إسرائيل تخشى تكثيف إيران لنشاطها بسورية بعد حادثة "إيل 20"

21 سبتمبر 2018
أغلقت روسيا الأجواء السورية والمياه الإقليمية(Getty)
+ الخط -

بالرغم من تقديم قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال عميكام نوركين، أمس الخميس، في موسكو، تقريراً حول تفاصيل وملابسات إسقاط الطائرة الروسية (إيل 20) في سورية يوم الإثنين الماضي بنيران مدفعية النظام السوري، إلا أن مصادر في جيش الاحتلال أبدت مخاوفها من الرد الروسي القادم باتجاه تقييد حرية الطيران الحربي الإسرائيلي في الأجواء السورية، واستغلال إيران لذلك.

وحمّل التقرير الإسرائيلي حول إسقاط "إيل 20" سورية المسؤولية الكاملة عن ذلك، مع الادعاء بأن المقاتلات الإسرائيلية التي أغارت على سورية، كانت قد عادت إلى إسرائيل عندما أطلقت نيران الدفاعات السورية.

وفي هذا الإطار، ذكر تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، أن الجيش الإسرائيلي بدأ يستعد لاحتمالات تقييد نشاط سلاح جوّه في سورية، في حال أصرّ الطرف الروسي على تعديل تفاهمات التنسيق العسكري بين موسكو وتل أبيب، لاعتبار روسيا أن الفرصة سانحة لتحقيق مكاسب لها من الحادثة. 

ومع أن التقرير يقتبس تصريحاتٍ لمسؤولين عسكريين تفيد بأن دولة الاحتلال لن توقف نشاطها في الأجواء السورية، وهو ما أجمع عليه كثير من المراقبين، قالوا أيضاً إن الوضع الجديد سيفرض على دولة الاحتلال حذراً أكبر في عملياتها في العمق السوري، إلا أنه اعتبر أن الهاجس الأكبر لدى الجيش الإسرائيلي هو استغلال إيران للحادثة. 

وبحسب تقرير "يديعوت"، فإن إسرائيل تخشى أن تستغل إيران الحادثة، على المدى القريب، لا سيما الأسبوع المقبل، بفعل ما أعلنته روسيا من الإغلاق للمجال الجوي السوري بين قبرص وحتى كامل السواحل السورية، وذلك من أجل تسريع عمليات نقل السلاح لسورية و"حزب الله"، وتعزيز الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، تحت مظلة الحماية الروسية، وريثما ينقشع غبار الأزمة الحالية بين روسيا وإسرائيل، والتي يقدر الإسرائيليون أنها ستكون عابرة، لا أكثر.


ويبدو أن الطرف الإسرائيلي يستمد التفاؤل في كون الأزمة عابرة، من تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن إسقاط الطائرة كان نتيجة سلسلة من الأحداث والأخطاء المأساوية، ومن حقيقة الاتصال الهاتفي بين بوتين ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وبين وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ونظيره الروسي، وهما الاتصالان اللذان اعتبر ليبرمان في تصريحات له أمس أنهما يدللان على مدى متانة العلاقة بين إسرائيل وروسيا، قائلاً إن هذا ليس بالأمر المفهوم ضمناً، ناهيك عن قبول روسيا باستقبال وفد على رأس قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال عميكام نوركين، أمس وتسلم تقرير عن الحادثة، وإن كانت روسيا أعلنت أنه ينبغي على إسرائيل أن تواصل التحقيق في ملابسات إسقاط الطائرة. 

وللتأكيد على أسباب التفاؤل الإسرائيلي والأمل الإسرائيلي بعدم تقييد النشاط الإسرائيلي في الأراضي السورية، لفتت "يديعوت أحرونوت"، بشكل خاص، إلى مشاركة الملحق العسكري للسفارة الروسية في تل أبيب، في المعرض العسكري الذي افتتحه الجيش الإسرائيلي أمس في حولون. 

بدوره، أشار المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى الآمال والتوقعات الإسرائيلية، قائلاً إن إسرائيل تأمل من جهتها بأن تكتفي روسيا بإغلاق المجال الجوي السوري لأسبوع، وألا تحاول فرض قيود إضافية، مثل حظر الطيران الإسرائيلي قرب القواعد العسكرية الروسية شمال سورية، بما يضر بالوجود الإسرائيلي في سماء سورية من دمشق جنوباً. ويكرر هرئيل هو الآخر المخاوف من أن يؤدي الوضع الجديد إلى تعزيز نشاط إيران و"حزب الله" في سورية، وتوسيع نطاق عمليات تهريب الأسلحة إلى لبنان. 

المساهمون