شنّ رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، هجوماً شديد اللهجة، ضد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على خلفية مطالبة الأخير بإجراء تحقيق بشأن بعض التصرفات التي رافقت عملية اختيار رئيس البرلمان.
ودعا الحلبوسي، في بيان، صدر اليوم الأربعاء، إلى "الاهتمام بصوت المواطن ومعاناته واحتياجاته، وعدم الالتفات إلى الأصوات النشاز التي تعاني من عُقد الماضي، وأوهام المستقبل"، مضيفاً أنّ "العراق يمر بمرحلة حساسة".
وبشأن مطالبة العبادي بإجراء تحقيق في تصرفات رافقت عملية اختيار رئيس البرلمان، قال الحلبوسي، إنّ "رئاسة مجلس النواب لن تسمح مطلقاً بأي شكل من أشكال التدخل في شؤون السلطة التشريعية"، واعداً بأنّ "الدورة البرلمانية الجديدة ستختلف عن سابقاتها".
وشدد على أنّ "مجلس النواب لن يَتَسلّم توجيهات أو أوامر من أي شخصية أو سلطة، ولن يستمع إلا لصوت الشعب"، مؤكداً أنّ "رئاسة البرلمان وجهت الدوائر المعنية بإجراء تحقيق شامل وموسّع بشأن تصريحات بعض النواب، والجهة الإعلامية التي روّجت لأكاذيب لا صحة لها، خصوصاً وأنّ تلك الجهة الإعلامية المضللة كانت ولا تزال تعمل بشكل غير رسمي، وبعلم ودعم رئيس مجلس الوزراء، وخلافاً للقوانين النافذة"، بحسب الحلبوسي.
وكانت وسائل إعلام محلية، قد اتهمت الحلبوسي، بدفع مبالغ مالية كبيرة وصلت قيمتها إلى 30 مليون دولار، من أجل الوصول إلى منصبه.
وعبّر العبادي، الثلاثاء، عن إدانته لبعض التصرفات التي رافقت جلسات اختيار رئيس البرلمان العراقي ونائبيه، داعياً للتحقيق في قيام أشخاص بتصوير أوراق الاقتراع لنواب خلال انتخاب رئيس مجلس النواب.
كما رفض العبادي تدخل الأحزاب في استقلالية القرار بمؤسسات الدولة، داعياً، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إلى تسريع تشكيل الحكومة الجديدة وفقاً للمواعيد الدستورية.
بدوره، وصف علي العبيدي عضو ائتلاف "النصر" الذي يتزعمه العبادي، تصريح الحلبوسي بأنّه "هجوم غير مبرّر"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أنّ "رئيس الوزراء العراقي لم يتدخل في عمل السلطة التشريعية، وإنّما دعا لإجراء تحقيق في بعض التصرفات".
ونفى العبيدي، صحة ادعاءات الحلبوسي بشأن دعم العبادي لبعض المؤسسات الإعلامية، معتبراً أنّ "خطاب رئيس البرلمان الجديد يحمل صبغة سياسية، تصبّ في صالح الكتلة التي أوصلته لمنصبه، بالتزامن مع حراك اختيار رئيس الوزراء الجديد".
وانتخب البرلمان العراقي، السبت الماضي، بعد خلافات وحوارات ماراثونية دامت 13 يوماً، محمد الحلبوسي مرشّح تحالف "المحور الوطني"، رئيساً للبرلمان بعدما حصل على أعلى نسبة من الأصوات (169 نائباً) لصالحه.
وأثار انتخاب الحلبوسي، جدلاً جديداً، خصوصاً أنّه يعدّ المرشّح المدعوم من محور رئيس كتلة "دولة القانون" نوري المالكي مع رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري، ما يعني أنّه سيخلط أوراق التحالفات من جديد، ويعقد من مشهد حسم موضوع الكتلة الكبرى ومرشحها لرئاسة الحكومة. وكذلك، يرسم ملامح أزمات جديدة بخصوص منصب رئيس الحكومة المقبلة، بحسب ما رآه مراقبون.
ويأتي هذا الجدل في وقت لم تتمكن فيه القوى السياسية "الشيعية" من حسم مرشحها لرئاسة الوزراء لغاية الآن، فيما يجري الأكراد حواراً مكثفاً للاتفاق على مرشحهم لرئاسة الجمهورية.