أعلنت شرطة مدينة عدن، جنوبي اليمن، أن حصيلة الهجوم الانتحاري الذي استهدف تجمعاً لطالبي التجنيد، في المدينة، بلغت 50 قتيلاً وإصابة ما لا يقل عن 120 آخرين، في حين تفيد مصادر أخرى أن الحصيلة قد ارتفعت إلى 71 قتيلاً.
وأوضح المكتب الإعلامي لإدارة أمن محافظة عدن، في بيان حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، عصر اليوم، أن الهجوم وقع بسيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت مركز تجنيد في حي "الشيخ عثمان"، شمال عدن.
وتعهدت إدارة أمن المدينة بـ"ملاحقة من يقف وراء هذه العملية الغادرة" وقالت إنها "طاولت الشباب الأبرياء العزّل من السلاح"، كما توعدت بـ"القصاص من القتلة".
وأشارت شرطة عدن إلى أن العملية جاءت عقب تلقي الجماعات الإرهابية "ضربات موجعة"، على يد قوات الأمن خلال الأسابيع الماضية، والتي أسفرت عن اعتقال العشرات من قيادات وعناصر هذه الجماعات، (إشارة إلى "القاعدة"، و"داعش" حسبما أعلن الأيام الماضية).
وحسب المصادر، فإن "السيارة المستخدمة بالتفجير من نوع هيلوكس، تمكنت من دخول المدرسة، بحجة أنها تحمل أغذية للمجندين، قبل أن تنفجر".
وأكد مجلس الوزراء، في بيان تلقى"العربي الجديد"نسخة منه، أنّ "انقلاب مليشيا الحوثي وصالح على السلطة الشرعية، وفّر للجماعات الإرهابية والمتطرفة مناخاً ملائماً لتوسيع أنشطتها المهددة لأمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم أجمع، مشيراً إلى أنّ "العمل الإرهابي الذي استهدف تجمعاً للتجنيد في العاصمة المؤقتة عدن وسقط على إثره قتلى وجرحى محاولة يائسة للنيل من عزيمة اليمنيين الموحدين ضد الانقلاب على الدولة الشرعية ومحاربة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه".
وأضاف مجلس الوزراء أنّ "الحكومة الشرعية وبمساندة أخوية من دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ماضية في مسارها لمحاربة الإرهاب وإنهاء الانقلاب"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"ضرورة رفد وتعزيز جهود الحكومة الشرعية والتحالف العربي من أجل التصدي للمجرمين الإرهابيين القتلة، وقطع دابر من يقف وراءهم ويعزز وجودهم من خلال الاستمرار في الانقلاب".
في المقابل، أعلنت وكالة "أعماق" التابعة لـتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤولية التنظيم عن التفجير مشيرة إلى أنه استهدف نحو 60 شخصاً.ووفقاً لمصادر محلية، فإن "المجندين هم من رجال المقاومة، التي شاركت في المواجهات ضد الحوثيين وحلفائهم العام الماضي، وجرى استدعاؤهم من شخصيات قيادية في المقاومة، للالتحاق بمعسكرات تجنيد على أن يتوجهوا إلى منطقة نجران السعودية للمشاركة بالقتال ضد الحوثيين، الذين يخوضون بدورهم مواجهات على الحدود مع القوات السعودية".
وليست المرة الأولى التي تستهدف فيها التفجيرات الانتحارية تجمعات المجندين إذ سبق أن جرى استهداف معسكرات تجنيد في عدن وحضرموت بهجمات انتحارية الأشهر الماضية.