وبيّن "المرصد الأورومتوسطي"، في تقرير حمل عنوان "جحيم متصاعد. مدنيو طرابلس في مرمى الهجمات العشوائية"، اليوم الاثنين، أنّ "الاشتباكات التي بدأت منذ أكثر من 8 أشهر بين طرفي الصراع، قوات اللواء خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني، أسفرت عن انتهاكات حادة وجسيمة بحق السكان المدنيين، وألحقت دماراً كبيراً في البنية التحتية والمرافق الصحية، وأجبرت مئات الآلاف على الفرار من منازلهم".
وحذّر من أنّ "استمرار الهجمات ينذر بجرائم مروعة بحق المدنيين"، محملاً "المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة إن لم يتدخل بشكل عاجل لمنع توسع دائرة الاقتتال".
ووثّق التقرير، الذي جاء في 15 صفحة، حوادث متفرقة لـ"هجمات قاتلة وعشوائية ضد المدنيين والمهاجرين واللاجئين"، لافتاً إلى "استخدام الجماعات المسلحة الذخائر والأسلحة المتفجرة على نطاق واسع".
وسلط التقرير الضوء على أبشع المجازر التي رافقت الهجوم العسكري على طرابلس، ومن أبرزها استهداف مركز لاحتجاز المهاجرين في ضاحية تاجوراء شرقي العاصمة الليبية طرابلس، يضم حوالي 600 شخص أغلبهم من الأفارقة، أسفر عن وقوع ما يزيد عن 44 قتيلاً، وجرح ما يزيد عن 130 آخرين.
كما وثّق التقرير عدداً من الهجمات العنيفة من قبل أطراف النزاع، والتي استهدفت بالقصف المتعمد والعشوائي، الأحياء سكنية، والبنى التحتية، والمنشآت الطبية، والمرافق التعليمية.
ووفق التقرير، فقد كانت أعنف تلك الهجمات في 5 أغسطس /آب 2019، عند الساعة (12:30 مساءً بالتوقيت المحلي)، عندما شنَّت طائرة مسيَّرة، يُعتقد أنَّها تابعة لقوات حفتر، 4 غارات على الأقل، استهدفت تجمعاً لمدنيين أثناء مشاركتهم في حفل زفاف في مدينة مُرزق، جنوب غربي ليبيا، ما أسفر عن مقتل نحو 40 مدنيّاً وجرح 37 آخرين.
وبيّن المرصد الحقوقي الدولي، في تقريره، أنه وعلى الرغم من الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على الأسلحة من وإلى ليبيا منذ العام 2011، وفقاً للقرار رقم (1970)، إلا أنّ دولًا مثل: تركيا، الإمارات العربية المتحدة، الأردن والسودان ما زالت تخرق هذا الحظر بشكل واضح، عبر تصدير الصواريخ الموجهة والمركبات المدرعة والطائرات المسيرة للجماعات المسلحة.
وتشهد العاصمة الليبية طرابلس، منذ الرابع من إبريل /نيسان الماضي، معارك متصاعدة عقب إعلان قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، البدء في هجوم عسكري للسيطرة على طرابلس من يد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.
واندلعت إثر ذلك اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة حتى اليوم بين الطرفين، أدت إلى وقوع ما يزيد عن 300 قتيل من المدنيين بينهم أطفال وشيوخ ونساء، وجرح المئات، كما تسببت كذلك في نزوح حوالي 160 ألف نسمة من مناطق الاشتباكات.