بعد ثمانية أعوام من التسجيل في قائمة الحجيج بمعتمدية الدندان في تونس العاصمة، فازت الأربعينية التونسية سميرة بولبيار بتأشيرة للحج. غير أن الانتظار الطويل لم يكن هو العائق الوحيد الذي اعترض سبيلها هي وزوجها، إذ تضاعفت تكاليف الحج "المشطة أصلا" كما تصفها، موضحة أن التكلفة بلغت 4 آلاف دينار (1633 دولارا) وقت أن سجلت في عام 2007، ولكن عندما حان دورها هي وزوجها، قفز السعر إلى 9 آلاف دينار (3675 دولارا).
لم يكف المبلغ الذي ادخرته سميرة وزوجها طيلة عدة أعوام حتى يحجّا معاً، ما دفع زوجها إلى تأجيل حجه للعام التالي بعد أن اضُطر إلى تسجيل طلب كتابي في المعتمدية حتى لا يفقد أقدميته في التسجيل، ومع ذلك لم يتمكن من تجميع المبلغ المطلوب في عام 2017 ويستبعد تأمينه حتى في 2018.
مشاكل الحج في تونس
لا يعتبر زوج سميرة هو الوحيد الذي حُرم من الحج في تونس بسبب طول فترة الانتظار وارتفاع الأسعار، بل يوجد ألف تونسي غيره عجزوا عن أداء مناسك الحج خلال موسم 2017 بسبب التكلفة المرتفعة للحج، "واضطر أغلب هؤلاء إلى تأجيل حلمهم للأعوام القادمة، أو إلى أجل غير معلوم"، بحسب إحصاء موثّق أجرته جمعية رعاية ضيوف الرحمن (مؤسسة اجتماعية متخصصة في خدمة المعتمرين والحجيج).
ويبلغ معدل انتظار التونسيين للفوز في قرعة الحج بحسب الإحصائيات التي أنجزتها الجمعية ما بين 10 أعوام وحتى 12 عاما، وهو معدل مرشح للارتفاع إذا تواصل اعتماد الأقدمية في التسجيل، إلى جانب شروط المرشحين بأولوية كبار السن، وفق ما يؤكده عادل الناصفي، رئيس الجمعية التي تأسست في عام 2012.
ويتوقع المتحدث ارتفاع معدل سنوات انتظار الفوز بفرصة الحج حتى يصل إلى 30 عاما و35 عاما في الأعوام المقبلة، خاصة في المعتمديات التي تشهد كثافة سكانية كبيرة، ويضرب المثل بمعتمدية مقرين في الضاحية الجنوبية لتونس التي يوجد فيها مقر الجمعية، قائلا: "يوجد لدينا 26 ألف ساكن وتحصل المعتمدية سنويا على 1% من إجمالي عدد التأشيرات المخصصة لتونس، ما يعني اختيار 26 شخصا من بين أهالي المعتمدية المسجلين البالغ عددهم 1200 راغب في الحج في عام 2017، وبالتالي فإن دور الكثيرين منهم سيأتي بعد عدة سنوات من الانتظار".
ويسجل 100 ألف تونسي في قرعة الحج سنويا، كما يقول رئيس جمعية ضيوف الرحمن، مؤكدا أن الحكومة التونسية ستجد نفسها أمام مأزق حقيقي، لأن بعض المرشحين سيحين دورهم وهم في عمر الـ100 عام.
