وانتهت عدة لقاءات جرت في العاصمة التونسية ومدينة الزنتان بليبيا أجرتها شخصيات مقربة من حفتر بالفشل الذريع، بغية منع تقارب كبير بين مدينتي مصراتة والزنتان، والذي انتهى بتوقيع مصالحة نهائية بين المدينتين الأربعاء الماضي.
وبحسب مصدر برلماني من طبرق، فإن لقاء جمع اللواء عون سالم ابن عم حفتر صحبة ضابط آخر يدعى النزال بالعميد ادريس مادي من مدينة الزنتان جرى في تونس أمس الجمعة، بعد زيارات قامت بها شخصيات مقربة من حفتر للزنتان الأسبوع الماضي بوساطة عمر قرميل النائب عن الزنتان بمجلس النواب، انتهت كلها بالفشل لمنع المصالحة بين الزنتان ومصراتة.
وكشفت ذات المصدر لـ"العربي الجديد" أن "كلا من حفتر ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج سعيا لشق الصف داخل معارضي مسار القاهرة لما يعرف بتوحيد مؤسسة الجيش"، مشيرا إلى أن السراج "حاول استمالة عناصر عسكرية مؤثرة في الزنتان ضمن حكومته، مثل تعيين الرائد محمد العمياني، نائب رئيس قوة العمليات الخاصة التابعة لعماد الطرابلسي، أبرز المجموعات العسكرية بالزنتان، وكيلا لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الثلاثاء الماضي، كما أن حفتر قدم وعودا لتسهيل وصول دعم عسكري لبعض الفصائل في الزنتان".
وأكدت المصادر أن اتفاق المصالحة بين المدينتين الموقع يوم الأربعاء الماضي أفشل مساعي القاهرة ودول تدعمها للسيطرة على الملف الليبي من خلال تقارب حثيث بين السراج وحفتر، مضيفة أن "عقد اللقاء الذي تم خلاله توقيع اتفاق المصالحة في الزنتان تحديدا شكل ضربة قاسية لحفتر وجهود القاهرة، حيث اعتبرت المدينة طيلة سنين من المدن الداعمة لحفتر، أو على الأقل الأكثر قربا منه في غرب البلاد".
ونص الاتفاق الموقع بين ممثلي المدينتين على التأكيد على "مدنية الدولة ورفض الانقلابات العسكرية"، في إشارة واضحة إلى مساعي حفتر العسكرية في البلاد.
وقررت المدينتان بحسب الاتفاق "دمج الثوار في مؤسستي الجيش والشرطة تحت سلطة مدنية، ورفض جرهم لمحاولات سيطرة جهات معينة على المؤسسة العسكرية، والتشديد على التداول السلمي للسلطة".
وبينما رحبت شخصيات ليبية باتفاق المصالحة، خلال تصريحات صحافية، رفضته أصوات أخرى موالية للواء حفتر شرق البلاد.
واعتبر مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق الغرياني اتفاق المصالحة بداية للمصالحة الوطنية، بينما أكد عضو مجلس الدولة الأعلى، بلقاسم قزيط، أن اتفاق المصالحة يدل بشكل قاطع على قدرة الليبيين على تجاوز آلام الماضي والقدرة على بناء مستقبل مشترك.
لكن النائب بمجلس النواب بطبرق، علي السعيدي، قال إن "الاتفاق لقاء مصالح وليس لتكريس المحبة بين الطرفين"، معتبرا أن ترحيب الشيخ الغرياني وشخصيات أخرى بالاتفاق دليل على وقوف تيارات سياسية وراءه للعودة للمشهد، حسب قوله.