لا يمكن الحديث عن مغاربة بريطانيا دون الإشارة إلى مأساة بعضهم الأخيرة في حريق برج غرينفيل بمنطقة كينسنغتون شمال العاصمة البريطانية لندن في 16 يونيو/حزيران. ويتوقّع أنّ 40 بالمئة من سكّان المبنى هم من المهاجرين، ومعظمهم من المغاربة.
تقارير عدة أفادت أن عائلات مغربية من بين المفقودين، ومنها عزيز الوهابي وعادل وفوزية وأطفالهم الأربعة، نور وهدى وياسين ومهدي الذين كانوا يقيمون في الطابق الـ 21، وهناك أشخاص آخرون، أسماؤهم غير موجودة على لوائح المفقودين.
وفقاً لتقارير رسمية بريطانية تقريبية هناك ما يقدّر بـ 60 ألف مغربي في بريطانيا. يعيش منهم 35 ألفاً في لندن، وبالتحديد في مناطق كنسنغتون وتشلسي وويستمنستر وهامرسميث وفولهام وليوشام وهاكني. وتذهب الباحثة المغربية مريم الشرتِي، ضمن دراسةٍ نشرتها بمثابة جزء من كتاب "مغاربة العالم في 2013"، إلى اعتبار تاريخ الهجرة المغربيَّة إلى بريطانيا، قديم في التاريخ.
فهي رأت أنَّ تجاراً مغاربة ممن اشتغلوا في النسيج بفاس هاجرُوا في القرن التاسع عشر إلى مانشستر وأنشأوا مقاولات في بريطانيا، واستقروا لاحقاً بمدن كلندن وليفربُول ومانشستر.
أمّا الجزائريون، فكان عددهم قليلاً حتى أوائل تسعينيات القرن الماضي، وازدادت أعدادهم مع الحرب الأهلية الجزائرية بين عام 1991 و2002، وفق مركز المعلومات حول اللجوء واللاجئين، الذي يعتقد أنّه لا يوجد مجتمع موحّد للجزائريين في بريطانيا.
جمعية الحسنية...
تقدّم جمعيات عديدة خدمات صحيّة وتعليمية وثقافية، ومنها جمعية الحسنية مركز النساء المغربيات، في منطقة كينسغتون وتشلسي.
تأسّست هذه الجمعية عام 1985، بغية مساعدة المرأة المغربية في الوصول إلى خدمات الصحة الوطنية، التي كانت بعيدة المنال عنها وعن أسرتها بسبب نقص المعرفة وصعوبات التواصل اللغوي. وتمكّنت الجمعية من لعب دور هام في تشكيل الخدمات الصحية للسكّان الناطقين باللغة العربية في غرب لندن.
ويتساءل كثيرون عن أوجه الاختلاف والتشابه بين المغاربيين، وفي هذا الصدد يقول محفوظ (57 عاماً) جزائري بريطاني، إنّهم جميعاً يمتلكون تاريخاً واحداً وثقافة واحدة، "ولا يوجد اختلاف كبير بينهم. وفي بريطانيا لا نجد أي فروقات في التقاليد والمناسبات والاحتفالات كلّها واحدة". ويضيف أنّ أصدقاءه التونسيين هنا، أكثر عدداً من الجزائريين.
بدورها قالت أسمى (39 عاماً) تونسية مقيمة في بريطانيا، لـ "العربي الجديد"، إنّ "اللهجات قد تختلف، لكنّهم يندمجون بشكل جيد مع بعضهم بعضاً في المجتمع البريطاني، حتى أنّ مطبخهم واحد تقريباً"، فهي تجتمع بصديقاتها وعائلاتهم في رمضان وإفطارهم يشمل المأكولات ذاتها مع تفاوتات بسيطة.
اقــرأ أيضاً
بيد أنّ عبد الغني (48 عاماً) مغربي بريطاني، كان له رأي آخر، وقال إنّ الجزائر والمغرب هما الأقرب من حيث التاريخ الواحد الذي يجمعهما بحكم الاستعمار الفرنسي، وأشار إلى أنّ أكبر تجمّع للمغاربة كان في منطقة لادبروك غروف، غرب لندن، وكان من السهل جمعهم في مكان واحد للاحتفال بالمناسبات.
لكن الجيل الثاني والثالث انتشر في أماكن أخرى، وعلى الرغم من ذلك لا يزالون يلتقون ويحتفلون لأنّ المناسبات الدينية تجمعهم جميعاً، مع الإشارة إلى اختلاف أطباق الطعام المغربي والجزائري عن التونسي والليبي والموريتاني.
وتنتشر في بريطانيا المطاعم المغربية التي تطغى على بقيّة المطابخ المغاربية، لاهتمام المغرب بالسياحة واعتماده عليها. وتجذب الناس من مختلف الجنسيات والأعراق.
ويعتبر شارع غولدبورن، بالقرب من شارع بورتبيللو مركزاً كبيراً للمجتمع المغربي، حيث المحلات التي تبيع المنتجات المغربية وأدوات الطبخ والملابس، ويجد أولئك الذين يعشقون الطعام المغربي جميع مستلزمات الطهو.
في الولايات المتحدة الأميركية
تشير الأرقام الرسمية الأخيرة عن مكتب الإحصائيات الفيدرالي لعام 2014، أن عدد العرب الأميركان أو الذين يتحدرون من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وصل إلى حوالى1.7 مليون شخص. وترى بعض المنظمات غير الحكومية، المؤسسة العربية الأميركية في واشنطن، أن هذا الرقم لا يعكس الرقم الحقيقي، حيث يقدره هؤلاء بما يفوق الثلاثة ملايين شخص من أصول عربية.
اقــرأ أيضاً
أكبر تواجد لهؤلاء هو في نيويورك وتكساس وميامي وشيكاغو. أما عدد المهاجرين التونسيين في الولايات المتحدة فيقدر بأكثر من 7 آلاف شخص، في حين يقدر من هم من أصول ليبية بحوالى 9 آلاف شخص.
أما عدد المغاربة المقيمين في الولايات المتحدة أو الحاصلين على جنسية أميركية ويتحدرون من أب أو أم مغربية فوصل إلى أكثر من 84 ألف بحلول عام 2015، بحسب دراسة صادرة عن "معهد سياسات الهجرة" ومقره واشنطن.
ويحمل أغلبهم الجنسية الأميركية أو يسعى للتجنس بسرعة، حالما تسنح له الفرصة القانونية.
وتتميز هجرة المغاربة إلى الولايات المتحدة بأنها هجرة فتية، الأمر نفسه ينطبق على تونس وليبيا والجزائر مع اختلاف الظروف، فقد قدم أكثر من نصفهم إلى الولايات المتحدة بعد عام 2000. ويصل معدل الدخل للعائلات من أصول مغربية إلى 45 ألف دولار سنوياً، وهو أقل من معدل الدخل القومي بحوالى خمسة آلاف دولار، بحسب الدراسة.
اقــرأ أيضاً
أما نسبة العائلات التي يفوق معدل دخلها الـ 90 ألف دولار سنوياً، فيصل 18 بالمئة، وهو أقل من المعدل القومي الأميركي حيث تصل نسبتها إلى 25 بالمئة. ويفوق معدل دخل 8 بالمئة من العائلات المغربية في الولايات المتحدة الـ 140 ألف دولار سنوياً مقابل 10 من العائلات الأميركية التي يفوق معدل دخلها الـ 140 ألف دولار.
وكما هو حال الجاليات الأخرى في الولايات المتحدة، فإن الجالية المغربية موزعة على عدة ولايات من بينها نيويورك وفلوريدا وكاليفورنيا. وتشير الدراسة إلى وجود أكثر من ثلاثين مؤسسة ومركز في الولايات المتحدة تم تأسيسها على يد مغاربة مهاجرين، خمس منها على الأقل تم تأسيسها بدعم من الدولة المغربية.