اقــرأ أيضاً
أرباح شركة الخدمات
بلغ عدد الحجيج التونسيين لهذا الموسم 10374 حاجا وحاجة، وتتكون البعثة التونسية التابعة لمكتب الحجيج في وزارة الشؤون الدينية من 430 شخصا، منهم 90 مرشدا مختصا في الجانب الشرعي. وبلغت تسعيرة الحجّ في الموسم الحالي، 9510 دنانير (3884 دولارا)، مقسمة إلى 2024 دينارا قيمة تذكرة السفـر، فيما تحدد قيمة الإقامة والخدمات بـ7486 دينارا، وفق إفادة من وزارة الشؤون الدينية. وعلى الرغم من التفصيل السابق، فإن رئيس جمعية رعاية ضيوف الرحمن، يرى أن المبلغ الذي تحصل عليه شركة الخدمات الوطنية والإقامات (مؤسسة عمومية تتبع رئاسة الجمهورية، والوحيدة المعنية بتنظيم الحج من حجز فنادق وإقامة) يفتقد إلى الكثير من الشفافية، مبينا أن هامش ربح الشركة غير معلوم، كما أنها ترفض التعاون مع مكونات المجتمع المدني.
وتستعد جمعية ضيوف الرحمن إلى إقامة دعوى قضائية ضد شركة الخدمات، لأن الحجيج يدفعون ذات المبلغ، في حين يحصل البعض على نزل من فئة 5 نجوم، وآخرون على 4 نجوم، والبعض على 3 نجوم، وهو ما لا يستقيم منطقيا؛ إذ إن التسعيرة يجب أن تتناسب مع الخدمات المقدمة، بحسب رئيس الجمعية، الذي يؤكد أنهم سيطالبون بتعويضات لهؤلاء الحجيج.
لم يكف المبلغ الذي ادخرته سميرة وزوجها طيلة عدة أعوام حتى يحجّا معاً، ما دفع زوجها إلى تأجيل حجه للعام التالي بعد أن اضُطر إلى تسجيل طلب كتابي في المعتمدية حتى لا يفقد أقدميته في التسجيل، ومع ذلك لم يتمكن من تجميع المبلغ المطلوب في عام 2017 ويستبعد تأمينه حتى في 2018.
مشاكل الحج في تونس
لا يعتبر زوج سميرة هو الوحيد الذي حُرم من الحج في تونس بسبب طول فترة الانتظار وارتفاع الأسعار، بل يوجد ألف تونسي غيره عجزوا عن أداء مناسك الحج خلال موسم 2017 بسبب التكلفة المرتفعة للحج، "واضطر أغلب هؤلاء إلى تأجيل حلمهم للأعوام القادمة، أو إلى أجل غير معلوم"، بحسب إحصاء موثّق أجرته جمعية رعاية ضيوف الرحمن (مؤسسة اجتماعية متخصصة في خدمة المعتمرين والحجيج).
ويبلغ معدل انتظار التونسيين للفوز في قرعة الحج بحسب الإحصائيات التي أنجزتها الجمعية ما بين 10 أعوام وحتى 12 عاما، وهو معدل مرشح للارتفاع إذا تواصل اعتماد الأقدمية في التسجيل، إلى جانب شروط المرشحين بأولوية كبار السن، وفق ما يؤكده عادل الناصفي، رئيس الجمعية التي تأسست في عام 2012.
ويتوقع المتحدث ارتفاع معدل سنوات انتظار الفوز بفرصة الحج حتى يصل إلى 30 عاما و35 عاما في الأعوام المقبلة، خاصة في المعتمديات التي تشهد كثافة سكانية كبيرة، ويضرب المثل بمعتمدية مقرين في الضاحية الجنوبية لتونس التي يوجد فيها مقر الجمعية، قائلا: "يوجد لدينا 26 ألف ساكن وتحصل المعتمدية سنويا على 1% من إجمالي عدد التأشيرات المخصصة لتونس، ما يعني اختيار 26 شخصا من بين أهالي المعتمدية المسجلين البالغ عددهم 1200 راغب في الحج في عام 2017، وبالتالي فإن دور الكثيرين منهم سيأتي بعد عدة سنوات من الانتظار".
ويسجل 100 ألف تونسي في قرعة الحج سنويا، كما يقول رئيس جمعية ضيوف الرحمن، مؤكدا أن الحكومة التونسية ستجد نفسها أمام مأزق حقيقي، لأن بعض المرشحين سيحين دورهم وهم في عمر الـ100 عام.
