وتنشر الولايات المتحدة حاليا نحو 14 ألف جندي في أفغانستان يعملون إما مع مهمة قوات حلف شمال الأطلسي لدعم القوات الأفغانية، أو في عمليات خاصة لمكافحة الإرهاب. ووفق المسؤول، اتخذ ترامب قراره الثلاثاء، في نفس اليوم الذي أعلن فيه أنه سيأمر بانسحاب جميع الجنود الأميركيين من سورية.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن أكثر من 7 آلاف جندي أميركي سيعودون من أفغانستان.
ووفق ما أوضحه مسؤولون للصحيفة، فإنه بموجب الخيارات التي يتم درسها، يمكن أن تبدأ الوحدات الأميركية بالعودة من أفغانستان مع حلول الشهر القادم.
وأعلن الرئيس الأميركي، مساء الأربعاء، رسمياً انسحاب قوات بلاده من سورية، متحدثاً عن إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" الإرهابي.
وبعد موجة انتقادات داخلية، وقلقٍ دولي، أوضح ترامب الخميس أن الولايات المتحدة "لا تريد أن تكون شرطي الشرق الأوسط"، وذلك في معرض دفاعه عن قراره.
وكتب ترامب في تغريدة أن "الانسحاب من سورية ليس مفاجأة. أنا أقوم بحملةٍ من أجل هذا الأمر منذ سنوات، وعندما كنت أريد فعل ذلك منذ ستة أشهر، عدت ووافقت على البقاء لمدة أطول".
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 20, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) December 20, 2018
|
وأضاف ترامب: "روسيا، إيران، وسورية وآخرون هم الأعداء المحليون لـ"داعش"، ولقد كنا نقوم بعملهم (محاربة التنظيم). حان الوقت للعودة إلى الديار، وإعادة البناء".
وسبق أن قال ترامب إن غريزته تدفعه إلى التخلي عن أفغانستان، كونها قضية "خاسرة"، لكنه أبدى في الآونة الأخيرة رغبة في البقاء، بحثاً عن السلام.
والولايات المتحدة في حالة حرب في أفغانستان منذ 17 عاماً، ولا يزال ثمة 14 ألف جندي هناك يقومون بمساعدة القوات الحكومية في محاربة "طالبان".
ردود
وبعد الإعلان عن القرار الأميركي، أكدت كابول، اليوم الجمعة، أنّ سحب "بضعة آلاف من الجنود الأجانب"، "لن يكون له تأثير على أمن" البلاد التي يمارس الجيش الأفغاني "سيطرته" فعلياً عليها.
وصرّح متحدث باسم الرئيس أشرف غني، هارون شاه أنصوري، على مواقع التواصل الاجتماعي، "إذا انسحبوا من أفغانستان، فذلك لن يكون له تأثير على الأمن لأن الأفغان يمارسون منذ أربع سنوات ونصف السنة، السيطرة الكاملة والفعلية على الأمن".
وأشارت الرئاسة الأفغانية، وفق ما أوردت "فرانس برس"، إلى أنّ سحب حوالى مئة ألف جندي أجنبي في العام 2014 أثار مخاوف من رؤية "أفغانستان تنهار" لكن "قواتنا الأمنية الأفغانية الباسلة أثبتت بفضل تضحياتها خطأ هذا التحليل وصانت سلامة أرضنا وشعبنا".
ويبدو أنّ هذا الإعلان الذي يأتي في وقت أجريت "محادثات مصالحة" بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان"، هذا الأسبوع، في أبو ظبي، فأجأ مسؤولين كباراً ودبلوماسيين في كابول تواصلت معهم "فرانس برس"، وقالوا إنهم قلقون من تداعياته على الأرض.
ولم تعط واشنطن أي تفاصيل حول هذا القرار الذي اتخذه ترامب بالتزامن مع قرار سحب القوات الأميركية من سورية.
وأكد مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته، لـ"فرانس برس"، أنّ "القرار اتُخذ. سوف يكون هناك انسحاب كبير".
ولم يعلّق المتحدث باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، على سحب القوات الأميركية عندما تواصلت معه "فرانس برس". لكن قائداً كبيراً من الحركة رحّب بالقرار.
وقال لـ"فرانس برس"، من موقع مجهول في شمال غرب باكستان "بصراحة لم نكن نتوقع استجابة فورية من جانب الأميركيين (...) نحن أكثر من سعداء (...) نتوقع المزيد من الأخبار السارة".