ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن فرقة من الجيش التركي دخلت اليوم الأحد إلى منطقة أطمة في ريف إدلب الشمالي الشرقي قرب ناحية عفرين، بمرافقة رتل عسكري من تنظيم "هيئة تحرير الشام"، لتحديد نقاط سوف ينتشر فيها الجيش التركي لاحقاً.
وأضافت المصادر أن المجموعة التي دخلت إلى منطقة أطمة هي مجموعة استطلاع ولا تحمل سلاحاً، ودخلت بخمس سيارات مدنية مصفحة مموهة بالتراب، والهدف من دخولها تحديد نقاط انتشار في جبهات ناحية عفرين شمال غرب حلب المتاخمة لريف إدلب.
وبحسب المصادر، فإن هناك مفاوضات تجرى بين "هيئة تحرير الشام" والجيش التركي ربما ينتج عنها انتشار للجيش التركي من دون القيام بعملية عسكرية في إدلب وريف حلب.
وأوضحت أن "هيئة تحرير الشام" ترفض دخول القوات التركية إلى محافظة إدلب، وتريد أن يكون الانتشار فقط في جبهات القتال مع المليشيات الكردية في شمال شرق المحافظة.
في السياق، قالت مصادر محلية إن قذائف هاون عدّة سقطت على قلعة سمعان في ريف حلب الشمالي الغربي ظهر اليوم الأحد، خلال وجود مجموعة من العسكريين الأتراك برفقة مقاتلي "هيئة تحرير الشام" هناك، ولم تسفر عن إصابات.
وقال "المكتب الإعلامي في دارة عزة" إن القذائف التي سقطت على قلعة سمعان شمال مدينة دارة عزة بالتزامن مع دخول وفد عسكري تركي إلى القلعة رفقة "هيئة تحرير الشام"، مصدرها مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية الموجودة في ناحية عفرين.
ويذكر أن قلعة سمعان تقع على قمة جبل سمعان الاستراتيجية المطلة على مناطق سيطرة مليشيات "وحدات حماية الشعب الكردية"، في ناحية عفرين شمال محافظة غرب حلب.
إلى ذلك، انتقد القائد السابق لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية"، أبو عمار العمر، تنظيم "هيئة تحرير الشام"، مشيراً إلى أنهم قاتلوا الحركة خشية من وقوفها إلى جانب التدخل التركي.
وكانت مصادر محلية قد قالت إن قذائف مدفعية أطلقها الجيش التركي سقطت في الجانب السوري في محيط قرية كفر لوسين، القريبة من معبر باب الهوى، ما يرجح أنه استهداف لمواقع تابعة لتنظيم "هيئة تحرير الشام"، في وقت سيطرت الهيئة على قرية أبو دالي في ريف حماة وسط سورية، بعد اشتباكات مع قوات النظام.
وذكرت المصادر، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "هيئة تحرير الشام" قامت باستهداف رافعة تقوم بإزالة أجزاء من الجدار العازل الذي شيّدته السلطات التركية في وقت سابق بقذيفة "آر بي جي"، ما أدى إلى إعطاب الرافعة وتصاعد الدخان منها، من دون وقوع إصابات بشرية. ورجحت المصادر أن القذائف التي أطلقها الجيش التركي اليوم قد تكون تحذيرية.
وتسبب سقوط القذائف بحركة نزوح من مخيمات النازحين الموجودة في المنطقة، بينما سقطت قذائف مجهولة المصدر على مخيم للنازحين بمنطقة دير حسان تسببت بأضرار مادية فقط، وفق المصادر.
وتشهد منطقة ريف إدلب الشمالي والشمالي الشرقي حالة من الترقب والحذر، في حين تستمر الحشود العسكرية التركية في الطرف المقابل لمعبر باب الهوى.
ومن المتوقع أن يبدأ "الجيش السوري الحر" قريباً بحملة عسكرية ضد "هيئة تحرير الشام" في شمال غرب سورية، بدعم من الجيش التركي.
في سياق منفصل، سيطرت "هيئة تحرير الشام"، الأحد، على قرية أبو دالي وعلى تل المقطع في ريف حماة وسط سورية، بعد اشتباكات مع قوات النظام، بينما قُتل أفراد من قوات النظام، في اشتباكات مع المعارضة السورية المسلحة بريف دمشق الغربي.
وأعلنت الهيئة، عبر "وكالة إباء" التابعة لها، عن السيطرة على قرية أبو دالي في ريف حماة الشمالي الشرقي، وكافة حواجزها بشكل كامل بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمليشيات المساندة لها، لافتة إلى وقوع خسائر فادحة للنظام، من دون أن تحدّدها.
وذكرت "وكالة إباء" أيضا أن مقاتلي "هيئة تحرير الشام" تمكنوا من السيطرة على تل المقطع جنوب قرية أبو دالي بريف حماة الشمالي الشرقي، وذلك بعد تفجير عربة مفخخة أسفرت عن مقتل وجرح عناصر من قوات النظام.
"حكومة إنقاذ" في إدلب
إلى ذلك، أعلنت الهيئة التأسيسية المشكّلة حديثاً من مجموعة شخصيات معارضة للنظام السوري، في محافظة إدلب، مساء السبت، عن تشكيل حكومة تحت مسمى "حكومة الإنقاذ" بهدف إدارة المناطق المحررة في الشمال السوري.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهيئة التأسيسية" التي تم تشكيلها في 18 سبتمبر/ أيلول الماضي، خلال "المؤتمر السوري العام" الذي عقد في معبر باب الهوى، أعلنت عن تشكيل حكومة يترأسها محمد الشيخ، المنحدر من مدينة إدلب.
وأضافت المصادر أنّ الشيخ، والذي يشغل حاليّاً منصب رئيس "جامعة إدلب الحرة"، حصل على 27 صوتاً من أصل 36 من أصوات أعضاء "الهيئة التأسيسية".
ويأتي ذلك، وسط تحرّكات عملية عسكرية في إدلب ينفذها "الجيش السوري الحر" وفصائل المعارضة السورية المسلحة، ضد تنظيم "هيئة تحرير الشام"، بدعم وإسناد تركي.
وكان "المؤتمر السوري العام" قد أعلن، في 18 سبتمبر/ أيلول الماضي، عن تشكيل "هيئة تأسيسية" مهمتها انتخاب رئيس حكومة لإدارة المناطق المحررة، والمصادقة على الوزارات المقدمة من رئيس الحكومة، وتشكيل لجنة لصياغة الدستور.
وتقول الشخصيات التي شاركت في "المؤتمر السوري العام"، ومن بينها القيادي في "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد، وعالم الرياضيات جمال أبو الورد، إنّها لا تتبع لأي جهة سياسية أو عسكرية في داخل أو خارج سورية.