أرباح شركة الخدمات
بلغ عدد الحجيج التونسيين لهذا الموسم 10374 حاجا وحاجة، وتتكون البعثة التونسية التابعة لمكتب الحجيج في وزارة الشؤون الدينية من 430 شخصا، منهم 90 مرشدا مختصا في الجانب الشرعي. وبلغت تسعيرة الحجّ في الموسم الحالي، 9510 دنانير (3884 دولارا)، مقسمة إلى 2024 دينارا قيمة تذكرة السفـر، فيما تحدد قيمة الإقامة والخدمات بـ7486 دينارا، وفق إفادة من وزارة الشؤون الدينية. وعلى الرغم من التفصيل السابق، فإن رئيس جمعية رعاية ضيوف الرحمن، يرى أن المبلغ الذي تحصل عليه شركة الخدمات الوطنية والإقامات (مؤسسة عمومية تتبع رئاسة الجمهورية، والوحيدة المعنية بتنظيم الحج من حجز فنادق وإقامة) يفتقد إلى الكثير من الشفافية، مبينا أن هامش ربح الشركة غير معلوم، كما أنها ترفض التعاون مع مكونات المجتمع المدني.
وتستعد جمعية ضيوف الرحمن إلى إقامة دعوى قضائية ضد شركة الخدمات، لأن الحجيج يدفعون ذات المبلغ، في حين يحصل البعض على نزل من فئة 5 نجوم، وآخرون على 4 نجوم، والبعض على 3 نجوم، وهو ما لا يستقيم منطقيا؛ إذ إن التسعيرة يجب أن تتناسب مع الخدمات المقدمة، بحسب رئيس الجمعية، الذي يؤكد أنهم سيطالبون بتعويضات لهؤلاء الحجيج.
لكن (كاهية) القائم بأعمال مدير الشعائر الإسلامية المكلف بالحج والعمرة في وزارة الشؤون الدينية، سمير بن نصيب، يعتبر أن تسعيرة موسم الحج لهذا العام "معقولة ومقبولة".
ويوضح بن نصيب، الذي تواصلت معه "العربي الجديد" عبر الهاتف في البقاع المقدسة، أن تسعيرة الحج زادت في عام 2017 بمقدار 515 دينارا (210 دولارات)، مقارنة بموسم 2016، قائلا "زيادة هذا العام أقل بكثير من الزيادة في الموسم الماضي، والتي بلغت 1115 دينارا، مقارنة بموسم 2015"، مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الدينية اتخذت جملة من الاحتياطات لضغط التكلفة، خاصة في ظل انخفاض سعر الدينار في مقابل الدولار، ولولا هذه الجهود لفاقت التسعيرة 10 آلاف دينار.
ويبلغ عمْر أكبر حاج لهذا العام 98 سنة ويعيش في ولاية أريانة. ويُرجع بن نصيب كبر أعمار التونسيين إلى رغبة العديد منهم في أداء المناسك بعد سن التقاعد (60 سنة) وتزويج الأبناء، ولذلك يكون الحاج التونسي متقدما في السن.
مراقبة موسم 2017
تراقب منظمة "أنا يقظ"، التي تأسست عام 2011 وتهدف إلى تدعيم الشفافية ومكافحة الفساد المالي والإداري، موسم الحجّ لعام 2017، بهدف تسجيل الإخلالات، إثر سبر للآراء قامت به المنظمة في عام 2016 وسجلت خلاله العديد من الشكاوى. وتؤكد المسؤولة عن ملف الحج في منظمة "أنا يقظ"، انتصار العرفاوي، لـ"العربي الجديد"، "أن متابعة موسم 2017 تجرى بعد اتفاق مع وزير الشؤون الدينية، أحمد عظوم، من أجل تلافي النقائص التي طاولت موسم الحجّ لسنة 2016، والتي تمّ نشرها في صلب تقرير سبر الآراء الذي تم بالتنسيق مع جمعية رعاية ضيوف الرحمن".
