وقامت قوات الشرطة بمحاصرة المتظاهرين في ساحة الحناطير والاعتداء عليهم بقسوة شديدة، وضربهم بالهراوات وجرّت أكثر من 20 متظاهراً على الأرض واعتقلتهم، كما شملت اعتداءات الشرطة النائبين جمال زحالقة وحنين زعبي.
واعتدت عناصر الشرطة على المتظاهرين وعدد من الصحافيين في المكان، وطاول الاعتداء مراسلة "العربي الجديد" في حيفا، ناهد درباس، حيث اعتدى عليها عدد من عناصر الشرطة وقاموا بضربها وإيقاعها على الأرض وكسر نظارتها ومنعها من مواصلة تغطية المظاهرة وإيقافها جانبا.
في المقابل، تواصل الشرطة دفع مزيد من قواتها إلى ساحة الحناطير، وتطويق المكان ومحاصرة المتظاهرين وعدم تمكينهم من المغادرة، بهدف اعتقالهم.
وكانت شرطة الاحتلال استعدت من ساعات ما بعد العصر للتظاهرة حيث تناقل نشطاء من حيفا أنباء عن تمركز قوات كبيرة من الشرطة في مواقع مختلفة من المدينة واستخدام سيارات "مدنية" لا تحمل لوحات رسمية. كما انتشر عدد كبير من المستعربين في الموقع وقاموا باقتحام التظاهرة وتحديد هوية النشطاء الفاعلين، ومن ثم إيفاد عناصر معززة لاعتقالهم وسحبهم من بين جموع المتظاهرين، في نسق بات يتكرر في النظاهرات في الداخل الفلسطيني.
وذكر ناشطون في التظاهرة لـ"العربي الجديد" أن بعضهم تلقى في اليومين الماضيين منذ إعلان التظاهرة، اتصالات تحذيرية من المخابرات الإسرائيلية من المشاركة فيها، كما مارس جهاز المخابرات ضغوطا على عدد من أهالي النشطاء لترهيبهم ومنع أبنائهم من المشاركة فيها.
وتواصلت اليوم التظاهرات التضامنية الغاضبة مع غزة في الداخل الفلسطيني وجرت تظاهرات في بلدات مختلفة مثل جديدة المكر وكفر مندا وحيفا، وعكا، وينتظر أن تندلع تظاهرات إضافية غدا السبت.