وأشارت المصادر المقربة من نواب حفتر إلى أنه "يعاني من أزمة كبيرة مع مجموعة من مسلحيه الذين عارضوا موقفه الأسبوع الماضي بإنهاء العمليات القتالية في بنغازي وسماحه لمقاتلي مجلس شورى بنغازي بالخروج من المدينة باتجاه درنة، شرقاً". ولفتت المصادر إلى أن حفتر يسعى لإنهاء القتال استعداداً لخوض المعترك السياسي واستقبال مرحلة الانتخابات بعيداً عن السلاح، فيما يطالب مقاتلوه المنتمون لكتائب سلفية بمواصلة "قتال الخوارج كواجب شرعي سبيلاً للوصول إلى الحكم".
وفي سياق منفصل، قالت المصادر في حديث خاص لــ"العربي الجديد"، إن جلسات مساعي توحيد المؤسسة العسكرية التي ترعاها القاهرة تقرر تأجيلها إلى أجل غير مسمى بعد مطالب عدد من الشخصيات العسكرية التي لجأ بعضها إلى خارج البلاد، وذلك لتمكين ضباط بالجيش المعارضين لحفتر من المشاركة في الجلسات.
وأشارت المصادر إلى "أربع شخصيات عسكرية، اثنان منها مشاركان بجلسات القاهرة، طالبوا صراحة بضرورة وضع حد لتغول حفتر داخل مؤسسة الجيش وضرورة إنشاء جسم عسكري مؤلف من عدد من الضباط يتولى قيادة مؤسسة الجيش"، مشيرة إلى أن تفرد حفتر بمنصب القائد العام للجيش بدا مرفوضا.
وقالت المصادر إن "ثلاثة من المشاركين بالجلسات ضمن ممثلي حفتر، رفضوا العودة لشرق البلاد، معبرين عن غضبهم من حالة الفوضى والانفلات الأمني التي تعيشها مناطق سيطرة حفتر". ونقلت المصادر عن أحدهم أن "كتائب الجيش النظامية انقلبت إلى مجموعات مسلحة مؤدلجة يحكمها ويقودها أتباع التيار السلفي ويفرضون قراراتهم بالقوة ويستبعدون الضباط من مراكزهم"، قائلا: "لم يعد لنا وجود حقيقي في كتائبنا التي نقودها".
وأضافت المصادر أن "هذا الضابط نقل إلى مسؤولين مصريين مطالب قبيلة تقطن شرق بنغازي (في إشارة لقبيلة العواقير) تتعلق بضرورة إشراك أبنائها في قيادة مؤسسة الجيش وضرورة الكشف عن مصير ابنها النقيب فرج قعيم، وكيل وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، المغيب في سجون حفتر". وأكدت المصادر وجود مساعٍ لرأب الصدع، من خلال لقاء سيجمع حفتر بزعامات قبلية وسياسية من النواب، لمحاولة تفهم أوضاع حفتر الداخلية وأهدافهم المقبلة. ولفتت إلى أن تأجيل جلسات القاهرة لا يبدو أنه أزعج حفتر، ما قد يشير إلى عدم رغبته في الاستمرار بالتفاوض مع ضباط المنطقة الشرقية، معللة موقف حفتر من وقف الجلسات بأنه يمتلك خطوط اتصال أخرى، ولا سيما مع المليشيات غرب البلاد لعقد صفقة أو ربما لانشغاله الكامل بمشاكله الداخلية التي تعصف به جراء تغول المليشيات في بنغازي والبيضاء، التي باتت السيطرة عليها مكلفة وربما مستحيلة.
ورأت المصادر نفسها أن عسكريين وضباطا في القوات الخاصة وكتائب أخرى، أصبحوا ينتمون للتيار السلفي، ويعتبرون أن المجموعات المسلحة وضباطها غرب البلاد من "الخوارج الواجب قتالهم".