وشاركت عينة تكونت من 909 حجاج، ممثلين لكامل ولايات الجمهورية، في سبر الآراء الذي تم في 22 ديسمبر/كانون الأول من عام 2016، وأكد 55.1 بالمائة من المستجوَبين أن تكلفة الحج والبالغة حينها 8995 دينارا لا تتماشى مع الخدمات المقدمة ووصفوها بـ"المرتفعة"، مطالبين بتعديل الأسعار، وفاقت معدلات أعمار 72 بالمائة منهم 55 عاما.
وتوضح انتصار أنّ المنظمة أقامت دعوى في المحكمة الإدارية برقم 713525 ضد شركة الخدمات والإقامات بسبب رفضها تسليم المنظمة العقود التي أبرمتها مع الأطراف السعودية، ما يحول دون الكشف عن القيمة الحقيقية للتكاليف والأرباح، مشيرة إلى أن القضية لم يصدر حكم نهائي فيها.
ورفض الرئيس والمدير العام لشركة الخدمات الوطنية والإقامات، معز بوجميل، الاتهامات، مؤكدا عبر الهاتف من السعودية، أن الشركة مكلفة بالجوانب اللوجستية لعملية الحج، وأنها وُفقت في تأجير 4 فنادق قريبة من الحرم المكي و13 فندقا تحيط بالحرم المدني ذات جودة وخدمات محترمة.
وبيّن بوجميل، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الخدمات تحسنت كثيرا مقارنة بالأعوام السابقة، حتى إنه لا يمكن مقارنتها بما مضى. وضرب مثلا بالمخيم الذي اعتادت الشركة على تأجيره والذي يوجد على مشارف عرفة ويتسم بأنه مكيف وقريب من محطة الحافلات.
ويتفق مدير الحج والعمرة في شركة الخدمات الوطنية والإقامات، غسان العليوي، المتواجد في السعودية، مع بوجميل، قائلا إن تكلفة الحج تعتبر جيدة مقارنة بالدول العربية، خاصة من حيث السكن والخدمات، مبينا أن تسعيرة الحج لهذا العام شهدت انخفاضا قدره 6 بالمائة مقارنة بـ2016، ولفت إلى أن تونس تحدد في كل موسم سعرا مرجعيا للحج يأخذ بعين الاعتبار قيمة العملة السعودية وسعر الدينار التونسي.
تدابير خاصة للحجاج كبار السن
وضعت وزارة الصحة عدة تدابير لدعم البعثة التونسية بالاختصاصات الطبية والتي تتكون من 75 مختصا مُوزّعين على 5 فِرَق، وفق ما قالته إيمان الحامدي، المكلفة بالإعلام في الوزارة، لـ"العربي الجديد". وأوضحت الحامدي أن الوزارة استعانت باختصاصيين جامعيين ذوي خبرة، بما يسهل التدخل، خاصة لدى المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، مثل القلب والشرايين والأمراض التنفسية.
ويؤكد رئيس البعثة الصحية للحجيج التونسيين في البقاع المقدسة، نوفل السمراني، أن الوضعية الصحية لكافة الحجيج التونسيين مستقرة. مشيرا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن البعثة فحصت 4000 حالة حتى منتصف ليلة السبت 26 أغسطس.
ويضيف أنه توجد في كل نُزل به تونسيون عيادة تعمل على مدار الـ24 ساعة، وفق برنامج عمل يحدد مهام مختلف أفراد البعثة الصحية، مبينا أن أغلب الحالات التي عاينوها كانت بسبب الإرهاق والتعب وارتفاع ضغط الدم والسكري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغيّر النظام الغذائي والإرهاق، مؤكدا أن 26 حالة تطلبت الإقامة بالمستشفى في السعودية، وأنه لم يبق منها حاليا سوى 3 حالات فقط.
