جدد عدد من أعضاء مجلس النواب المصري، اليوم الإثنين، مطالبهم بشأن إخلاء مناطق شمال سيناء من السكان، بدعوى مواجهة الإرهاب على أرضها، على خلفية الاعتداء على مسجد الروضة، الذي أودى بحياة 305 من المدنيين، وذلك بالتزامن مع زيارة وزيرة ما يسمّى بـ"المساواة الاجتماعية" في إسرائيل، جيلا جملئيل، الجارية إلى مصر، بعد أيام من دعوتها لإقامة دولة الفلسطينيين على أرض سيناء المصرية.
وقال النائب عن محافظة بني سويف، جمال هندي، في جلسة البرلمان، اليوم، إنه لا يجب الاكتفاء بشجب وإدانة الهجوم الإرهابي الأخير، مطالباً أجهزة الدولة بإخلاء المنطقة الحدودية لسيناء بالكامل من المواطنين، لإتاحة المجال لدكها "دكاً شديداً" من قوات الجيش والشرطة، ثم إعادة تسكين مواطنيها بعد فترة مؤقتة (لم يُحددها).
وأضاف هندي أن "قوات الجيش والشرطة تتعامل بحساسية مفرطة في حربها على الإرهاب بهذه المنطقة، خوفاً على أرواح المدنيين"، معتبراً أن "إخلاء المناطق المأهولة بالسكان يُفسح المجال للتعامل بقسوة مع الإرهابيين، والقضاء عليهم"، الأمر الذي أثار استياء بعض النواب، غير أن رئيس البرلمان، علي عبد العال، دافع عن هندي، بقوله "اتركوا النائب يُعبر عن رأيه، ولا تقاطعوه".
في السياق ذاته، دعا عضو ائتلاف الغالبية، أبو بكر غريب، الحكومة، إلى دراسة إخلاء شمال سيناء لمدة شهر واحد، حتى يمكن القضاء على قوى الإرهاب.
وكان عضو الائتلاف - المشكل بمعرفة الأجهزة الاستخباراتية - محمد الغول، قد طالب بضرورة إخلاء مدينة العريش من الأهالي، لمواجهة العناصر التكفيرية، واتخاذ إجراءات رادعة من قبل الجيش ضد من يرفض الامتثال للقرار.
من جهته، وجه ممثل الهيئة البرلمانية لـ"حزب النور" السلفي، أحمد خليل، رسالة للجماعات التكفيرية، قال فيها: "مصر ستكون فخراً للمصريين، ومقبرة لكم"، مضيفاً "أعلم يقيناً أن هؤلاء التكفيريين لا عقل لهم، ولا مكان لهم في مصر، كونها ليست كالعراق أو سورية حتى يمكن فتح ساحات جديدة بها".
كما قال رئيس لجنة التضامن الاجتماعي في البرلمان، عبد الهادي القصبي، إن الاعتداء الإرهابي "يبطل كل أسلحة الفتنة الموجهة إلى الشعب المصري، الذي لم يقبل التقسيم، ويصر على الاصطفاف شعباً واحداً في مواجهة الإرهاب، الذي استهدف أبناء القوات المسلحة، ثم أفراد الشرطة، مروراً بالمسيحيين في الكنائس، وصولاً إلى الساجدين في المساجد".
وهاجم القصبي، من أسماها "الدول الكبرى"، التي تُساند وتدعم وتُمول الإرهاب، بقوله: "لا بد أن نرى موقفاً دولياً موحداً من تلك الدول، والمنظمات التي صدعت رؤوسنا بقضية حقوق الإنسان"، متسائلاً "أين حقوق الشهداء، والطفلة التي فقدت والدها، والأرملة التي فقدت عائلها، والأم التي فقدت زوجها وابنها؟".
فيما هاجم النائب خالد أبو زهاد الإعلامي عماد الدين أديب، لاستضافته أحد الإرهابيين المتورطين في قتل أفراد الشرطة، في وقت سابق، قائلاً "محاورة أحد الإرهابيين كارثة، وفي منتهى الخطورة، وتمثل ضرراً كبيراً على مقتضيات الأمن القومي المصري.. ولم يحدث في أحد الأيام محاورة أحد المتهمين في تفجيرات برج التجارة العالمي بالولايات المتحدة".
وقال وكيل لجنة الأمن القومي في البرلمان، يحيى كدواني، إن قوى الإرهاب الظلامية تتلقى دعماً لوجيستياً ومالياً، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أنظمة موالية للإرهاب، الأمر الذي يجب مواجهته، رافضاً أي اتهامات لقوات الجيش والشرطة بالتقصير في العمليات الإرهابية، مطالباً المصريين، في الوقت نفسه، بالتعاون مع أجهزة الأمن، والإبلاغ عن أي مشتبهين بمحيط سكنهم.