طوى الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود البارزاني، والمتصدر بفارق كبير عن أقرب منافسيه في الانتخابات الخاصة التي أجريت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في الإقليم، ما يمكن اعتباره مرحلة سيطرة الزعامات التاريخية للأكراد في العراق على المشهد التنفيذي في الإقليم، ولو بصورة ظاهرية، وذلك بعد الإعلان عن تسمية نجل مسعود البارزاني وابن شقيقه لأعلى منصبين بالإقليم، بعد تكهنات كثيرة حيال إعادة ترشيح مسعود البارزاني مرة أخرى، أو أحد صقور الحزب.
وتطلق عبارة الجيل الثاني، أو "أحفاد الجبل"، على القيادات الكردية الشابة في أربيل والسليمانية من الحزب الديمقراطي والاتحاد الكردستاني، وهي التي لم تشارك بشكل فعلي في النزاعات والمعارك بين بغداد والحركات الانفصالية الكردية شمال العراق منذ مطلع ستينيات القرن الماضي.
وأعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان السابق مسعود البارزاني، عن ترشيح رئيس حكومة إقليم كردستان المنتهية ولايته نيجرفان البارزاني لرئاسة الإقليم، وهو أعلى منصب في الإقليم الكردي، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، وكذلك القيادي بالحزب مسرور البارزاني (نجل مسعود البارزاني) لرئاسة حكومة كردستان الجديدة.
وقال المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني محمد محمود إن الحزب رشح نائب رئيس الحزب نيجرفان بارزاني لرئاسة الإقليم، ومسرور البارزاني لرئاسة حكومة الإقليم، موضحا، خلال مؤتمر صحافي عقده في أربيل، أن قرار الترشيح صدر بعد اجتماع لقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وتابع: "سنبدأ مباحثاتنا خلال الأيام المقبلة مع الأطراف والجهات السياسية في إقليم كردستان بشأن تشكيل الحكومة الجديدة".
وقال الخبير بالشأن الكردي العراقي طه هورامي، لـ"العربي الجديد"، إن الإعلان كان بمثابة "تأكيد على أن الجيل الثاني بدأ القيادة فعلا، وأن القيادات الكردية الكلاسيكية، أمثال مسعود البارزاني وكوسرت رسول وشيخ جعفر وحكيم قادر وفاضل ميراني والآخرين، قد انتهت فعلا من ناحية ظاهرية، وأن القيادات الشابة تولت الدفة في الإقليم".
وذكر أن "المزاج الشعبي الكردي مع هذا التغيير، وهو أقرب للشيء الإيجابي، كون بقاء زعماء الحرب الداخلية الكردية وأصحاب الخلافات المستمرة يؤدي إلى استمرار الانشقاق واتساعه داخل المجتمع الكردي".
وأوضح مسؤولون أكراد أن ترشيح قيادات بحزب البارزاني "يحظى بتأييد محلي وإقليمي".
وأكد ممثل حكومة إقليم كردستان في إيران ناظم الدباغ، الاثنين، أن طهران تقف مع محاولات إعادة تفعيل منصب رئاسة إقليم كردستان.
ونقلت وسائل إعلام كردية عن الدباغ قوله: "ترغب إيران في أن يتولى منصب رئيس إقليم كردستان شخص يمتلك كاريزما"، مبينا أن "الإيرانيين أعلنوا استعدادهم لإرسال وفود إلى إقليم كردستان من أجل حل الخلافات بين الأطراف والقوى السياسية".
في المقابل، تسود المعارضة الكردية أجواء من الرفض لتولي قيادات بحزب البارزاني مناصب مهمة في إقليم كردستان.
وقال مصدر مقرب من حراك الأحزاب الكردية المعارضة إن الساعات المقبلة ستشهد موقفا من ترشيحات الحزب الديمقراطي الكردستاني، مؤكدا لـ"العربي الجديد" أن "بعض القوى المعارضة، كحركة "الجيل الجديد"، قررت عدم المشاركة في أية حكومة يقودها حزب البارزاني".
وقال نائب رئيس حكومة إقليم كردستان، القيادي في "الاتحاد الوطني الكردستاني"، قوباد الطالباني، في وقت سابق، إن مباحثات تشكيل الحكومة الجديدة ستنطلق، في ظل وجود مرحلة انتقالية حساسة، مضيفاً، في بيان: "نأمل من الأطراف السياسية تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، والاستمرار بخطوات الإصلاح التي انطلقت في السنوات الأربع الماضية لتجاوز الأزمات، وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين".