استغل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وهاجم جماعة "اﻹخوان المسلمين" والرئيس المعزول محمد مرسي، قائلاً إن "تقييما منصفا وموضوعيا لما حققته مصر خلال أقل من عامين على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية يوضح أن بلادنا تحولت من "وطن لجماعة" إلى "وطن للجميع"، ومن حكم يعادي الشعب وكافة قطاعات الدولة إلى حكم يحترم خيارات الشعب ويسعى جاهدا لتحقيق آماله".
وفيما بدا دفاعا عن نظامه ضد اﻻنتقادات الشعبية له واتهامه بالعودة إلى سياسات ما قبل الثورة، ذكر السيسي أن "التجارب الديمقراطية لا تنضج بين عشية وضحاها، وإنما من خلال عملية تراكمية ومستمرة، تضيف يوما تلو الآخر خبرة جديدة، فترسخ المفاهيم وتصقل العمل السياسي والممارسة الديمقراطية، تسعى خلالها الدولة لتحقيق التوازن المنشود بين الحقوق والحريات فى إطار واع من الحرية المسؤولة، يحول دون تحولها إلى فوضى هدامة تقوض مقومات الدولة وتقضي على مقدرات الشعب"، فيما اعتبره معلقون، تكراراً لمقولته، ومقولة الرئيس المخلوع، حسني مبارك: "أنا أو الفوضى".
ومضى قائلاً، إن "مصر اليوم ليست مصر الأمس، ونحن نشيد معا دولة مدنية حديثة متطورة تعلي قيم الديمقراطية والحرية وتواصل مسيرتها التنموية وبناءها الاقتصادي، وسنبقى نبذل كافة الجهود اللازمة لمحاربة الفساد والقضاء عليه إداريا كان أو ماليا إعلاء لقيم المساءلة والمحاسبة، وحفاظا على المال العام، وضمانا لبيئة آمنة ومستقرة وجاذبة للاستثمار"؛ وذلك في إشارة للقضايا التي ثارت مؤخرا بشأن الكشف عن حجم الفساد والنزاع على حجمه المعلن، ومدى تأثير ذلك على مناخ الأعمال.
وزعم السيسي أن "الدولة تتحرك على كافة الاتجاهات الداخلية والخارجية لتدشن وتنفذ مشروعات تنموية وإنتاجية، ومشروعات صغيرة ومتوسطة تراعي احتياجات الشباب، وتدرك متطلباتهم وحقهم في العيش الكريم، وتعمل على تطوير العديد من المرافق الخدمية، وتتصدى بفاعلية للعديد من المشكلات وفي مقدمتها توفير الطاقة والكهرباء، وتتفانى في مكافحة الإرهاب وإقرار الأمن والنظام".
وأشاد السيسي باﻷجهزة التي ساعدته في الإطاحة بحكم جماعة اﻹخوان وعزل الرئيس المنتخب مرسي، بقوله "لدينا إعلام حر وقضاء مستقل وسياسة خارجية متوازنة ومنفتحة على العالم".
وفي محاولة لمغازلة شباب الثورة المعارضين على حكمه، وصف السيسي الثورة، بأن "مصر فقدت خلالها شبابا من خيرة أبناء الوطن بأرواحهم من أجل دفع دماء جديدة في شرايين مصر، تعيد إحياء قيم نبيلة افتقدناها لسنوات وتؤسس لمصر الجديدة التى يحيا أبناؤها بكرامة إنسانية في ظل عدالة اجتماعية".
ووجه السيسي تحية لأرواح شهداء مصر الذين أرادوا لهذا الوطن تقدما ولشعبه عزة وكرامة، مؤكدا أن تاريخ مصر سيظل يذكرهم بكل الفخر والاعتزاز، ووجه رسالة للشباب مفادها أنهم ركيزة العمل الوطني، وأن جميع المشروعات التي تقيمها الدولة تصب في مصلحتهم ومصلحة أبنائهم في المستقبل.
اقرأ أيضاً:صحف فرنسية: نظام السيسي قلق من ذكرى 25 يناير