصناعي للأسلحة خلال الحرب مع العراق، وبحسب الدراسة فإن الصناعات العسكرية بدأت في إيران خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي، حينها كان المهندسون الإيرانيون يقومون بتجميع قطع الطائرات والدبابات وتركيبها، كما بدأوا باستنساخ السلاح السوفييتي من قبيل الآر بي جي وصواريخ سام-7.
وعقب عامين من انتهاء الحرب كان لدى إيران 240 مصنعاً و12 ألف ورشة يعمل فيها 45 ألف شخص، الأمر الذي يجعل الصناعة العسكرية تشكل 15% من المعدل الإجمالي للصناعات الإيرانية، التي تنمو بمعدل واضح حتى أنها تشارك في معارض الصناعات الدفاعية، ولعل من أحدث هذه المشاركات ما جرى في معرض الأمن والدفاع والصناعات الدفاعيّة في بغداد في مارس/آذار 2016، والذي شهد حضوراً قوياً لوزارة الدفاع الإيرانيّة التي عرضت مجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات العسكريّة إيرانيّة الصنع، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء "أرنا"، التي أكدت أن وزارة الدفاع الإيرانية ومنظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية كان لها حضور قوي بعد الصين التي تعد تعمد إيران إلى استنساخ أسلحتها عبر الهندسة العكسية، بالإضافة إلى روسيا وكوريا الشمالية وفقاً لما تؤكده دراسة الباحث العسكري آرين.
التركيز على الصواريخ
في عام 1991 كشفت إيران للمرة الأولى عن صاروخ شهاب1، الذي يعد أول صاروخ باليستي محلي الصنع بمدى 300 كيلومتر، والذي يعد استنساخاً للصاروخ السوفييتي سكود بي، وبعدها بعامين تم الكشف عن صاروخ شهاب2، بمدى 500 كيلومتر، ويؤكد قائد القوات الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده في تصريحات صحافية إن صواريخ بلاده المتنوعة، قادرة على إصابة أهداف في إسرائيل والوصول إلى الناقلات الأميركية في مياه الخليج.
في يناير/كانون الثاني عام 2011 كشفت إيران عن صاروخ "الخليج الفارسي" وهو أول صاروخ بسرعة تفوق الصوت يهاجم أهدافاً بحرية، ويصل مداه إلى 300 كيلومتر، وقادر على حمل 450 كيلوغراماً من المواد المتفجرة، وصمم الصاروخ، حسن طهراني مقدم، أحد أبرز قادة الحرس والذي لقي حتفه في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، إثر انفجار وقع خلال عملية اختبار صاروخية.
وأعلن الحرس الثوري في سبتمبر/أيلول 2012، عن صاروخ زلزال الذي يتمتع بدقة أعلى ويعمل بالوقود الجامد، وتصفه القوات المسلحة بـ"الأكثر تخريباً".
وتحتل القوات البحرية المرتبة الثانية من حيث اهتمام وتركيز العسكريين الإيرانيين، وهو ما يظهر تصريحات القادة العسكريين والمناورات المكررة، إذ يحيط بإيران سواحل تمتد حتى 5800 كيلومتر، بمساحة 30 ألف كيلومتر مربع، وتصنع إيران زوارق حربية سريعة، وبحسب تصريحات أميركية نقلها موقع تابناك الإيراني فقد بلغ عددها 5 آلاف تقريباً، ومن الممكن استخدامها في الهجوم السريع، منها آذرخش، ذو الفقار، تندر، تير وكلها يمكنها حمل الصواريخ، ويمتلك الجيش سفن حربية ثقيلة ومدمرات، على رأسها مدمرة جمران المستنسخة عن نموذج بريطاني، وبحسب موقع تسنيم المقرب من الحرس الثوري، فقد افتتحت إيران خط إنتاج دبابات من طراز ذو الفقار، القريبة في تصميمها من دبابة أم 60 الأميركية، وتي 72 السوفييتية، وعلى صعيد الأسلحة الفردية، افتتح وزير الدفاع، حسين دهقان، مصنعاً لإنتاج المسدسات والبندقيات والقنابل الموجهة، في مايو/أيار الماضى.
صناعة الطائرات
يركز المجمع الصناعي العسكري الإيراني بشكل مكثف على صناعة الطائرات من دون طيار منذ إسقاط طائرة أميركية من طراز آر كيو 170 في ديسمبر/كانون الأول 2011، وتعمل الطائرة التي اخترقت الأجواء من الحدود الشرقية من دون طيار، ووفقاً للجنرال أمير زاده، فإن إيران عملت على استنتساخ الطائرة وتصنيع عدة نماذج منها في خطة انتهت في 20 مارس/ آذار 2015. كما صنعت إيران طائرة أبابيل القادرة على التجسس ورصد الحدود والتحليق فترة تصل إلى ثماني ساعات متتالية، ونقل موقع آي آر ارتش، أن حزب الله اللبناني من أبرز الزبائن الراغبين دائماً بالحصول على هذه الطائرة.
