قاطع شاب فلسطيني، المرشحَ لمنصب سفير الولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل، ديفيد فريدمان، وذلك أثناء حديثه أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، حيث تم استدعاؤه للمثول أمام اللجنة، في جلسة علنية، على خلفية تصريحاته السابقة التي انتقد فيها الليبراليين اليهود الأميركيين، مشبهاً إياهم بالسجناء اليهود الذين تعاونوا مع النازيين.
وقام الشاب طاهر حرزالله، الذي يدرس في جامعة كاليفورنيا، بمقاطعة فريدمان مع استهلاله حديثه بشكر اللجنة على استدعائه للمثول أمامها. وقال الشاب، بعد أن وقف وسط الحاضرين رافعاً علم فلسطين، إن "السيد فريدمان قال أيضاً إن اللاجئين الفلسطينيين ليس لديهم حق في الأرض وليس لديهم اتصال بفلسطين، بينما هم في الواقع مرتبطون بأرضهم". وتابع الشاب، في الوقت الذي توجّهت الأنظار إليه، قائلاً: "أنا هنا الآن، وجدّي تم طرده من فلسطين من قبل الإسرائيليين، وأنا أقف هنا رافعا العلم الفلسطيني أمامكم، نحن مرتبطون بفلسطين، والفلسطينيون سيكونون دائما فلسطينيين".
وبعد ذلك، قام عناصر الأمن في القاعة بإخراج الشاب الفلسطيني حرزالله خارجها، في الوقت الذي كان يواصل فيه ترديد الشعارات المؤيدة لفلسطين.
وحرزالله هو شاب فلسطيني أميركي انخرط بعد تخرجه من جامعة كاليفورنيا في منظمة تدعم قضية الشعب الفلسطيني، تُعرف باسم "أميركيون مسلمون من أجل فلسطين"، حيث كان في البداية منسقا في الحرم الجامعي، ليصبح أخيراً معاون مدير التوعية ومنسق القاعدة الشعبية في المنظمة.
ولاحقاً سأل أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ فريدمان بشأن تعليقات لاذعة أدلى بها، بما في ذلك وصفه الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، بأنه معاد للسامية، والسيناتور تشاك شومر، زعيم الديمقراطيين في المجلس (وهو يهودي)، بأنه يسترضي الآخرين.
وقال بن كاردن، أبرز الديمقراطيين في اللجنة، مخاطبا فريدمان: "بصراحة اللغة التي دأبت على استخدامها ضد أولئك الذين يختلفون مع آرائك تجعلني قلقاً بشأن استعدادك لدخول عالم الدبلوماسية".
واعترف فريدمان بأنه استخدم لغة خطاب مفرطة في إطار دعمه الحماسي لإسرائيل، والذي يتضمن مساندة مالية للمستوطنات اليهودية المبنية على أراضي الفلسطينيين، ووعد بتفادي التعليقات التحريضية في العمل الدبلوماسي.
وقال أيضا: "هذه كلمات جارحة، وأنا آسف بشدة عليها". وأثناء استجوابه حاول فريدمان تخفيف مواقفه بشأن عدد من القضايا الإقليمية المثيرة للخلاف.
وفي حين عبّر عن تشككه في حل الدولتين الذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، اعترف بأنه الخيار الأفضل للسلام، وقال إنه شخصيا لا يؤيد ضم إسرائيل للضفة الغربية، ويتفق مع رأي ترامب بأن النشاط الاستيطاني "قد لا يكون مفيدا" لتحقيق السلام.
وحثّ خمسة سفراء أميركيين سابقين لدى إسرائيل من إدارات جمهورية وديمقراطية مجلس الشيوخ، في رسالة، على رفض فريدمان، قائلين إن لديه "مواقف متطرفة" بشأن قضايا مثل المستوطنات وحل الدولتين.
(العربي الجديد)