هو ثمرة التزاوج اليساري العربي-المجري في زمن ماض، لوالد من شيوعيي ستينيات لبنان وسبعينيات المجر. والده الطبيب العربي، ووالدته الطبيبة المجرية وفي المجر كانت ولادة الأستاذ الجامعي في جامعة بودابست اليوم. إلى النبطية، في جنوب لبنان، في سن السادسة عام 1980 عاد راشد ضاهر مع والديه وأخته في ظل حرب مستعرة بلبنان وبعد عامين كان الاجتياح الإسرائيلي.
لغة الأم المجرية لم تمنعه من دخول المدرسة الوطنية الإنجيلية "الأمريكاني" في صيدا ليتخرج في 1992 متمكنا من اللغتين العربية والإنجليزية. يقول ضاهر:" اثنا عشر عاما في لبنان مكنتني من عربيتي".
من لبنان في ذلك العام ينتقل ضاهر إلى جامعة دمشق لدراسة "هندسة الميكانيك"، ويبقى فيها عاما متفوقا فيه، لكن " والداي الطبيبان أراداني طبيبا... هكذا كان يفكر ذلك الجيل، عملا على منحة لي إلى المجر في عام 1993".
في بودابست بدأ ضاهر مشوار التحضر "كأي طالب أجنبي لأتمكن من اللغة كتابة وقراءة، فلغتي المجرية كانت شفهية مع أمي في لبنان، لأبدأ في كلية الطب بجامعة بودابست في 1994 وبقيت في الكلية 4 سنوات...".
يكتشف في كلية الطب بأنها "ليست مجالي ولا هذا الذي أردت، لذا انتقلت من كلية الطب إلى كلية الحقوق بعد قبولي فيها".
من الهندسة إلى الطب ثم إلى الحقوق ينتقل ضاهر، وبعد أن اكتشف بأن كلية الحقوق التي قبل فيها تقع على حدود أوكرانيا تراجع عن الأمر كما يروي في سرده عن فترة البحث لسنوات.
في 2001 يجد ضاهر نفسه ملتحقا بجامعة "ألتا" في بودابست لدراسة الماجستير في " قسم الدراسات العربية" متخرجا بتفوق منها في 2006 ومعتبرا طريقه مع الدراسات العربية هي ما أراده.
نجاح ضاهر في جامعة "ألتا" أهله إلى أن يصبح معيدا فيها ويحضر للدكتوراه، فانكب في 2006 على الأبحاث كأستاذ مساعد منذ عام تخرجه حتى تحصيله الدكتوراه في 2013 حيث جرى تثبيته كمدرس أول فيها في عام 2015.
رحلة ضاهر الأكاديمية أهلته للتعاقد مع جامعة أوروبا الوسطى لتدريس اللغة العربية، الحديثة والقديمة، وخصوصا لطلاب قسم التاريخ ليستفيدوا من المصادر العربية في أبحاثهم.
هو باحث في مجال قد يبدو غريبا للبعض من غير المهتمين، إلا أنه ركز جهوده على "الأقليات والطوائف في جبل لبنان وبالأخص طائفة الموحدين الدروز، والتي اهتممت بها بسبب ما يسودها من كثير من الإبهام واللغط والشائعات ولأنه كان تحد بالنسبة لي حيث ليس كل شخص قادرا أن يصل على مراجعها ويطلع على تعاليمها وحتى أكون صريحا هي لم تكن طائفة منصفة في بلادنا واتهموا بالكثير من الأشياء غير الصحيحة، ورجال الدين الدروز يتحملون مسؤولية التعتيم الكامل على طائفتهم وما اكتشفته بأنه بهذه الطريقة استطاع هؤلاء الحفاظ على طائفتهم".
بالنسبة لضاهر الباحث فإن شغف البحث في العهد قبل العثماني في بلادنا دفعه إلى التمحيص عما كانت عليه تلك الأوضاع "فالنفاذ إلى الدروز في جبل لبنان يعني أن تتعرف أيضا إلى المارونية".
أهمية التعاون الثقافي وانتشار اللغة
"العربي" كما يسمي نفسه، وهو مصرّ على إبراز جانبه العربي أكثر حتى من مجريته ولبنانيته، في كل الحديث المتمركز عن حياته بين ثقافات متعددة، يدخل مجال الترجمة التحريرية والشفهية. وفي هذا المجال كان تمكنه من اللغات العربية والمجرية والإنجليزية قد دفع به لأن يكون مترجما فوريا منذ 2011 لدى الحكومة المجرية في المناسبات الرسمية والدبلوماسية وزيارات رؤساء حكومات ومجالس نواب، سواء في العالم العربي أو في هنغاريا وهو كاتم أسرار تلك المباحثات الرسمية ".
اللغة العربية بالنسبة لضاهر تعتبر هاجسا كبيرا وهو قام بترجمة لكتاب العلوم المصرية: إيجبتولوجي. من الإنكليزية إلى العربية في 2009 وعرض كتابه في المعرض المجري بالمتحف الوطني في القاهرة، وذلك بمناسبة مرور قرن على بدء الأبحاث المجرية في الآثار المصرية.
علاقاته مع السياسيين المجريين واسعة وهو ناشط بارز في مجال إبراز أهمية اللغة العربية والحوار الثقافي بين العرب والأوروبيين وتبادل الخبرات وإقامة المؤتمرات والندوات في هذا الاتجاه.
ما من شك وأنت تستمع لراشد ضاهر بلغة عربية تشدد على انتماء الرجل بأن لديه موقف في كل الذي يجري في عالمه العربي، وخصوصا هو الشاهد على موجات هجرة ولجوء تمر بالقرب منه في بودابست. فيقول " نحن لسنا شعبا مارقا في منطقتنا، فنحن أبناء هذه البلاد العربية بتاريخها الطويل في مشرقنا، وقبل الذي يجري من محن مررنا به في السابق منذ الحروب الصليبية حتى احتلال اليوم الزائل بكل أشكاله. منطقتنا عرفت احتلالات كثيرة داخلية وخارجية/ فمثلما أرى الاحتلال الإسرائيلي مارق كما مرق الروماني وغيره من الاحتلالات... نحن العرب ليس ما يجمعنا فقط الدين الإسلامي بل انظر إلى ثقافتنا وعاداتنا وتاريخنا المشترك، أنا عربي ليس بالمفهوم الضيق للعروبة... أنا عربي شامي... لم أعرف بأن أجدادي دمروا حضارة أحد بل طوروها ولي نظرتي في الدولة الأموية التي أراها أهم ما أنجزه العرب..." .
في العقد الرابع من عمره يرى ضاهر بأن مسؤولية الشباب العرب، بمن فيهم الذين يهاجرون اليوم "مسؤولية كبيرة للتخفيف مما سينتج عن هذه الهجرة الكبيرة نحو أوروبا والتي أخشى بأن تؤدي إلى تصادم بين القادمين الجدد بخلفيات تدعي أنها عربية وهي ليست كذلك. مهمة الاندماج ليست سهلة وأنا على يقين بأن السوريين لو خيروا بين وطن حر وسيد لاختاروا بلدهم...".
ما يخشاه ضاهر نابع من معرفته للعقل الأوروبي وكيف يعمل "فهؤلاء ينظرون إلى هذه الهجرة وبالطريقة التي هي ليست بريئة في جعل الناس تتدفق بالآلاف دفعات بدأت تستند على "عربفوبيا" عدا "إسلاموفوبيا" وبهذا يدفعون نحو كارثة تصادم بقراءة اللجوء مشوها كموجات قبائل الجرمانيين الذين كانوا يزحفون نحو روما، يقرأون الشعوب على أنها شعوب متخلفة... وللأسف بعض الممارسات غير المدركة تعطي هؤلاء وقودا للدفع بمثل تلك القراءات المرعبة...".
لغة الأم المجرية لم تمنعه من دخول المدرسة الوطنية الإنجيلية "الأمريكاني" في صيدا ليتخرج في 1992 متمكنا من اللغتين العربية والإنجليزية. يقول ضاهر:" اثنا عشر عاما في لبنان مكنتني من عربيتي".
من لبنان في ذلك العام ينتقل ضاهر إلى جامعة دمشق لدراسة "هندسة الميكانيك"، ويبقى فيها عاما متفوقا فيه، لكن " والداي الطبيبان أراداني طبيبا... هكذا كان يفكر ذلك الجيل، عملا على منحة لي إلى المجر في عام 1993".
في بودابست بدأ ضاهر مشوار التحضر "كأي طالب أجنبي لأتمكن من اللغة كتابة وقراءة، فلغتي المجرية كانت شفهية مع أمي في لبنان، لأبدأ في كلية الطب بجامعة بودابست في 1994 وبقيت في الكلية 4 سنوات...".
يكتشف في كلية الطب بأنها "ليست مجالي ولا هذا الذي أردت، لذا انتقلت من كلية الطب إلى كلية الحقوق بعد قبولي فيها".
من الهندسة إلى الطب ثم إلى الحقوق ينتقل ضاهر، وبعد أن اكتشف بأن كلية الحقوق التي قبل فيها تقع على حدود أوكرانيا تراجع عن الأمر كما يروي في سرده عن فترة البحث لسنوات.
في 2001 يجد ضاهر نفسه ملتحقا بجامعة "ألتا" في بودابست لدراسة الماجستير في " قسم الدراسات العربية" متخرجا بتفوق منها في 2006 ومعتبرا طريقه مع الدراسات العربية هي ما أراده.
نجاح ضاهر في جامعة "ألتا" أهله إلى أن يصبح معيدا فيها ويحضر للدكتوراه، فانكب في 2006 على الأبحاث كأستاذ مساعد منذ عام تخرجه حتى تحصيله الدكتوراه في 2013 حيث جرى تثبيته كمدرس أول فيها في عام 2015.
رحلة ضاهر الأكاديمية أهلته للتعاقد مع جامعة أوروبا الوسطى لتدريس اللغة العربية، الحديثة والقديمة، وخصوصا لطلاب قسم التاريخ ليستفيدوا من المصادر العربية في أبحاثهم.
