في أول قرار قضائي من نوعه يصدر نتيجة تحقيقات المدعي الخاص، روبرت مولر، في التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية، حكم بالسجن، اليوم الثلاثاء، وغرامة قدرها 20 ألف دولار على محام 30 يوماً، له ارتباط بالحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بعد إدانته بالكذب.
وبحسب ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس"، فإن المحامي الذي تمت إدانته يحمل الجنسية الهولندية، ويُدعى أليكس فان دير زوان، قام بالكذب على عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، المشاركين في التحقيق مع المدير السابق لحملة ترامب الرئاسية، بول مانافورت.
ووفق المصدر ذاته، فإن القاضية الفيدرالية بواشنطن، آمي بيرمان جاكسون، هي من أصدر قرار إيداع فان دير زوان السجن اليوم الثلاثاء، ليكون بذلك أول شخص تتم إدانته في إطار التحقيقات التي يقودها مولر.
كذلك عاقبت جاكسون فان دير زوان بالخضوع للمراقبة القضائية لشهرين. وقال فان دير زوان للمحكمة "إنه يأسف لما فعله".
وقالت القاضية "كان هذا أكثر من مجرد خطأ. كان أكثر من مجرد هفوة أو سوء تقدير"، مضيفة أنها تشعر بخيبة أمل لعدم كتابته رسالة إلى المحكمة يعبر فيها عن الندم وقالت إنه لن يردع الآخرين أن تسمح له بمجرد "كتابة شيك والانصراف".
وعمل فان دير زوان عن قرب مع مانافورت وجيتس في 2012، قبل انضمامهما إلى حملة ترامب، عندما كانا يعملان مستشارين سياسيين لرئيس أوكرانيا السابق الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش.
وتأتي محاكمة المحامي الهولندي، البالغ من العمر 33 عاماً، بعد نحو شهرين على اعترافه بالكذب على محققي "إف بي آي" بخصوص الاتصالات التي أجراها مع مستشار ترامب السابق في حملته الانتخابية، ريك غايتس، وشخص آخر اعتبره مكتب التحقيقات الفيدرالي على ارتباط بالاستخبارات العسكرية الروسية.
وفان دير زوان، الذي اعترف بالكذب على المحققين في شهر فبراير/ شباط الماضي، ولد في بلجيكا، ويعمل بمكتب محاماة في لندن، ويرتبط اسمه كذلك بخلاف سياسي داخل أوكرانيا يعود إلى عشر سنوات.
وقبل نحو ثماني سنوات، كان المحامي الشاب يعمل لحساب مكتب لندن لـ"سكادن اربس"، وهي إحدى أكبر شركات المحاماة وأكثرها نفوذاً بالعالم. ووفق التقارير الإعلامية، إن عمله كان ينصبّ بالأساس على الاتحاد السوفياتي سابقاً.
وخلال الفترة نفسها، كان كل من مانافورت وغايتس يعملان لحساب الرئيس الأوكراني آنذاك، فيكتور يانوكوفيتش، الذي تربطه صلات وثيقة بالكرملين. وتزامن ذلك مع الصراع السياسي الذي دخله الأخير ضد السياسية الأوكرانية، يوليا تيموشينكو، الذي قرر يانوكوفيتش إنهاءه من خلال الزج بها في السجن أواخر عام 2011.
وكانت مهمة مانوفورت وغايتس التغطية على هذه المحاكمة "غير الديمقراطية"، فلجأ الأخيران إلى خدمات فريق من "سكادن اربس"، كان من بين أفراده فان دير زوان، وذلك لإعداد تقرير يخلص إلى عدم وجود أي دافع سياسي وراء سجن تيموشينكو.
وواصل بعدها مانافورت وغايتس العمل لمصلحة يانوكوفيتش، إلا أن فان دير زوان خطا خطوة كبيرة حين قرر الزواج بإيفا خان، ابنة الملياردير جيرمان خان، الحامل الجنسيتين الروسية والأوكرانية.