وشهدت الضفة الغربية المحتلة (بما فيها القدس المحتلة) وقطاع غزة، صباح اليوم السبت، مواجهات مع جنود الاحتلال، فيما نقلت طواقم الإسعاف جثماني شهيدين قضيا في قصف إسرائيلي جنوبي مدينة غزة، ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 4، خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقمعت قوات الاحتلال بوحشية مسيرة، دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية؛ وأصابت برضوض مختلفة عدداً من العاملين في وسائل الإعلام، ما أدى إلى إصابة المصورة الصحافية ديالا جويحان.
كما تعرض للضرب على يد قوات الاحتلال، كل من وزير القدس ومحافظها عدنان الحسيني، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" عدنان غيث، وعضو المجلس التشريعي عن القدس، جهاد أبو زنيد، إضافة إلى مدير نادي الأسير الفلسطيني ناصر قوس، والأسير المحرر بشار الخطيب، في حين اعتقلت ثلاثة شبان على الأقل بعد أن أوسعتهم ضرباً.
وتحاصر قوات الاحتلال المشاركين في المسيرة، التي انطلقت من شارع صلاح الدين، وتحاول منعهم من التقدم إلى ساحة الشهداء في باب العمود، وسط عمليات كرّ وفرّ، وهتافات يطلقها المشاركون تنديداً بالاحتلال، واستنكاراً لقرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
ويطارد جنود الاحتلال الشبان المتظاهرين، ويقتحمون المحال التجارية، في وقت نجح شبان بإضرام النار في دراجة نارية لشرطة الاحتلال، وسط إطلاق لقنابل الصوت باتجاه جموع الشبان.
إلى ذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين، صباح اليوم السبت، في مواجهات مع الاحتلال، اندلعت عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية.
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، أنّ طواقمه تعاملت مع إصابة عشرة فلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وإصابة اثنين آخرين بجروح بالرصاص المطاطي.
وبحسب مصادر محلية وصحافية، فإنّ قوات الاحتلال قمعت مسيرة لطلبة المدارس في بيت لحم، خرجت للتنديد بقرار ترامب، ما أدى إلى وقوع مواجهات أصيب خلالها عدد من الفلسطينيين.
على صعيدٍ متّصل، أكّد وزير الصحة الفلسطيني، جواد عواد، في تصريح، أن المستشفيات والمراكز الطبية والصحية الحكومية الفلسطينية تعمل في هذه الفترة في حالة طوارئ، نظراً لعدد الإصابات التي نتجت خلال التظاهرات المنددة بقرار الرئيس الأميركي.
وأكّد وزير الصحة الفلسطيني أنّ "أقسام الطوارئ وبنوك الدم في المستشفيات على أهبة الاستعداد لاستقبال الإصابات، وتوفر الأدوية اللازمة، إضافة إلى رفع الجهوزية لدى الطواقم الطبية لتكون متوفرة في جميع الأوقات، نظراً للظروف التي تمر بها المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".
ولفت إلى أنّ "المواجهات خلّفت، منذ أول أمس وحتى صباح اليوم، 4 شهداء وأكثر من 1100 مصاب"، مبيناً أنه "جرى علاج المصابين ميدانياً من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، وفي المستشفيات".
وفي قطاع غزة، تواصلت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، على الخط الفاصل شرق قطاع غزة.
وذكرت "وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية" (وفا)، أنّ المواجهات تتركّز حالياً قرب المقبرة الشرقية شرق غزة، وقرب حاجز بيت حانون "إيرز" شمال القطاع، وشرق البريج وسط القطاع، وشرق خان يونس جنوب القطاع.
وأسفرت المواجهات حتى اللحظة، بحسب "وفا"، عن إصابة طالب، شرق خان يونس.
إلى ذلك، انتشلت الطواقم الطبية جثماني شهيدين قضيا في قصف إسرائيلي استهدف أحد المواقع التابعة للمقاومة الفلسطينية جنوبي مدينة غزة، فجر اليوم.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الطبيب أشرف القدرة، أن الطواقم الطبية انتشلت جثماني الشهيدين عبد الله العطل (28 عاماً) والشهيد محمد الصفدي (30 عاماً).
من جهته، اعتبر المتحدث باسم حركة "المقاومة الإسلامية" (حماس)، فوزي برهوم، اليوم السبت، استهداف "العدو الصهيوني" وقصفه المدنيين والمؤسسات ومواقع المقاومة في الضفة وغزة بشكل متعمد جريمة إضافية تضاف إلى جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني.
وقال برهوم، في تصريح صحافي، إنّ "تجرؤ الاحتلال على الدم الفلسطيني نتيجة الغطاء والدعم الأميركي اللامحدود لهذه الجرائم والانتهاكات".
وحمل برهوم حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا التصعيد الخطير ونتائجه الذي "لن يفت من عضد شعبنا وإرادته ومقاومته وانتفاضته المباركة لنصرة القدس والدفاع عنها وإفشال كل المخططات التي تستهدف حقوقه ومقدساته".
وشهد، يوم أمس، استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة العشرات في القطاع برصاص قوات الاحتلال بجراح متفاوتة، في تظاهرات مختلفة قرب الشريط الحدودي الذي يفصل بين القطاع المحاصر إسرائيليًا والأراضي المحتلة عام 1948.
كما أصيب 25 فلسطينياً في قطاع غزة المحاصر، بينهم أطفال ونساء، عقب قصف شنته طائرات حربية إسرائيلية استهدف ثلاثة مواقع عسكرية تتبع لـ"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، مساء الجمعة، فيما أعلنت مصادر فلسطينية عن نجاة مقاومين من القصف.
ورصدت كاميرا "العربي الجديد"، أمس، المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيت لحم: