حافظ رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، على مقعده خلال انتخابات الهيئة الرئاسية البرلمانية، التي جرت اليوم الأربعاء، وحصل على 147 صوتا من أصل 279 صوتا للنواب الحاضرين، فبقي على مقعد الرئيس للسنة الثالثة على التوالي من الدورة العاشرة للبرلمان الإيراني، كما أنه مازال رئيسا للبرلمان منذ 2008.
لكن ما حصل خلال انتخابات اليوم كان مختلفا قليلا عن السنوات الأخيرة الفائتة، فلاريجاني تنافس مع الإصلاحي محمد رضا عارف الذي نال 123 صوتا، وحصل ذلك بعد أن تقدم كلاهما للترشح لمقعد الرئاسة، وتنافس معهما المحافظ حميد رضا حاجي بابايي المدعوم من تيار الأصوليين، وهو ما قاد الاقتراع الداخلي لجولة ثانية ليصبح أكثر تنافسية، فلم يحصل أي من المرشحين الثلاثة على نسبة الأغلبية، وهو شرط دستوري، فنال عارف 114 صوتا، لاريجاني 101 صوتا، وحاجي بابايي 54 صوتا، ما أدى لانسحاب هذا الأخير لصالح لاريجاني.
واعتبر عدد من النواب أن هذا الانسحاب وبهذه الطريقة غير مقبول دستوريا، إلا أن لاريجاني نفسه أكد للنواب أن ذلك لا يخالف القانون، وشكر النواب لثقتهم به، داعيا للمزيد من التقارب والانسجام بما يصب لصالح حل المشكلات في البلاد.
كما انتخب النواب بقية أعضاء الهيئة الرئاسية البرلمانية، فحل الإصلاحي مسعود بزشكيان أولا بـ 157 صوتا، وأصبح النائب الأول لرئيس البرلمان، ومن بعده علي مطهري الذي مثّل لائحة الأمل المختلطة بين المعتدلين والإصلاحيين كذلك وأصبح النائب الثاني بـ 143 صوتا، ومن بعدهما هادي قوامي وعبد الرضا مصري، ومن ثم وضع النواب أصواتهم لاختيار الأمناء العامين والمراقبين في اللجنة ذاتها.
وكان من اللافت أن يقدم المحافظون حاجي بابايي لينافس لاريجاني الذي لطالما كان الخيار الوسطي الأنسب لكافة التيارات، والذي ترشح خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت قبل ثلاث سنوات كمرشح مستقل عن دائرة قم، وفاز بشكل كاسح فيها، واختاره المحافظون والإصلاحيون والمعتدلون الذين شكلوا برلمانا مركبا خلال تلك الانتخابات ليكون رئيسا لهم.
لكن هناك حالة من عدم الرضا على لاريجاني الذي بات متهما بمحاباة الحكومة المعتدلة برئاسة حسن روحاني، وهو ما يثير انتقاد المحافظين المتشددين، والإصلاحيين التقليديين على حد سواء، وهو ما لم يجعل الإجماع من نصيبه هذه المرة.
علي لاريجاني المولود في النجف العراقية عام 1957، درس في مدينة قم الإيرانية، وأكمل دراسته الجامعية في الهندسة في جامعة صنعتي شريف الإيرانية، ومن ثم حصل على الدكتوراه في فلسفة الغرب من جامعة طهران.
تولى لاريجاني عددا من المناصب في البلاد، فكان رئيسا لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وزيرا للثقافة، ممثلا للمرشد الأعلى في لجنة الأمن القومي العليا، كما تم تعيينه أمينا لمجلس الأمن القومي في عام 2005 حين كان محمود أحمدي نجاد رئيسا، واستقال بعد عامين.
تولى لاريجاني رئاسة مجلس الشورى الإسلامي عام 2008، وأعاد النواب انتخابه رئيسا للبرلمان مرات عدة ومتتالية، والجدير بالذكر أن انتخابات الهيئة الرئاسية البرلمانية تجري مرة سنويا في إيران.