ونقلاً عن موقع "دفاع برس"، أضاف العميد غيب برور، أنّ بلاده لن تتراجع عن مبادئها التي وصفها بـ"الثورية" وستقف بوجه "إملاءات وطلبات أطراف الغطرسة العالمية".
وذكر أيضاً أنه "على أولئك المتأثرين بحرب الرئيس الأميركي النفسية أن يعلموا أن الولايات المتحدة لن ترضى بما هو أقل من القضاء علينا"، مضيفاً أن "الإيرانيين والقوات المسلحة سيصمدون بوجه أعدائهم، ولن يتنازلوا عن حقوقهم".
بدوره، كتب أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، تغريدة على "تويتر"، خاطب فيها ترامب، واعتبر خلالها أنه على هذا الأخير الحذر بدلاً من إطلاق تحذيرات وتهديدات وصفها بـ"الجنونية". وقال إن "لدى الولايات المتحدة الأميركية أكثر من خمسين ألف عسكري يتواجدون في مرمى النيران الإيرانية، فعليك أن تحذر".
أما المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، فوصف التصريحات الصادرة عن لسان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والذي اعتبر أن "حلم التخلص من النظام الإيراني سيصبح حقيقة"، بأنها "سخيفة وكاذبة"، قائلاً إن "الشعب الإيراني سيقف بوجه مؤامراتكم باتحاده بعضه مع بعض".
ونقلت المواقع الرسمية الإيرانية عن قاسمي قوله أيضاً، إن "تصريحات بومبيو الصادرة خلال لقاء عقده في كاليفورنيا مع الإيرانيين المقيمين هناك مجرد أداة استعراضية دعائية، تستخدمها واشنطن للتغطية على انسحابها غير القانوني من الاتفاق النووي وعدم تحقيق أهدافها من ذلك"، حسب رأيه.
ورأى قاسمي أن التصريحات الأميركية الأخيرة تشكل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية الإيرانية، منتقداً السياسات الأميركية من قبيل العقوبات التي وصفها بـ"الظالمة" أو تصنيف الإيرانيين على أنهم "إرهابيون" ومنعهم من السفر للأراضي الأميركية. ورأى أن كل الادعاءات بدعم الشارع الإيراني "كاذبة".
وأكد أن "الإيرانيين لا يقبلون الإملاءات ولا يثقون بواشنطن بسبب سياساتها، وما تصريحات وزير الخارجية الأميركي إلا دليل على عدم وجود معرفة حقيقية بالشارع في إيران".
سيناريوهات لمواجهة العقوبات
في سياق متصل، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن لدى بلاده العديد من الخيارات والسيناريوهات لمواجهة العقوبات النفطية المقبلة، إذ إن الولايات المتحدة تنوي تصفير صادرات نفط إيران، لافتاً إلى أنّ طهران تحاور الأطراف الغربية في الوقت الراهن لتضمن بيع نفطها واستلام العائدات وتحديد آلية واضحة لتحقق ذلك.
وفي حوار مع تلفزيون "العالم" الإيراني أضاف عراقجي أنه "في حال لم تستطع طهران تصدير نفطها فهذا لا يعني أنها ستقف مكتوفة الأيدي، فإذا ما حصل ذلك فستستخدم أحد الخيارات المتاحة أمامها، والتحكم بمضيق هرمز واحد منها".
وفي شأن منفصل، رأى عراقجي أنه على السعودية أن تعدل من سياساتها وسلوكها في المنطقة وأن تراجع تقييمها للسياسة الإيرانية، "فالمنطقة تدفع ثمن أخطاء المملكة (السعودية)، وكل الأزمات في اليمن، البحرين، لبنان، قطر، مجلس التعاون الخليجي، سورية، العراق وكردستان العراق نتيجة لذلك".
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري قد قال، أمس الأحد، إن "أميركا وإسرائيل والسعودية تدفع أموالاً باهظة بهدف قض مضجع الداخل الإيراني"، مضيفاً أن "أعداء إيران حمقى ولا يفقهون أن تهديداتهم لا تترك أثرا"، مؤكداً أن بلاده في وضع جيد وأنها قادرة على مواجهة التهديدات.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد خاطب نظيره الأميركي دونالد ترامب بالقول "لا تلعب بذيل الأسد فذلك سيدفعك للندم". وذكر أنه "ينبغي على أميركا أن تعلم أنّ السلام مع إيران هو السلام الحقيقي، والحرب معها هي أم كل الحروب".
وجاء ذلك بعد تصريحات صادرة عن لسان المرشد الأعلى علي خامنئي الذي رأى أنه لا فائدة من الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية كونها طرفا لا يمكن الوثوق به.
ورد ترامب في تغريدة على "تويتر"، بتحذير روحاني بلهجة حادة، قائلاً "إياك وتهديد الولايات المتحدة وإلا فستواجه تداعيات لم يسبق أن عانى منها إلا قلة قليلة"، أما وزير خارجيته مايك بومبيو فأعلن أن "واشنطن لا تخشى فرض عقوبات تستهدف النظام الإيراني على أعلى مستوياته"، واصفاً إياه بـ"الكابوس على الشعب الإيراني".
وكان ترامب قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران في مايو/أيار الماضي، وأعلن إعادة فرض العقوبات الأميركية عليها، والتي ستدخل حيز التنفيذ العملي في أغسطس/آب، ونوفمبر/تشرين الثاني المقبلين، وإلى ذاك الحين تحاول طهران من خلال تفاوضها مع الأطراف الباقية في الاتفاق وعلى رأسها الأوروبية منها (ألمانيا، بريطانيا وفرنسا) أن تحصل على ضمانات لحصد المكتسبات الاقتصادية لتبقي على التزامها بما عليها من تعهدات نووية.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها تريد تصفير عداد صادرات النفط الإيرانية، وهو ما من شأنه ضرب اقتصاد البلاد، ومنذ ذاك الحين تصاعدت حدة التراشق الإيراني الأميركي بشدة، إذ إن المسؤولين الإيرانيين هددوا بإغلاق مضيق هرمز في تلك الحالة، ما سيؤثر على سوق النفط العالمية برمتها.