وأفاد مسؤولون محليون في أربيل، لـ"العربي الجديد"، بأن "القصف الإيراني تزامن مع القصف التركي منذ أيام بشكل متقطع على قرى سفوح جبال قنديل وقرى سوران في المثلث العراقي التركي الإيراني أيضاً".
وأوضح مسؤول عراقي كردي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "القصف المدفعي الإيراني جاء رداً على مهاجمة المعارضة الكردية الإيرانية وحدات للحرس الثوري في إيران انطلاقاً من قرى حدودية عراقية".
ولفت المسؤول، إلى أنّ "الإقليم يعاني من المعارضة المسلحة الكردية في تركيا وإيران كونها تتخذ من الإقليم مقرات خلفية لها، ويسبب ذلك مشاكل أمنية لإقليم كردستان وسط لا مبالاة من بغداد".
وأشار المسؤول إلى أنّ "عشرات الأسر في قرى ديري، بربزين، تلان وبيقبوشك، والصقر التابعة لبلدة سيدكان بدأوا النزوح عنها بفعل القصف الإيراني المدفعي على تلك القرى".
من جهتها، قالت حكومة إقليم كردستان إنّ منطقة بيرانشهر الإيرانية الحدودية مع إقليم كردستان شهدت، الثلاثاء الماضي، هجوماً استهدف الحرس الثوري الإيراني، ما دفع القوات الإيرانية إلى الرد من خلال قصف مناطق تقع داخل حدود الإقليم بالمدفعية، معبرة في أول بياناتها بعد ساعات من منحها الثقة في برلمان الإقليم عن أسفها لتسبب القصف بمقتل امرأة وإصابة اثنين آخرين من أسرة واحدة.
وطالبت حكومة إقليم كردستان القوات الإيرانية بوقف القصف على مناطق بالإقليم، والذي تسبب بحالة من الخوف والهلع ونزوح للسكان، موضحة أن إقليم كردستان أثبت أنه يمثل عامل استقرار، ويحترم حسن الجوار.
ورفضت حكومة الإقليم بشكل مطلق استخدام أراضيها منطلقاً لهجمات تزعزع أمن واستقرار الدول المجاورة، مضيفة "أننا نستنكر ونعبر عن قلقنا من كلتا العمليتين".
إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من حكومة إقليم كردستان إنّ الحكومة الجديدة ستعمل على وضع حد للمشاكل الأمنية التي تواجه الإقليم، وفي مقدمتها القصف الإيراني المتكرر للقرى الحدودية، ووجود حزب "العمال الكردستاني، مبينة في حديث لـ"العربي الجديد"، أن السلطات الكردية تعمل على تكثيف اتصالاتها مع مسؤولين إيرانيين بهدف نزع التوتر على الحدود.
وقال قائم مقام (رئيس بلدة) سوران في إقليم كردستان كرمانج عزت، إن المدفعية الإيرانية قصفت قرى بريزين وديري وداسنيا وبي قوشيك ودوستانا الحدودية مع إيران، ولفت في مقابلة متلفزة إلى أن القصف أسفر عن مقتل شابة تبلغ من العمر 18 عاماً وإصابة شقيقيها بجروح، فضلاً عن أضرار مادية في الحقول والمواشي.
ويؤوي إقليم كردستان أحزابا يسارية معارضة للنظام السياسي الحاكم في إيران، من بينها الحزب "الديمقراطي الكردستاني" الإيراني، وحزب "كادحي كردستان"، ولوحت السلطات الإيرانية في أكثر من مناسبة باستهداف الأحزاب المعارضة لها، حتى وإن كانت في عمق كردستان إذا حاولت الإخلال بأمن إيران.
وفي السياق، قال المحلل السياسي الكردي، سيروان أمين، إنّ وجود مشتركات قومية بين الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، والأحزاب الحاكمة في كردستان تجعل من الصعب جداً التفكير بطردها من الإقليم.
وبين أمين، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ القصف الإيراني للمعارضين والمدنيين الأكراد في كردستان سيضع حكومة أربيل الجديدة في حرج، لأنها ستكون مضطرة للدفاع عن مواطنيها وأصدقائها في المعارضة الإيرانية، وفي الوقت ذاته عليها ألا توتر العلاقة مع إيران.
وتوقع أن تعمل السلطات في كردستان العراق على الحد من تحركات الأحزاب الإيرانية المعارضة على الأقل في الفترة الحالية، إلى حين ترتيب الحكومة الجديدة أوراقها بشكل يمكنها من السيطرة على الموقف.