تبدأ البعثة الأممية، المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار، عملها في مدينة الحديدة غربي اليمن، اليوم الإثنين، بعد أسبوع من دخول الهدنة حيز التنفيذ، وفي ظل الخروقات المتقطعة التي يتبادل فيها الطرفان الاتهامات.
وأكدت مصادر ميدانية في الحديدة لـ"العربي الجديد" أن الهولندي باتريك كاميرت وصل مساء الأحد، على رأس فريق يترأسه من المقرر أن يشرع رسمياً خلال الساعات المقبلة بتدشين الرقابة على وقف إطلاق النار.
وكان كاميرت بدأ زيارته إلى اليمن يوم السبت الماضي، من عدن، حيث اجتمع مع مسؤولين حكوميين، قبل أن ينتقل الأحد إلى صنعاء وفيها التقى مسؤولين من جماعة أنصار الله (الحوثيين).
ويترأس كاميرت لجنة إعادة الانتشار في الحديدة، والتي جرى تأليفها بناءً على اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة، وتتألف من ثلاثة أعضاء يمثلون الحكومة ومثلهم عن الحوثيين، وتشمل مهامها الرقابة على وقف إطلاق النار والإشراف على مختلف الترتيبات العسكرية التي يقتضيها الاتفاق، بما فيها الانسحاب من موانئ الحديدة إلى مواقع متفق عليها خارج الحديدة.
واندلعت معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) مساء اليوم الأحد، شرقي مدينة الحديدة، غربي البلاد، بالتزامن مع وصول قائد فريق المراقبين الدوليين لتنفيذ وقف إطلاق النار في المدينة.
وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية لـ"الأناضول"، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته كونه غير مخوّل بالحديث للإعلام، إن الحوثيين "شنوا هجوماً قبل ساعات على مواقع القوات الحكومية في مدينة الصالح وسوق الحلقة، شرقي مدينة الحديدة". مشيراً إلى أن الهجوم أدى إلى اندلاع معارك عنيفة بين الجانبين، لا تزال مستمرة بوتيرة أقل حتى اللحظة.
وذكر أن "المسلحين الحوثيين قصفوا مواقعنا بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا في خطوط التماس، رغم أننا في البداية التزمنا بعدم الرد"، متهما الحوثيين بـ"السعي إلى تفجير الأوضاع من جديد، وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار".
من جهتها، قالت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين إن "قوى العدوان (القوات الحكومية) تقصف مدينة الشباب في شارع الـ90 بالأسلحة المتوسطة، كما أن مدرعاتها تقصف بشكل مكثف على منطقة كيلو 7".
واندلع القتال في وقت وصل قائد فريق المراقبين الدوليين لاتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، إلى المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، لبدء مهمة الفريق في مراقبة وقف إطلاق النار.
وشهدت الأيام الماضية اشتباكات متقطعة على أطراف الحديدة، بين القوات الحكومية والحوثيين، إلا أن المواجهات سرعان ما يتم احتواؤها، في ظل الموقف المعلن من الطرفين بالالتزام بوقف إطلاق النار.