هو باحث في مجال قد يبدو غريبا للبعض من غير المهتمين، إلا أنه ركز جهوده على "الأقليات والطوائف في جبل لبنان وبالأخص طائفة الموحدين الدروز، والتي اهتممت بها بسبب ما يسودها من كثير من الإبهام واللغط والشائعات ولأنه كان تحد بالنسبة لي حيث ليس كل شخص قادرا أن يصل على مراجعها ويطلع على تعاليمها وحتى أكون صريحا هي لم تكن طائفة منصفة في بلادنا واتهموا بالكثير من الأشياء غير الصحيحة، ورجال الدين الدروز يتحملون مسؤولية التعتيم الكامل على طائفتهم وما اكتشفته بأنه بهذه الطريقة استطاع هؤلاء الحفاظ على طائفتهم".
بالنسبة لضاهر الباحث فإن شغف البحث في العهد قبل العثماني في بلادنا دفعه إلى التمحيص عما كانت عليه تلك الأوضاع "فالنفاذ إلى الدروز في جبل لبنان يعني أن تتعرف أيضا إلى المارونية".
أهمية التعاون الثقافي وانتشار اللغة
"العربي" كما يسمي نفسه، وهو مصرّ على إبراز جانبه العربي أكثر حتى من مجريته ولبنانيته، في كل الحديث المتمركز عن حياته بين ثقافات متعددة، يدخل مجال الترجمة التحريرية والشفهية. وفي هذا المجال كان تمكنه من اللغات العربية والمجرية والإنجليزية قد دفع به لأن يكون مترجما فوريا منذ 2011 لدى الحكومة المجرية في المناسبات الرسمية والدبلوماسية وزيارات رؤساء حكومات ومجالس نواب، سواء في العالم العربي أو في هنغاريا وهو كاتم أسرار تلك المباحثات الرسمية ".
اللغة العربية بالنسبة لضاهر تعتبر هاجسا كبيرا وهو قام بترجمة لكتاب العلوم المصرية: إيجبتولوجي. من الإنكليزية إلى العربية في 2009 وعرض كتابه في المعرض المجري بالمتحف الوطني في القاهرة، وذلك بمناسبة مرور قرن على بدء الأبحاث المجرية في الآثار المصرية.
علاقاته مع السياسيين المجريين واسعة وهو ناشط بارز في مجال إبراز أهمية اللغة العربية والحوار الثقافي بين العرب والأوروبيين وتبادل الخبرات وإقامة المؤتمرات والندوات في هذا الاتجاه.
ما من شك وأنت تستمع لراشد ضاهر بلغة عربية تشدد على انتماء الرجل بأن لديه موقف في كل الذي يجري في عالمه العربي، وخصوصا هو الشاهد على موجات هجرة ولجوء تمر بالقرب منه في بودابست. فيقول " نحن لسنا شعبا مارقا في منطقتنا، فنحن أبناء هذه البلاد العربية بتاريخها الطويل في مشرقنا، وقبل الذي يجري من محن مررنا به في السابق منذ الحروب الصليبية حتى احتلال اليوم الزائل بكل أشكاله. منطقتنا عرفت احتلالات كثيرة داخلية وخارجية/ فمثلما أرى الاحتلال الإسرائيلي مارق كما مرق الروماني وغيره من الاحتلالات... نحن العرب ليس ما يجمعنا فقط الدين الإسلامي بل انظر إلى ثقافتنا وعاداتنا وتاريخنا المشترك، أنا عربي ليس بالمفهوم الضيق للعروبة... أنا عربي شامي... لم أعرف بأن أجدادي دمروا حضارة أحد بل طوروها ولي نظرتي في الدولة الأموية التي أراها أهم ما أنجزه العرب..." .
في العقد الرابع من عمره يرى ضاهر بأن مسؤولية الشباب العرب، بمن فيهم الذين يهاجرون اليوم "مسؤولية كبيرة للتخفيف مما سينتج عن هذه الهجرة الكبيرة نحو أوروبا والتي أخشى بأن تؤدي إلى تصادم بين القادمين الجدد بخلفيات تدعي أنها عربية وهي ليست كذلك. مهمة الاندماج ليست سهلة وأنا على يقين بأن السوريين لو خيروا بين وطن حر وسيد لاختاروا بلدهم...".
ما يخشاه ضاهر نابع من معرفته للعقل الأوروبي وكيف يعمل "فهؤلاء ينظرون إلى هذه الهجرة وبالطريقة التي هي ليست بريئة في جعل الناس تتدفق بالآلاف دفعات بدأت تستند على "عربفوبيا" عدا "إسلاموفوبيا" وبهذا يدفعون نحو كارثة تصادم بقراءة اللجوء مشوها كموجات قبائل الجرمانيين الذين كانوا يزحفون نحو روما، يقرأون الشعوب على أنها شعوب متخلفة... وللأسف بعض الممارسات غير المدركة تعطي هؤلاء وقودا للدفع بمثل تلك القراءات المرعبة...".