لا تزال العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية تتدهور على وقع التصادم في ملفات مختلفة، وكان آخرها، اعتبار إسرائيل "تعهّد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتقديم سلاح نوعي للدول الخليجية، بمثابة تهديد لأمنها القومي، يستدعي في المقابل إقدام أوباما على اتخاذ قرار بتزويد تل أبيب بكميات كبيرة من السلاح والعتاد النوعي، لضمان الحفاظ على تفوّقها على مختلف دول المنطقة".
وعلى الرغم من تشديد كبار المسؤولين الأميركيين على التزامهم بـ "الحفاظ على التفوّق النوعي الإسرائيلي"، وتأكيد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن "التزام الإدارة الأميركية منح إسرائيل مظلة أمنية، في حال تم التوصل لاتفاق نهائي مع إيران حول برنامجها النووي"، إلا أن كبار المسؤولين الإسرائيليين جعلوا من التعهّد الأميركي بتزويد دول الخليج بالسلاح "النوعي"، مبرراً لتكثيف الضغوط على إدارة أوباما، من أجل التوسع في منح الجيش الإسرائيلي كميات كبيرة من الأسلحة.
وكشف موقع "وللا" الإخباري الإسرائيلي النقاب عن أن كلاً من وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، ورئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت، وعدد آخر من المسؤولين العسكريين، مارسوا ضغوطاً كبيرة على رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي الأدميرال مارتن ديمبسي، من أجل "تعويض" إسرائيل.
اقرأ أيضاً: استراتيجية أوباما ورد الفعل الخليجي
وذكر الموقع أن يعلون قال لديمبسي "على الرغم من أنه لا يوجد في الوقت الحالي ما يستدعي الحكم بأن السلاح المتطور الذي سيتم تزويده للخليج سيستخدم ضد إسرائيل، إلا أننا نعيش في الشرق الأوسط، الذي تتغير فيه النوايا بشكل سريع، ويُمكن في سيناريوهات محددة أن يُستخدم هذا السلاح ضدنا". وشدد على ضرورة "منح إسرائيل كميات كبيرة من السلاح النوعي، الذي يمكن أن يواجه السلاح الكاسر للتوازن الذي سيُمنح لدول الخليج، ويمكن أن يمس بالتفوق النوعي الإسرائيلي".
ونقل "وللا" عن ديمبسي قوله "الإسرائيليون لا يريدون أن نضمن فقط منحهم سلاحاً نوعياً، بل هم معنيون بكميات كبيرة من هذا السلاح، على اعتبار أن الكمّية في النهاية تحسم الأمور، لذا فالإسرائيليون معنيون بالتفوق كمياً على كل الدول العربية". مع العلم أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل موافقتها على تزويدها بدفعة جديدة من طائرات "إف 35" المتطورة، العام المقبل، من أجل تقليص مستوى اعتراضها على الاتفاق مع إيران.
وتكمن المفارقة في أن الحملة التي تشنها إسرائيل ضد تزويد الخليج بالسلاح متناقضة مع احتفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بما يعتبره التقاء المصالح بين تل أبيب ودول الخليج، في مواجهة البرنامج النووي الإيراني". وقد سبق لنتنياهو أن وظّف حساسية دول الخليج تجاه اتفاق الدول العظمى وإيران بشأن البرنامج النووي، في الضغوط التي يمارسها على الإدارة، للتراجع عن الاتفاق أو لتعديله بشكل جذري.
وفي ورقة "تقدير موقف" نُشرت في العدد 699 من مجلة "مباط عال"، التي تصدر عن المركز، أوضح الباحث مارك هيلير، أن "دول الخليج لا يمكنها أن تدعم التسوية الإقليمية، التي يُنظّر لها اليمين، في حال لم تتضمن حلاً للقضية الفلسطينية.
ولفت هيلير إلى أنه "لا يُمكن أن تنجح التسوية الإقليمية في ظلّ الحكومة اليمينية الحالية، على اعتبار أن هذه الحكومة لا يمكن أن تقدم على أية خطوة سياسية تساعد الدول العربية المعتدلة على التجاوب معها". وفي تأكيد على كلام هيلير، عبّر محللون إسرائيليون عن مخاوفهم من أن تلجأ السعودية لشراء سلاح نووي باكستاني، كردّ على أي اتفاق نهائي مع إيران. وأسهبت بعض مراكز الأبحاث الإسرائيلية في تناول هذا السيناريو والتحذير من تداعياته.
اقرأ أيضاً أوباما يطمئن يهود أميركا: اعتبروني منكم