وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أخيراً، دعوة إلى مسؤولين سابقين غالبيتهم من حزب "العدالة والتنمية"، للانضمام إلى الهيئة الاستشارية العليا التي أعلن عن تشكيلها الشهر الحالي، في محاولة على ما يبدو لاستباق أي مسعى لشق صف الحزب وتأسيس أحزاب جديدة.
ووصلت الدعوة بشكل أساسي إلى رؤساء البرلمان السابقين ونوابهم، وغالبيتهم من حزب "العدالة والتنمية"، وتضم أسماء بارزة سبق أن رافقت أردوغان في الحكم خلال 17 عاماً، وجرى الحديث عن جهود لضمهم إلى أحزاب جديدة تقوم على أنقاض حزب "العدالة والتنمية".
ويبدو أن أردوغان يسعى إلى جذب هؤلاء المسؤولين، منعاً لمحاولات شق صف الحزب من قبل الرئيس السابق عبدالله غل، ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، اللذين برز اسماهما، أخيراً، بأنهما يسعيان لتأسيس أحزاب جديدة، كما أنهما وجها انتقادات لاذعة للرئيس أردوغان.
وجاء الإعلان عن تشكيل الهيئة الاستشارية العليا بمرسوم رئاسي في 15 مايو/أيار الجاري، وهي هيئة استشارية عليا تؤسس من قبل الرئيس تحت هدف "تقديم الخدمات للدولة والشعب"، و"الاستفادة من الخبرات والكفاءات ونجاحاتهم"، وينتظر أن تتم دعوة الهيئة إلى اجتماع قريب في الأيام المقبلة.
وتضم اللائحة التي تم توجيه الدعوات لها، بحسب مصادر إعلامية تركية، كلاً من رؤساء البرلمان السابقين، حكمت جتين، بولنت آرنج، وغوغسال توبتان، ومحمد علي شاهين، وجميل جيجك، وعصمت يلماز، وإسماعيل قهرمان، ومعظمهم شغلوا مناصب وزارية متنوعة كذلك، ومن حزب "العدالة والتنمية"، حيث قبل أغلبهم باستثناء حكمت جتين، وهو بالأساس كان رئيساً للبرلمان عن حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، في الفترة 1997-1999، ورفض أن يكون عضواً في الهيئة الاستشارية العليا.
وينتظر أن تتم الدعوة لمسؤولين آخرين ووزراء سابقين، وموظفين رفيعين عملوا في الدولة والحكومة لفترات طويلة، سيتم تحديدهم من قبل أردوغان لاحقاً، ومن غير المعروف إن كانت هذه الخطوة تستدعي بالضرورة دعوة الرئيس السابق عبدلله غل، ورئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، لكن مصادر متابعة استبعدت حصول ذلك.
وعللت المصادر ذاتها سبب استبعاد أردوغان هاتين الشخصيتين لمواقفهما منه، ومن إلغاء الانتخابات المحلية في إسطنبول، وإعادتها الشهر المقبل، والانتقادات التي وجهاها للهيئة العليا للانتخابات التي وقعت تحت تأثير أردوغان، بحسب ما نقل عنهما.