اقرأ أيضاً - فصائل "الجيش السوري الحر": نرفض التفاوض مع روسيا
وأكدت الصحيفة الفرنسية أن التدخل الروسي في سورية ما هو إلا "استمرار لتفكيك الدول بالشرق الأوسط" والذي انطلق سنة 2003 مع الرئيس الأميركي جورج بوش وقراره غزو العراق.
وأضافت، أن الوضع صار أسوأ "فخلال غزو العراق تعالت العديد من الأصوات المنددة بالتدخل الأميركي في العراق، أما في الحالة السورية فهناك صمت مطبق"، وعبرت الصحيفة الفرنسية عن استنكارها لكون "الأحكام المسبقة ونظريات شيطنة الطرف الآخر أصبحت هي السائدة على حساب المنطق الصحيح".
واستدلت "ليبراسيون" على أن بوتين يطبق في سورية نفس السياسة التي طبقها بوش في العراق، بكون الرئيس الروسي يعتبر كل من يعارض بشار الأسد "إرهابياً"، وهو نفس المنطق الذي اعتمده بوش خلال غزوه للعراق، عندما أعلن "أن حربه ضد العراق هي حرب ضد الإرهاب ومن ليس معنا فهو ضدنا"، مواصلة بأن سورية "أعادت لروسيا الحنين إلى سحق كل مقاومة أو مطالبة بالتغيير كما فعلت في الشيشان".
وقالت الصحيفة الفرنسية إن بوش لم يكن يعبأ بمعاقبة منفذي هجوم على برج التجارة العالمي، "لأنهم منحوه ذريعة للتدخل في العديد من الدول وبلوغ طموحه في إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط"، وفق تعبير الصحيفة الفرنسية، التي وصفت التدخل الأميركي بكونه مغامرة "حمقاء" لأنها أدت إلى "ظهور جماعات متطرفة في قلب الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي جعل الأمن الأوروبي هشاً جداً، وما زلنا نعاني من نتائج هذا الغزو إلى الآن".
وشددت "ليبيراسيون" على أن روسيا تقوم بنفس الخطأ في سورية، وتغذي تنظيم الدولة الإسلامية من خلال تدخلها، خصوصاً وأن الضربات الجوية الروسية "تستهدف المعارضة السورية أكثر من استهدافها لتنظيم داعش"، وزادت بأن بوتين "يفتح باب العنف المتطرف في الشرق الأوسط كما فعل بوش بغزوه للعراق".
اقرأ أيضاً - مسؤول أممي: ضربات روسيا وأميركا في سورية "خطرة"
ودقت الصحيفة الفرنسية ناقوس الخطر كون الرئيس الروسي "يقصف الأراضي السورية وهو مرتاح لأنه يعلم أن أنصار البغدادي يتوجهون لدول الشرق الأوسط والدول الأوروبية من أجل تنفيذ هجماتهم الإرهابية ولا يتوجهون إلى روسيا".
ووجهت الصحيفة انتقادات لاذعة للموقف الروسي من الملف السوري، عندما وصفته "بالاعتداء الإمبريالي ضد الشعب السوري وإرادته"، مصرة على أن نظام بشار الأسد فقد كل شرعية "ولا يمكنه أن يحكم سورية، والتدخل الروسي لحماية سفاح مثل بشار الأسد هو شبيه بالغزو الأميركي للعراق أو أسوأ".