ووفقا للتقارير الإعلامية، فإن مئات الجنود (ما لا يقل عن 1700 جندي) منخرطون منذ مطلع الأسبوع في مساعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتطبيق أوامر الحجر الصحي، ومنع الخروج من البيت إلا للحالات الطارئة، مثل التزود بالغذاء أو شراء الدواء.
بموازاة ذلك، ارتفعت الأصوات في إسرائيل لنقل مسؤولية العمليات اللوجيستية لضمان تطبيق تعليمات الحجر الصحي ومنع الخروج من البيت إلى الجيش بشكل واضح، وأن يتولى الجنود هذه المهام.
وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الجمعة، في تقرير لها، عن أنه إلى جانب ما سبق أن أعلن عن تخصيص فرقتين من الجيش لهذه الغاية، فقد أقام الجيش مع بدء تفشي فيروس كورونا، قيادة خاصة للجبهة الداخلية في مدينة الرملة، تضم بشكل خاص خبراء ووحدات الجيش المختصة والمدربة لمواجهة حالات الحرب الكيميائية، لكن هذه المرة من خلال التركيز والاستعداد لمواجهة تفشي الوباء على نطاق واسع مع انتشار الإصابات المجتمعية، وما يبدو أنه ارتفاع مضطرد في عدد الإصابات التي تجاوزت ستة آلاف مصاب، وارتفاع عدد حالات الوفاة إلى 326 حالة تم إعلانها حتى صباح الجمعة.
ووفقا للتقرير، يتولى قيادة الوحدة الخاصة البريغدير جنرال رومان ستطرلتسين، مسؤول قسم المواد الخطيرة في قيادة الجبهة الداخلية للجيش.
وتحوي الوحدة الخاصة في الرملة مئات الجنود ممن يفترض أن يكونوا جاهزين للقيام بعمليات تعقيم وتطهير على نطاق واسع للمناطق المصابة بالوباء. كما تم إعداد ثلاث فرق إنقاذ عسكرية، وفرقتي احتياط إضافيتين تحسبا للاضطرار للقيام بعمليات إنقاذ ونقل مرضى من بيوتهم ونقلهم لمراكز خاصة.
وكان جيش الاحتلال قد اتخذ تدابير استباقية مدّتها 14 يومًا، حيث أبقى على وحدات كاملة في حالة عزل في القواعد العسكرية لمنع إصابة القوى القتالية في الجيش بالفيروس، كما تم عزل أكثر من ألف جندي حتى الآن ممن ظهرت عليهم أعراض الإصابة، أو يفترض أن يكونوا في العزل الصحي البيتي.
وقال البريغدير جنرال رومان ستطرلتسين للصحيفة: "لقد قمنا بتأهيل فرق نظامية في قيادة الجبهة الداخلية وفرق من جنود الاحتياط لتوفير الحلول اللازمة، وسيتم في الأيام المقبلة الاعتماد على أطر إضافية لتوفير الحلول كي نتمكن من مواجهة كل سيناريو محتمل".
وأقرّ ستطرلتسين بأنه "من المهم أن ندرك أننا لا نستطيع القول ما الذي ينتظرنا، فالوضع يتغير يوميا، لكن لا يمكننا أن نسمح بألا نكون مستعدين، لذلك جهزنا قوات كبيرة. نتحدث عن مئات الجنود من الجيش النظامي ومن الاحتياط". لكن انخراط المؤسسة الأمنية والعسكرية في مواجهة كورونا بدأ عمليا قبل أكثر من أسبوعين، عندما أقرت الحكومة الإسرائيلية تخويل جهاز المخابرات العامة (الشاباك) صلاحية بمراقبة فعلية لهواتف من يشتبه بأنهم مصابون بالفيروس، أو من يفترض فيهم أن يكونوا في العزل المنزلي بعد عودتهم من خارج إسرائيل من دول تفشى فيها الفيروس.
إلى ذلك، فاخر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن "الموساد" تمكن من تأمين نحو مائة ألف وحدة للكشف عن الإصابة بالفيروس من إحدى دول الخليج العربي، ثم أقرّ أحد كبار العاملين في الجهاز خلال برنامج تلفزيوني، في منتصف الأسبوع، بأنّ "الموساد تمكن من شراء آلاف وحدات الفحص للكشف عن الفيروس".