صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، أنّه يشعر "بخيبة أمل" من رفض الهند دعم قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، لكنّه أكد أنّه لن يجعل ذلك يؤثر على زيارته إلى هذه الدولة الآسيوية العملاقة.
وأكد نتنياهو لمجموعة "إينديا توداي" الإعلامية، في مقابلة نُشرت، اليوم الإثنين، أنّ لديه "علاقة خاصة" مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
لكن هذه العلاقة، بحسب رأيه، شابها تصويت الهند مع أكثر من مئة دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، على قرار يدين إعلان الولايات المتحدة القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال نتنياهو، في المقابلة، "بالتأكيد أشعر بخيبة أمل، لكنني أعتقد أنّ هذه الزيارة تدل في الواقع على أنّ علاقتنا تسير قدماً على عدد من الجبهات".
وكانت الهند ألغت، قبل الزيارة، صفقة بقيمة 500 مليون دولار، لشراء صواريخ "سبايك" إسرائيلية مضادة للدبابات.
وتبلغ قيمة صادرات إسرائيل من المعدات العسكرية إلى الهند، مليار دولار سنوياً، لكن مودي يريد إنهاء تصدّر الهند للائحة الدول المستوردة لمعدات الدفاع في العالم. إلا أنّ نتنياهو بدا متفائلاً بشأن صفقة الصواريخ، وقال "آمل أن تسمح هذه الزيارة بحلّ هذه القضية لأنّني أعتقد أنّ هناك فرصة معقولة للتوصّل إلى تسوية عادلة".
وبعدما رفض كشف أي تفاصيل قبل نهاية زيارته، قال نتنياهو إنّ "علاقتنا الدفاعية مهمة وتشمل أموراً عديدة". وأضاف "أعتقدُ أنّ الأمر الأساسي هو الدفاع. نريد أن ندافع عن أنفسنا. لسنا أمة عدوانية لكننا ملتزمون جدّاً بضمان ألا يكون أحد قادراً على الاعتداء علينا".
وهذه أول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلي إلى الهند منذ 15 عاماً. وكان في استقبال نتنياهو وزوجته سارة، في مطار نيودلهي، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي كان أول رئيس حكومة هندي يزور إسرائيل في يوليو/تموز الماضي، وكان لافتاً في زيارته آنذاك أنّه لم يزر رام الله مقر السلطة الفلسطينية، بعدما اعتاد الزعماء على التوقف هناك، في محاولة لإظهار التوازن في العلاقات السياسية.
ويرافق نتنياهو وفد تجاري كبير يضمّ ممثلين عن قطاعات التكنولوجيا والزراعة والدفاع، وهو أكبر وفد يرافق رئيس حكومة إسرائيل إلى الخارج.
وسيوقّع نتنياهو عدداً من الاتفاقات الجديدة، في مجال الطاقة والطيران والإنتاج السينمائي. كما سيتوقف في تاج محل، وسيلتقي عدداً من نجوم السينما الهنود في بومباي.
وسيقوم أيضاً بزيارة مركز يهودي اُستهدف عام 2008، بسلسلة الاعتداءات التي شهدتها بومباي وأودت بحياة 166 شخصاً، مصطحباً معه الطفل موشي هولتسبرغ البالغ من العمر 11 عاماً الذي قُتل والداه في الهجمات.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، في المقابلة التي نُشرت الإثنين، "في نهاية المطاف سننال من القتلة لكن الهدف هو ردع قتلة آخرين في المستقبل".
كما سيزور نتنياهو إقليم غوجرات الذي كان مودي كبيراً للوزراء فيه، قبل توليه منصب رئيس الوزراء للبلد، وشهد خلال حكمه أبشع أنواع العنف الذي قتل فيه ألفان من المسلمين الهنود عام 2002. وأثناء زيارته إلى غوجرات، سيسافر رئيس الوزراء الإسرائيلي ثمانية كيلومترات بالسيارة من مطار مدينة أحمد آباد إلى "سابارماتي آشرم" بيت المهاتما غاندي.
وتعليقاً على هذه الزيارة، قال الدبلوماسي الهندي الأسبق، تلميذ أحمد، الذي عمل كسفير للهند لدى بلدان خليجية عدة، إنه توجد محاور عدة للتعاون بين الهند وإسرائيل، لكن لا يمكن لنيودلهي أن تتخلى عن موقفها تجاه فلسطين.
وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "منذ البداية دعمت الهند حق الفلسطينيين على أراضيهم والقدس الشرقية كعاصمة دولة فلسطين المستقلة. ولا يمكن للهند تغيير موقفها هذا وإلا سيكون عليها أن تتخلّى عن دعواها حول شطري كشمير اللذين تسيطر عليهما باكستان والصين".
أما أستاذ السياسة الدولية في الجامعة الملية الإسلامية في نيودلهي، محمد صهيب، فأوضح، أن الهند من البلدان الأربع الأولى التي اعترفت بإسرائيل كدولة مستقلة مع الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، قائلاً إنّ "هناك تقارباً في النظرة للعالم بين الطبقة العليا للهندوس والصهاينة، فكلاهما تيار عنصري ومعادٍ للإسلام والمسلمين والعرب، وكلاهما يتطلع للهيمنة في منطقتيهما".
واعتبر أنّ "الهند تحاول الوصول إلى تعريف جديد لهويتها والانتقال من الديمقراطية الشاملة لكل الثقافات، إلى ديمقراطية تهيمن عليها ثقافة الأغلبية".
(فرانس برس، العربي الجديد)