باتت المسيرة الثانية لحملة رفع العقوبات عن قطاع غزة التي تم قمعها أمس بوحشية معروفة بـ"الأربعاء الأسود"، في ظل شهادات ضرب وحشي لمعتقلين فلسطينيين على أيدي عناصر أجهزة الأمن، التي حشدت كافة قواها لقمع المسيرة التي خرجت في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
مشاهد مهاجمة المسيرة والضرب والاعتقال، لم تستطع عدسات الصحافيين رصدها بسبب تعرضهم للاعتداء ذاته. "العربي الجديد" التقى أشخاصاً اعتقلوا ثم أفرج عنهم لاحقاً. مجمود نواجعة وهو المنسق العام لحمة مقاطعة إسرائيل "BDS" يروي لـ"العربي الجديد" اللحظات الأولى لاعتقاله، ويقول: "خلال المسيرة، وبعدما تقدم عناصر الشرطة الفلسطينية وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، تقدمت مجموعة مرتزقة بلباس مدني واضح أنها كانت على تنسيق مع الشرطة".
وأشار إلى أن العناصر باللباس المدني بدأوا باعتقال المشاركين في المسيرة بشكل عنيف ووحشي، مشيرا إلى أن الاعتقال لم يتم لداعي الاعتقال بقدر ما كان للضرب والإهانة، التي لم يستطع وصفها من شدة العنف المستخدم لحظة الاعتقال.
ضرب نواجعة بأيدي وأرجل عناصر الأمن لحظة اعتقاله في كافة أنحاء جسده، وكذلك وهو في طريقه إلى مركبة الشرطة حيث كان هنالك صف من العساكر على الجانبين مهمتهم ضرب من يتم اقتيادهم.
أما بداية عمليات الاعتداء فيرويها الصحافي أحمد زيد لـ"العربي الجديد" وقال "كنت أمسك بجهازي الجوال، وبدأت بالتصوير المباشر عبر صفحتي على فيسبوك، ومن ثم جاء شرطي وهاجمني وقال لي ممنوع التصوير بحجة أني انتهك حرية الآخرين، وفجأة جاء شاب آخر ضخم البنية ينتمي إلى جهاز الأمن الوقائي بلباس مدني، أخذ الجوال وقام بثني يدي وباشر بضربي".
وأضاف "تمكنت من الإفلات منه، والابتعاد عنه، عدت إلى دوار المنارة، شاهدني الشاب الضخم مرة أخرى وبدأ بالضرب، بدأ يدوسني بأرجله".
اقتيد زيد إلى مركبة الشرطة، حيث حقق معه أحد ضباط الاستخبارات وبعدها تم نقله في تمام الساعة الواحدة والنصف فجرا إلى مركز شرطة رام الله، وهنالك تم التحقيق معه من قبل جهاز المباحث، وتم تصويره بطريقة يقول إنها فظة وبتعامل سيئ جدا، ووقّع من بعدها على تعهد قبيل إطلاق سراحه.
رئيس مجلس اتحاد الطلبة في جامعة بيزريت، يحيى ربيع، قال بدوره لـ"العربي الجديد" إنه بمجرد وصوله من بلدته المزرعة الغربية شمال غربي مدينة رام الله، حذره شابان كانا يتجهزان للانطلاق بالمسيرة من أن عناصر الأمن الملثمين كانوا يشيرون إليه، لمهاجمته واعتقاله.
وأضاف "بمجرد وصولي إلى دوار المنارة، هاجمني عناصر الأمن، الذين انهالوا علي بالضرب بالهراوات وعصي الحديد، وتم اعتقالي ونقلي إلى مقر جهاز الأمن الوطني، ومن ثم إلى مركز الشرطة بالمدينة".
وأضاف "في الداخل تم أخذ إفادتي كما كل المعتقلين لماذا جئت للمشاركة بالمسيرة، فأجبتهم أنه من حقنا المشاركة في التعبير عن الرأي والمشاركة في صنع القرار، نحن نعارض قراراً ولا نعارض أشخاصاً".