طالبت أحزاب مغربية، الاثنين، بضرورة تسريع سن قانون يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني، داعية إلى مقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في جلسة لمجلسي النواب والمستشارين عقدت رداً على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال رئيس مجلس المستشارين، حكيم بنشماس، في بداية الجلسة التي حضرها السفير الفلسطيني بالرباط، جمال الشوبكي، إنه "يشعر بالخجل بسبب تكرار وترديد العبارات نفسها التي تندد بما يجري من مؤامرات ضد فلسطين، مما عافته وسخرت منه الشعوب"، وفق تعبيره.
وشدد بنمشاش على أن "قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لا يوازيه خطورة سوى وعد بلفور المشؤوم، لكونه سيتسبب في تداعيات سياسية خطيرة وعواقب غير محسوبة في المنطقة والعالم كله".
وأكد رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، إدريس الأزمي، أن قرار ترامب هو من قبيل "رب ضارة نافعة"، لأنه "أعاد وهج القضية الفلسطينية إلى قلوب الشعوب العربية والإسلامية"، داعيا البرلمان إلى "التسريع بإصدار قانون يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني".
وطالب الأزمي بـ"إحداث لجنة برلمانية لمتابعة محاولات التطبيع المختلفة مع إسرائيل، وترتيب التدابير التي تمنع أشكال التواصل مع هذا الكيان"، كما اقترح تسمية قاعة الجلسات العمومية في مقر مجلس النواب بـ"قاعة القدس، حتى يُردد اسم القدس دائما في قلب البرلمان المغربي".
ومن جهته، قال رئيس فريق الأصالة والمعاصرة السابق بمجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، إن "قرار ترامب جاء في خصم مرور قرن من الزمان على وعد بلفور، و70 عاما على إقامة الكيان الصهيوني"، متسائلا عن "مصير الصراع العربي الإسرائيلي في العشريات المقبلة".
وتابع القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة أن "المنطقة تسير رويدا رويدا إلى دورة جديدة برزت معالمها خلال السنوات الأخيرة خاصة، اتسمت بمخططات توطين توسعية، وتهجير الفلسطينيين، وسرقة أراضي هذا الشعب الأبي، ونهب ممتلكاتهم، وطمس معالم حضارتهم الإسلامية والمسيحية".
وأما حزب الاستقلال، على لسان رئيس فريقه النيابي، نور الدين مضيان، فقد دعا، بدوره، إلى التعجيل بإخراج قانون يمنع ويجرم التطبيع مع إسرائيل بكافة أشكاله المباشر منه وغير المباشر أيضا، مضيفا أن "القرار الأميركي أيقظ الفتنة التي كانت نائمة، كما خلق جبهة موحدة في العالم ضد القرار، ووحد المشاعر المتضامنة مع الفلسطينيين".
وشدد مضيان على أن "قرار ترامب عزز منابع المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، وزلزل العلاقات الدولية المعاصرة، كما أنه بمثابة إعلان حرب ضد الأمة الإسلامية والعربية وقوى السلام"، مبرزا أنه "حان الوقت ليسن البرلمان المغربي قانونا حازما يجرم كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل".