أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه أبلغ الجانب الأميركي، خلال زيارته للعاصمة واشنطن، بأن "أنقرة لن تتردد في توجيه ضربات لقوات حزب (الاتحاد الديمقراطي)، الجناح السوري للعمال الكردستاني، في حال شكلت أي تهديد على الأمن القومي التركي، دون الرجوع لأحد".
وذكر أردوغان أن "حالة الطوارئ في تركيا لا تشكل أي إعاقة للمستثمرين ورجال الأعمال"، في إشارة إلى عدم وجود نية لإنهائها في المستقبل القريب.
وخلال كلمته في مؤتمر لجمعية الصناعة والأعمال التركية ( تويساد)، قال الرئيس التركي: "لا يمكن لأحد ألّا يرى أنه باستخدام التنظيمات الإرهابية، وبألاعيب التهديد بالفوضى السياسية، فإن الغاية الرئيسية هي إقامة أمر واقع.. لقد بذلنا جهودا صادقة مع حلفائنا ودول المنطقة لحل المشاكل، وفي ما يخص سورية، صبرنا إلى حين هجوم (داعش) على مدينة غازي عنتاب".
وذكر أنه "بعد قتلهم لثلاثة وخمسين من مواطنينا، بينهم أطفال ونساء، قلنا إنه لا يمكننا التأخر أكثر، ودخلنا مباشرة إلى مدينة جرابلس ودحرنا التنظيم، ومن ثم مدينة الراعي، وبعدهما مدينة دابق، التي كانوا يعتبرونها مكانا مقدسا، وقلنا إنه علينا النزول إلى غاية مدينة الباب، فقالوا لنا: (ما الذي تريدونه هناك.. لا تذهبوا، وإن كان الهدف داعش فإننا سنقوم بتوجيه ضربات له)، وقد قمنا بتطهير المنطقة من (تنظيم الدولة)، ومن ثم توجهنا إلى مدينة منبج، فقام الأميركان والروس بمحاصرتنا، والآن هناك قضية الرقة".
وتابع أردوغان: "لقد أجرينا لقاءاتنا في أميركا، فرأينا الولايات المتحدة حساسة للغاية في هذا الأمر، فقلنا لهم لا يمكننا الدخول معكم بينما أنتم تتواجدون مع تنظيم إرهابي، وتمنينا لهم الخير"، مستدركا: "لكن قلنا لهم بعد ذلك، وإن شكلت هذه التنظيمات الإرهابية أي تهديد على تركيا فإننا سنستخدم حقوقنا وسنقوم باللازم، وقلنا لهم إننا نقول لكم ذلك مقدما، ولن نتحدث مع أحد في هذا الأمر، ولن نتشاور".
وانتقد الرئيس التركي مماطلة الاتحاد الأوروبي في ما يخص مسيرة انضمام تركيا للاتحاد، مشيرا إلى أن حالة الطوارئ، التي تم إعلانها في تركيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو/تموز الماضي، لا تؤثر على الأعمال والمستثمرين.
وقال: "أجد صعوبة في فهم قلقكم من ناحية حالة الطوارئ.. إن كانت حالة الطوارئ تعيق عمل صناعنا ورجال الأعمال، فيمكننا أن نجلس ونتحدث، ولكن لا يوجد شيء كهذا"، مضيفا: "عندما أتينا إلى الرئاسة، كانت هناك حالة طوارئ في جنوب شرق الأناضول، وبينما كنت أتجول في المنطقة طلب المواطنون منا أن نلغي حالة الطوارئ، لأنهم يعيشون الكثير من المشاكل بسببها، وعندما رأيناهم محقين ألغينا القرار خلال شهر، ولكن حالة الطوارئ الحالية مختلفة.. لقد كانت خطوة تم اتخاذها كي تسير الأمور في تركيا بشكل صحي".