يتوجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود، للقاء نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، للمرة الخامسة هذا العام، لمناقشة العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية.
وتم الاتفاق على الاجتماع بين الزعيمين خلال مكالمة هاتفية في 29 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جرى خلالها مناقشة التعاون في مجال الطاقة، وكذلك الجهود المبذولة للوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وياتي اللقاء في إطار الجهود المبذولة لتثبيت مناطق خفض التصعيد بين النظام السوري والمعارضة السورية، بموجب محادثات أستانة، والتي كان آخرها الاتفاق على منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، التي يسيطر على أجزاء واسعة منها تنظيم "هيئة تحرير الشام"، المصنف على قوائم الإرهاب العالمية، لصلته بتنظيم "القاعدة"، إذ تم بموجب الاتفاق دخول القوات التركية إلى المحافظة، ووضعت، بحسب بيان الأركان التركية، نقطتي مراقبة على الجبهات مع مليشيات "قوات الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري للعمال الكردستاني) في منطقة عفرين التابعة لحلب، بينما تعمل على وضع باقي نقاط المراقبة في المحافظة، والتي من المقدر أن يصل عددها بين 14 إلى عشرين نقطة في مختلف الجهات، لمراقبة وقف إطلاق النار.
وتسعى الإدارة التركية إلى تعزيز التعاون مع موسكو، وبالذات في ما يخص طرد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي يشكل "الاتحاد الديمقراطي" عمودها الفقري، من مناطق ريف حلب الشمالي، في كل من تل رفعت ومطار منغ، وصولًا إلى محاصرتها في مدينة عفرين، وذلك بينما يستمر التشاور بين الجانبين في ما يخص الخطوات المقبلة التي سيتم اتخاذها في محافظة إدلب، وسط قضم بطيء ومستمر يقوم به النظام على جبهات ريف حماة الشمالي مع "هيئة تحرير الشام".
كما من المنتظر أن يناقش الجانبان تطورات صفقة منظومة صواريخ "إس 400" روسية الصنع، التي أكّد وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، إتمامها قبل أيام، بما في ذلك الاتفاق على تصنيع جزء من البطاريات في الأراضي التركية، وسط تضارب الأنباء حول موافقة موسكو على توطين جزء من تكنولوجيا المنظومة في تركيا.
ومن المتوقع أيضًا أن يناقش الجانبان فكرة موسكو بعقد مؤتمر الحوار الوطني، أو "مؤتمر شعوب سورية" في مدينة سوتشي، والذي يبدو متعثرًا، وسط رفض المعارضة السورية المشاركة فيها، وكذلك وسط رفض تركي لمشاركة "قوات الاتحاد الديمقراطي" في المؤتمر.
وتم تطبيع العلاقات التركية الروسية بشكل كامل، الشهر الماضي، إثر سماح موسكو باستيراد الطماطم التركية، وذلك بعدما شهدت العلاقات بين الجانبين أزمة كبيرة عام 2015، إثر قيام سلاح الجو التركي بإسقاط مقاتلة روسية اخترقت الأجواء التركية، رغم التحذيرات المتكررة.
ويتجه الرئيس التركي، بعد زيارة سوتشي، إلى كل من الكويت وقطر، لمناقشة الأزمة الخليجية، في ظل الحصار الذي تفرضه كل من السعودية والإمارات والبحرين على دولة قطر، والتصعيد الكبير بين كل من الرياض وطهران في لبنان واليمن، والذي أعقب استقالة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الدين الحريري، المفاجئة، وإطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا على العاصمة السعودية الرياض.