رحيل عبد الحليم خدام... رجل السلطة المعارض

31 مارس 2020
شغل خدام منصب نائب الرئيس ووزير الخارجية (فرانس برس)
+ الخط -
يُعدّ عبد الحليم خدام، الذي رحل اليوم عن 88 عامًا في منفاه باريس، أحد الوجوه البارزة في السياسة السورية الحديثة، إذ عمل مع رئيس النظام السوري الحالي بشار الأسد ووالده حافظ الأسد لنحو ثلاثة عقود، تولى خلالها مناصب قيادية مهمة. 

وقد شغل خدام منصب نائب الرئيس ووزير الخارجية وعضو قيادة حزب البعث الحاكم ومحافظ القنيطرة ومحافظ حماة، كما عمل لفترة طويلة مسؤولًا عن الملف اللبناني، ثم الملف العراقي، وتولى لمدة 37 يومًا منصب الرئيس بالوكالة، بعد وفاة حافظ الأسد في 2000.
وانشق خدام عن النظام في ديسمبر/كانون الأول 2005، بعدما تدهورت علاقته مع رئيس النظام ليقيم في باريس، بمساعدة من أبناء رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، الذي يُتهم النظام السوري وحزب الله اللبناني بتدبير عملية اغتياله.
ولد خدام عام 1932 في مدينة بانياس على الساحل السوري، والتحق بالعمل السياسي في وقت مبكر، حيث انضم إلى حزب البعث السوري في سن السابعة عشرة، وتخرج من كلية الحقوق في دمشق. تولى أول مناصبه محافظا للقنيطرة عاصمة الجولان المحتل عام 1966، وحتى نهاية عام 1967. وخلال يونيو/حزيران 1967، أصدر بياناً من الإذاعة السورية بصفته محافظاً للقنيطرة أعلن فيه سقوط المدينة بيد إسرائيل بناء على توجيه من وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد، وذلك قبل 18 ساعة من سقوطها الفعلي.


وبعد ذلك، عُين خدام محافظاً لحماة ثم محافظاً لدمشق فوزيراً للاقتصاد والتجارة الخارجية ومن ثم وزيراً للخارجية، وأخيراً نائباً لرئيس الجمهورية في 1984. وشغل خدام منصب الرئيس بالوكالة مدة 37 يوما بعد وفاة حافظ الأسد في يونيو/ حزيران عام 2000 بصفته نائبه الأول. وأقرّ خلال هذه الفترة تعديل المادة 83 من الدستور لتلائم ترشيح بشار الأسد نجل الرئيس لمنصب الرئاسة، من خلال تعديل سنّ رئيس الجمهورية من 40 عامًا إلى 34 عاماً، لتتطابق مع عمر بشار الأسد آنذاك، الذي قام بترقيته أيضاً من رتبة عقيد إلى رتبة فريق وتعيينه قائداً عاماً للقوات المسلحة.

وكان لخدّام دور كبير في إخماد الحرب الأهلية اللبنانية، وأيضًا الاغتيالات في لبنان التي حصلت في الفترة من 1975 إلى 1990. لعب دوراً مهماً في التحضير للاتفاق الثلاثي سنة 1985 واتفاق الطائف سنة 1989.
وتولى خدام ملف العلاقات السورية اللبنانية، قبل أن يحول حافظ الأسد الملف إلى ولده بشار الأسد عام 1998، في إطار التحضيرات التي كان يقوم بها لتوريثه الحكم. واستمر خدام في عهد بشار الأسد في منصب نائب الرئيس، وتولى الملف العراقي.
وبعد لجوئه إلى باريس، قال في تصريحات صحافية متكررة إنه على قناعة تامة بأن بشار الأسد هو من أعطى الأمر للمخابرات السورية باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير/شباط 2005.


وأسس خدام في منفاه عام 2006 جبهة الخلاص الوطني التي تضم معارضين سوريين أبرزهم جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت انسحابها منها غداة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية الشهر الأخير من 2008.

وأصدرت المحكمة العسكرية الجنائية الأولى في دمشق قراراً في أغسطس/آب 2008 بالحكم غيابياً على خدام 13 حكماً بالسجن لمدد مختلفة أشدها الأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة، بتهم مختلفة أبرزها "الافتراء الجنائي على القيادة السورية والإدلاء بشهادة كاذبة أمام لجنة التحقيق الدولية بشأن مقتل الحريري، وكتابات وخطب لم تجزها الحكومة السورية".
خدام متزوج من السيدة نجاة مرقبي وله أربعة أولاد، ثلاثة ذكور وأنثى.