ويصل معدل العائدات السنوية التي يرسلها المغاربة إلى وطنهم الأصلي بمئات الملايين، حيث تشير الدراسة إلى تحويلهم أكثر من مئتي مليون دولار عام 2012 إلى المغرب. وتتشابه نسبة التعليم بين المهاجرين المغاربة بتلك على المستوى القومي الأميركي فيما يخص الشهادات العليا كالماجستير والدكتوراه، وتصل نسبتها إلى 11 بالمئة لمن أعمارهم فوق الخامسة والعشرين.
لكن المثير أن تلك النسبة تفوق المعدل القومي الأميركي، لتصل إلى 23 بالمئة مقابل 20 بالمئة بين الأميركان الذين فوق سنّ الخامسة والعشرين ويحملون شهادة البكالوريوس.
اقــرأ أيضاً
تقارير عدة أفادت أن عائلات مغربية من بين المفقودين، ومنها عزيز الوهابي وعادل وفوزية وأطفالهم الأربعة، نور وهدى وياسين ومهدي الذين كانوا يقيمون في الطابق الـ 21، وهناك أشخاص آخرون، أسماؤهم غير موجودة على لوائح المفقودين.
وفقاً لتقارير رسمية بريطانية تقريبية هناك ما يقدّر بـ 60 ألف مغربي في بريطانيا. يعيش منهم 35 ألفاً في لندن، وبالتحديد في مناطق كنسنغتون وتشلسي وويستمنستر وهامرسميث وفولهام وليوشام وهاكني. وتذهب الباحثة المغربية مريم الشرتِي، ضمن دراسةٍ نشرتها بمثابة جزء من كتاب "مغاربة العالم في 2013"، إلى اعتبار تاريخ الهجرة المغربيَّة إلى بريطانيا، قديم في التاريخ.
فهي رأت أنَّ تجاراً مغاربة ممن اشتغلوا في النسيج بفاس هاجرُوا في القرن التاسع عشر إلى مانشستر وأنشأوا مقاولات في بريطانيا، واستقروا لاحقاً بمدن كلندن وليفربُول ومانشستر.
أمّا الجزائريون، فكان عددهم قليلاً حتى أوائل تسعينيات القرن الماضي، وازدادت أعدادهم مع الحرب الأهلية الجزائرية بين عام 1991 و2002، وفق مركز المعلومات حول اللجوء واللاجئين، الذي يعتقد أنّه لا يوجد مجتمع موحّد للجزائريين في بريطانيا.
جمعية الحسنية...
تقدّم جمعيات عديدة خدمات صحيّة وتعليمية وثقافية، ومنها جمعية الحسنية مركز النساء المغربيات، في منطقة كينسغتون وتشلسي.
تأسّست هذه الجمعية عام 1985، بغية مساعدة المرأة المغربية في الوصول إلى خدمات الصحة الوطنية، التي كانت بعيدة المنال عنها وعن أسرتها بسبب نقص المعرفة وصعوبات التواصل اللغوي. وتمكّنت الجمعية من لعب دور هام في تشكيل الخدمات الصحية للسكّان الناطقين باللغة العربية في غرب لندن.
ويتساءل كثيرون عن أوجه الاختلاف والتشابه بين المغاربيين، وفي هذا الصدد يقول محفوظ (57 عاماً) جزائري بريطاني، إنّهم جميعاً يمتلكون تاريخاً واحداً وثقافة واحدة، "ولا يوجد اختلاف كبير بينهم. وفي بريطانيا لا نجد أي فروقات في التقاليد والمناسبات والاحتفالات كلّها واحدة". ويضيف أنّ أصدقاءه التونسيين هنا، أكثر عدداً من الجزائريين.
بدورها قالت أسمى (39 عاماً) تونسية مقيمة في بريطانيا، لـ "العربي الجديد"، إنّ "اللهجات قد تختلف، لكنّهم يندمجون بشكل جيد مع بعضهم بعضاً في المجتمع البريطاني، حتى أنّ مطبخهم واحد تقريباً"، فهي تجتمع بصديقاتها وعائلاتهم في رمضان وإفطارهم يشمل المأكولات ذاتها مع تفاوتات بسيطة.
لكن الجيل الثاني والثالث انتشر في أماكن أخرى، وعلى الرغم من ذلك لا يزالون يلتقون ويحتفلون لأنّ المناسبات الدينية تجمعهم جميعاً، مع الإشارة إلى اختلاف أطباق الطعام المغربي والجزائري عن التونسي والليبي والموريتاني.
ويعتبر شارع غولدبورن، بالقرب من شارع بورتبيللو مركزاً كبيراً للمجتمع المغربي، حيث المحلات التي تبيع المنتجات المغربية وأدوات الطبخ والملابس، ويجد أولئك الذين يعشقون الطعام المغربي جميع مستلزمات الطهو.
في الولايات المتحدة الأميركية
تشير الأرقام الرسمية الأخيرة عن مكتب الإحصائيات الفيدرالي لعام 2014، أن عدد العرب الأميركان أو الذين يتحدرون من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وصل إلى حوالى1.7 مليون شخص. وترى بعض المنظمات غير الحكومية، المؤسسة العربية الأميركية في واشنطن، أن هذا الرقم لا يعكس الرقم الحقيقي، حيث يقدره هؤلاء بما يفوق الثلاثة ملايين شخص من أصول عربية.
وبحسب مركز الإحصائيات القومي الأميركي، فإن عدد الجزائريين أو الأميركان من أصول جزائرية، المولودين في الولايات المتحدة لوالدين أحدهما من مواليد الجزائر، يفوق الـ 15 ألف شخص، ونسبة هؤلاء القادمين إلى أميركا لا تفوق الواحد بالمئة من مجموع المهاجرين الجزائريين خارج وطنهم الأم.
أكبر تواجد لهؤلاء هو في نيويورك وتكساس وميامي وشيكاغو. أما عدد المهاجرين التونسيين في الولايات المتحدة فيقدر بأكثر من 7 آلاف شخص، في حين يقدر من هم من أصول ليبية بحوالى 9 آلاف شخص.
أما عدد المغاربة المقيمين في الولايات المتحدة أو الحاصلين على جنسية أميركية ويتحدرون من أب أو أم مغربية فوصل إلى أكثر من 84 ألف بحلول عام 2015، بحسب دراسة صادرة عن "معهد سياسات الهجرة" ومقره واشنطن.
ويحمل أغلبهم الجنسية الأميركية أو يسعى للتجنس بسرعة، حالما تسنح له الفرصة القانونية.
وتتميز هجرة المغاربة إلى الولايات المتحدة بأنها هجرة فتية، الأمر نفسه ينطبق على تونس وليبيا والجزائر مع اختلاف الظروف، فقد قدم أكثر من نصفهم إلى الولايات المتحدة بعد عام 2000. ويصل معدل الدخل للعائلات من أصول مغربية إلى 45 ألف دولار سنوياً، وهو أقل من معدل الدخل القومي بحوالى خمسة آلاف دولار، بحسب الدراسة.
وكما هو حال الجاليات الأخرى في الولايات المتحدة، فإن الجالية المغربية موزعة على عدة ولايات من بينها نيويورك وفلوريدا وكاليفورنيا. وتشير الدراسة إلى وجود أكثر من ثلاثين مؤسسة ومركز في الولايات المتحدة تم تأسيسها على يد مغاربة مهاجرين، خمس منها على الأقل تم تأسيسها بدعم من الدولة المغربية.
ويصل معدل العائدات السنوية التي يرسلها المغاربة إلى وطنهم الأصلي بمئات الملايين، حيث تشير الدراسة إلى تحويلهم أكثر من مئتي مليون دولار عام 2012 إلى المغرب. وتتشابه نسبة التعليم بين المهاجرين المغاربة بتلك على المستوى القومي الأميركي فيما يخص الشهادات العليا كالماجستير والدكتوراه، وتصل نسبتها إلى 11 بالمئة لمن أعمارهم فوق الخامسة والعشرين.
لكن المثير أن تلك النسبة تفوق المعدل القومي الأميركي، لتصل إلى 23 بالمئة مقابل 20 بالمئة بين الأميركان الذين فوق سنّ الخامسة والعشرين ويحملون شهادة البكالوريوس.