ويُرجع رئيس البعثة الصحية للحجيج التونسيين كبر أعمار الحجاج إلى مدة الانتظار المرتبطة بالتسجيل في قوائم الانتظار والظروف المادية والاجتماعية للمواطن التونسي، ويتطلب التعامل مع الحجاج من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة عناية أكبر ومجهودات إضافية، كما قال نوفل السمراني، الذي لفت إلى تسجيل أول حالة وفاة مساء السبت 26 أغسطس لحاج يبلغ من العمر 67 عاما من أهالي تونس العاصمة، نتيجة قصور في الجهاز التنفسي.
وينتظر نشطاء المجتمع المدني الذين تحدثت إليهم "العربي الجديد" عودة وزير الشؤون الدينية، أحمد عظوم، للحديث حول ملف إصلاح النقائص الموجودة في حج التونسيين، في ظل وعد بالحديث في الملف مباشرة بعد انتهاء الموسم وعودة الرحلات في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
ويوضح بن نصيب، الذي تواصلت معه "العربي الجديد" عبر الهاتف في البقاع المقدسة، أن تسعيرة الحج زادت في عام 2017 بمقدار 515 دينارا (210 دولارات)، مقارنة بموسم 2016، قائلا "زيادة هذا العام أقل بكثير من الزيادة في الموسم الماضي، والتي بلغت 1115 دينارا، مقارنة بموسم 2015"، مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الدينية اتخذت جملة من الاحتياطات لضغط التكلفة، خاصة في ظل انخفاض سعر الدينار في مقابل الدولار، ولولا هذه الجهود لفاقت التسعيرة 10 آلاف دينار.
ويبلغ عمْر أكبر حاج لهذا العام 98 سنة ويعيش في ولاية أريانة. ويُرجع بن نصيب كبر أعمار التونسيين إلى رغبة العديد منهم في أداء المناسك بعد سن التقاعد (60 سنة) وتزويج الأبناء، ولذلك يكون الحاج التونسي متقدما في السن.
مراقبة موسم 2017
تراقب منظمة "أنا يقظ"، التي تأسست عام 2011 وتهدف إلى تدعيم الشفافية ومكافحة الفساد المالي والإداري، موسم الحجّ لعام 2017، بهدف تسجيل الإخلالات، إثر سبر للآراء قامت به المنظمة في عام 2016 وسجلت خلاله العديد من الشكاوى. وتؤكد المسؤولة عن ملف الحج في منظمة "أنا يقظ"، انتصار العرفاوي، لـ"العربي الجديد"، "أن متابعة موسم 2017 تجرى بعد اتفاق مع وزير الشؤون الدينية، أحمد عظوم، من أجل تلافي النقائص التي طاولت موسم الحجّ لسنة 2016، والتي تمّ نشرها في صلب تقرير سبر الآراء الذي تم بالتنسيق مع جمعية رعاية ضيوف الرحمن".
وشاركت عينة تكونت من 909 حجاج، ممثلين لكامل ولايات الجمهورية، في سبر الآراء الذي تم في 22 ديسمبر/كانون الأول من عام 2016، وأكد 55.1 بالمائة من المستجوَبين أن تكلفة الحج والبالغة حينها 8995 دينارا لا تتماشى مع الخدمات المقدمة ووصفوها بـ"المرتفعة"، مطالبين بتعديل الأسعار، وفاقت معدلات أعمار 72 بالمائة منهم 55 عاما.
وتوضح انتصار أنّ المنظمة أقامت دعوى في المحكمة الإدارية برقم 713525 ضد شركة الخدمات والإقامات بسبب رفضها تسليم المنظمة العقود التي أبرمتها مع الأطراف السعودية، ما يحول دون الكشف عن القيمة الحقيقية للتكاليف والأرباح، مشيرة إلى أن القضية لم يصدر حكم نهائي فيها.
