ولم توضح البرقية أسباب هذا التغيير، لكنها تتصل غالبًا بمضمون تسريب صوتي بين سلال وزعيم الكارتل المالي علي حداد، هدد فيها معارضي ترشح بوتفليقة باستعمال السلاح.
وبات سلال رجلًا غير مقبول شعبياً للقيام بأي دور سياسي في المرحلة المقبلة، بسبب تصريحاته التي وصفت بـ"المستفزة" للجزائريين.
ويعتقد مراقبون أن تغيير مدير حملة بوتفليقة يستهدف إرسال رسالة سياسية بتمسك مجموعة الرئيس بترشحه للرئاسة، ورفع معنويات الكوادر والأحزاب الموالية للسلطة بعد التردّد والتصدع الذي حصل داخل هذه الكتلة، إثر الحراك الشعبي الهائل ضد ترشح بوتفليقة.
وعقب اجتماع طارئ لها، دعت الجمعية، في بيان، "القائم على الشأن الوطني إلى الإصغاء لرسالة الشعب جيدًا، والتفاعل معها بجد وإيجابية، بدل الإجابات القديمة، مؤكدين على مطلب الأمة بالعدول عن العهدة الخامسة"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول".
كذلك دعت، وفقاً لـ"الأناضول"، إلى "الفتح العاجل لحوار شامل يؤسس لمرحلة جديدة عن طريق فتح الإعلام وإفساح مجال الحريات وتولي عقلاء الأمة ونخبتها قيادة الشعب وتوجيهه نحو الحل الشامل والانفراج السياسي".
وشددت على أن ذلك سيؤدي إلى "انتخابات حقيقية يكون الفائز فيها أجيرًا عند الشعب وخادمًا له وخاضعًا لرقابته ومساءلته".
ومعلقة على الاحتجاجات الشعبية، حيّت الجمعية "الحراك السلمي الوطني الشامل العظيم، الذي وضع حدًا لسنوات من الفساد والانسداد في كل المجالات، وهو ما حذرنا منه مرارًا وتكرارًا دون أن يسمع أحد".
كذلك أشادت بـ"كافة الأسلاك (الأجهزة) الأمنية على احترافيتها وحرصها على راحة المواطنين والمواطنات أثناء ممارسة حقهم الدستوري في الاحتجاج".
حنون تنسحب من السباق
بدورها، أعلنت زعيمة "حزب العمال" الجزائري، لويزة حنون، اليوم السبت، عدم المشاركة في انتخابات الرئاسة الشهر المقبل؛ "استجابة لتطلعات الجماهير في التغيير".
وقالت حنون، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع للجنة المركزية (أعلى هيئة قيادية في الحزب)، "نظرًا للتطلعات الشعبية والشعارات التي خرجت بها الجماهير (التغيير)، فإن حزب العمال قرر عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي لن نودع ملف الترشح أمام المجلس الدستوري".
ورأت أن "استمرار التحضير لهذا الموعد الانتخابي المزعوم بنفس الشروط السياسية يحمل مخاطر كبيرة على البلاد".
ويعد حزب لويزة حنون، المرشحة السابقة للرئاسة، ثالث تشكيل سياسي يعلن عدم المشاركة في الانتخابات، بعد كل من "جبهة القوى الاشتراكية" (يسار)، و"التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" (علماني).