وعرضت إيران كذلك طائرة كرار عام 2009، وهي الأكثر إنتاجاً من بين الطائرات بدون طيار بحسب الموقع العسكري للجيش، فضلاً عن كل هذا صنعت إيران طائرة مقاتلة لأغراض التدريب تصلح لراكب واحد من طراز آذرخش.
وبحسب صحيفة قدس الإيرانية، فإن طهران قادرة على تصنيع الطائرات الحربية، لكن الخبير العسكري كنعاني، يرى ضعفاً في صناعات القوات الجوية، قائلاً "طهران تعمل على تصنيع قطع الطائرات والحصول على تكنولوجيا ترميم ما لديها، وهو ما جعل طهران في حاجة للحفاظ على علاقاتها بروسيا، وهو ما يؤيده الباحث في مركز دراسات إيران وآسيا المركزية والقوقاز شعيب بهمن، والذي لفت إلى أن إيران وروسيا وقعتا العديد من الاتفاقيات، منذ أواسط التسعينيات، تشمل تدريب العسكريين الإيرانيين وبيع طهران أسلحة ثقيلة وخفيفة وتوفير تقنيات التصنيع والصيانة لها.
واعتبر بهمن أن المعوقات التي تمنع إيران من شراء أسلحة من الغرب تجعلها تحرص على العلاقة مع روسيا للحصول على مقاتلات حربية وتقنيات الصيانة في القطاع الجوي، مشيراً إلى أن الواردات الروسية لا يمكن مقارنتها بالإنتاج المحلي، الذي كثفت طهران عملياته خلال السنوات الماضية.
تصدير السلاح
يؤكد وزير الدفاع، حسين دهقان، أن زبائن كثراً يطلبون السلاح الإيراني، وبحسب تصريحاته في يونيو/حزيران الماضي التي نقلها موقع تسنيم الإيراني، فإن طهران قادرة على أن تصبح قطباً مصدراً للسلاح، وهو ما يؤكده موقع عصر إيران الذي أكد أن البلاد تحاول جاهدة لتحقيق اكتفائها الذاتي من جهة، وتصدير السلاح المصنع محلياً، مؤكداً أنه في حال تجاوز العقوبات يمكن لطهران أن تصدر السلاح رسمياً إلى خمسين بلداً.
ويقول الخبير العسكري، حسين كنعاني مقدم، لـ"العربي الجديد"، إن إيران وقعت بالفعل اتفاقيات تعاون عسكري تشمل التدريب وتبادل الخبرات، وتزود بعض فصائل المقاومة بسلاحها، فضلاً عن أن ارتفاع وتيرة الحرب في سورية والعراق جعلها توقع المزيد من اتفاقيات التعاون مع حكومتي هذين البلدين". ونقل موقع تلفزيون العالم الإيراني عن قائد القوات الجوفضائية، أن "طهران تصدر تقنية صناعة الصواريخ والمعدات العسكرية لكل من سورية والعراق واليمن وفلسطين وحزب الله".
وأحصت المؤسسة الدولية لأبحاث السلام في ستوكهولم تصدير طهران أسلحة وتجهيزات وتقنيات تعادل قيمتها 200 مليون دولار بين عامي 2010 و2014، وهو ما يعني نقض قرار مجلس الأمن 1747 الصادر في عام 2007، ولا تتحدث إيران رسمياً عن الدول التي يتم التصدير لها، وتشير مصادر مطلعة إلى أن الأطراف الحليفة لطهران تعد أبرز مشتري السلاح الإيراني، فضلاً عن دول أفريقية وأخرى في أميركا اللاتينية، بالإضافة إلى بعض المجموعات في نيجيريا، كينيا، ساحل العاج، بحسب الباحث العسكري حسين آرين.
مخصصات المجمع الصناعي سرية
تضم الموازنة الإيرانية مخصصات لخمس جهات عسكرية هي الجيش، الحرس الثوري، البسيج أو قوات التعبئة، وزارة الدفاع وقيادة القوات المسلحة، وبلغت هذه المخصصات 4% من حجم الموازنة الكلي البالغ 317 مليار دولار.
ورفض نواب من البرلمان الإيراني الإفصاح عن تفاصيل الموازنة العسكرية وحجم المخصص للمجمع الصناعي، فيما وصف بعضهم في اتصالات هاتفية مع "العربي الجديد"، الملف بالحساس، مؤكدين أن الحديث في هذا الأمر للمؤسسة العسكرية فقط.