ورفض الرئيس والمدير العام لشركة الخدمات الوطنية والإقامات، معز بوجميل، الاتهامات، مؤكدا عبر الهاتف من السعودية، أن الشركة مكلفة بالجوانب اللوجستية لعملية الحج، وأنها وُفقت في تأجير 4 فنادق قريبة من الحرم المكي و13 فندقا تحيط بالحرم المدني ذات جودة وخدمات محترمة.
وبيّن بوجميل، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الخدمات تحسنت كثيرا مقارنة بالأعوام السابقة، حتى إنه لا يمكن مقارنتها بما مضى. وضرب مثلا بالمخيم الذي اعتادت الشركة على تأجيره والذي يوجد على مشارف عرفة ويتسم بأنه مكيف وقريب من محطة الحافلات.
ويتفق مدير الحج والعمرة في شركة الخدمات الوطنية والإقامات، غسان العليوي، المتواجد في السعودية، مع بوجميل، قائلا إن تكلفة الحج تعتبر جيدة مقارنة بالدول العربية، خاصة من حيث السكن والخدمات، مبينا أن تسعيرة الحج لهذا العام شهدت انخفاضا قدره 6 بالمائة مقارنة بـ2016، ولفت إلى أن تونس تحدد في كل موسم سعرا مرجعيا للحج يأخذ بعين الاعتبار قيمة العملة السعودية وسعر الدينار التونسي.
تدابير خاصة للحجاج كبار السن
وضعت وزارة الصحة عدة تدابير لدعم البعثة التونسية بالاختصاصات الطبية والتي تتكون من 75 مختصا مُوزّعين على 5 فِرَق، وفق ما قالته إيمان الحامدي، المكلفة بالإعلام في الوزارة، لـ"العربي الجديد". وأوضحت الحامدي أن الوزارة استعانت باختصاصيين جامعيين ذوي خبرة، بما يسهل التدخل، خاصة لدى المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة، مثل القلب والشرايين والأمراض التنفسية.
ويؤكد رئيس البعثة الصحية للحجيج التونسيين في البقاع المقدسة، نوفل السمراني، أن الوضعية الصحية لكافة الحجيج التونسيين مستقرة. مشيرا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن البعثة فحصت 4000 حالة حتى منتصف ليلة السبت 26 أغسطس.
ويضيف أنه توجد في كل نُزل به تونسيون عيادة تعمل على مدار الـ24 ساعة، وفق برنامج عمل يحدد مهام مختلف أفراد البعثة الصحية، مبينا أن أغلب الحالات التي عاينوها كانت بسبب الإرهاق والتعب وارتفاع ضغط الدم والسكري، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغيّر النظام الغذائي والإرهاق، مؤكدا أن 26 حالة تطلبت الإقامة بالمستشفى في السعودية، وأنه لم يبق منها حاليا سوى 3 حالات فقط.
ويُرجع رئيس البعثة الصحية للحجيج التونسيين كبر أعمار الحجاج إلى مدة الانتظار المرتبطة بالتسجيل في قوائم الانتظار والظروف المادية والاجتماعية للمواطن التونسي، ويتطلب التعامل مع الحجاج من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة عناية أكبر ومجهودات إضافية، كما قال نوفل السمراني، الذي لفت إلى تسجيل أول حالة وفاة مساء السبت 26 أغسطس لحاج يبلغ من العمر 67 عاما من أهالي تونس العاصمة، نتيجة قصور في الجهاز التنفسي.
وينتظر نشطاء المجتمع المدني الذين تحدثت إليهم "العربي الجديد" عودة وزير الشؤون الدينية، أحمد عظوم، للحديث حول ملف إصلاح النقائص الموجودة في حج التونسيين، في ظل وعد بالحديث في الملف مباشرة بعد انتهاء الموسم وعودة الرحلات في شهر سبتمبر/أيلول المقبل.