شكك دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية بمدى التزام هيلاري كلينتون بالأمانة الزوجية ووفائها لزوجها الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، في مؤشر إلى الطابع الشخصي والفضائحي الذي تسعى حملة ترامب لإضفائه على السجال الإنتخابي الرئاسي ربما لإبعاد الأنظار عن فضيحة تهرب ترامب من دفع الضرائب على مدى عشرين عاماً التي كشفتها وثيقة رسمية بالبيانات الضريبة للمرشح الجمهوري لعام 1995 حصلت عليها صحيفة "نيويورك تايمز" ونشرتها السبت الماضي.
وخلال خطاب أمام الآلاف من أنصاره، قال ترامب إن هيلاري كلينتون لا تدين بالولاء إلا للمال وإن لديه شكوكاً، فيما إذا كانت وفية في علاقتها الزوجية لـ "بيل كلينتون" وسأل أنصاره "ولماذا تفعل ذلك؟.
كما سخر ترامب من تدهور صحة هيلاري وانهيارها الجسدي قبل أسبوعين، خلال مشاركتها في إحياء ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك، لكنه تجنب الحديث عن البيانات الضريبية المسربة أو تقديم توضيح لدافعي الضرائب الأميركيين عن أسباب خسارته 916 مليون دولار خلال عام واحد جعلته يستفيد من إعفاءات ضريبية مساوية لهذا المبلغ.
فيما قال رودي جولياني، رئيس بلدية نيويورك السابق، وأحد أبرز قياديي حملته الانتخابية، إن ترامب "عبقري لأنه استفاد من القوانين الأميركية وتهرب من دفع الضرائب"، وإنه "أفضل لأميركا أن تنتخب رجلاً عبقرياً مثله على أن تنتخب امرأة مثل هيلاري كلينتون".
وتحاول الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري التقاط الأنفاس قبل خمسة أيام من المناظرة التلفزيونية الثانية مع كلينتون التي أظهرت استطلاعات الرأي تسجيلها مزيداً من التقدم بعد أدائها خلال المناظرة التلفزيونية الأولى وإلحاقها هزيمة قاسية بالمليارديرالنيويوركي.
وانعكست نتائج المناظرة الأولى في اتساع الفارق بين كلينتون وترامب في بعض الاستطلاعات إلى أكثر من عشر نقاط لصالح المرشحة الديمقراطية بعدما كانا متعادلين قبل المناظرة. ومن المتوقع استمرار الانحدار المتسارع في شعبية ترامب على وقع فضيحة التهرب الضريبي.
في المقابل سعت المرشحة الديمقراطية خلال اليومين الماضيين إلى تعزيز تقدمها على أمل توجيه ضربة قاضية لحملة ترامب الانتخابية خلال مناظرة الإثنين المقبل وركزت جهودها الانتخابية لاستقطاب الأميركيين الشباب الذين يشكلون نحو 20% من الناخبين. لكن تسريب تسجيل صوتي لكلينتون تتحدث فيه عن الأجيال الجديدة أثار جدلاً في وسائل الإعلام الأميركية إذ اعتبره بعضهم مسيئاً ولن يساعد مرشحة الحزب الديمقراطي في رأب الصدع في علاقتها مع الشريحة الشبابية في الحزب الديمقراطي التي ما زالت مستاءة من خروج بيرني ساندرز المنافس السابق لكلينتون من السباق الانتخابي.