تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عمّا قالت إنها مؤشرات على أن النظام السوري قد دشن مفاعلاً نووياً جديداً، في حين كشف جنرال إسرائيلي أن نجاح تل أبيب في الكشف عن المنشأة الذرية السورية عام 2007 وتدميرها جاء بفعل الحظ لا بفعل الجهد الاستخباري.
وقال مستشار الأمن القومي الأسبق لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الجنرال يعكوف عامي درور، إنّ "الحظ هو الذي منح إسرائيل الفرصة لكشف المفاعل النووي السوري وليس المعلومات الاستخبارية".
وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الخميس، حذّر درور، الذي سبق أن شغل منصب قائد لواء الأبحاث في شعبة "الاستخبارات العسكرية" (أمان)، من خطورة أن تعتمد إسرائيل على الحظ في المرات السابقة، مشدداً على وجوب ضمان أن تؤمن الأجهزة الاستخبارية المعلومات اللازمة حول أنشطة الأطراف الإقليمية الأخرى، خصوصاً تلك المتعلقة بتطوير أسلحة دمار شامل.
وأوضح درور أنّ "المنشأة النووية السورية التي قُصفت في العام 2007 تختلف عن المنشآت النووية الإيرانية، على اعتبار أنّها كانت تعتمد على استخلاص البلوتونيوم المشع داخل المفاعل، في حين أن المشروع النووي الإيراني يقوم على تخصيب اليورانيوم بواسطة أجهزة طرد مركزي واستخدام اليورانيوم المخصب في إعداد السلاح النووي".
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن هناك مؤشرات على إقدام نظام بشار الأسد على بناء مفاعل نووي جديد، مشيرة إلى أن المفاعل تحت الأرض.
وفي تقرير نشرته، اليوم، أشارت الصحيفة إلى أن مركز أبحاث أميركيا قدم، أخيراً، مؤشرات على أن الصحراء السورية تحتضن مفاعلاً جديداً، مستدركة أن هذه المؤشرات "ليست قطعية".
وبحسب الصحيفة، فإنّ "معهد الدراسات الأمنية العالمية" (ISIS) ومقره واشنطن نشر، أخيراً، تقريراً دعا فيه إلى توجه لجنة من المفتشين الدوليين إلى سورية لفحص المؤشرات التي حصل عليها المركز.
وبحسب التقرير، فإنّ المنشأة التي يشتبه بأنها مفاعل نووي دشنت في منطقة القصير، مشيراً إلى أن "المنشأة المذكورة إما أن تكون مفاعلا نوويا أو مخزن وقود نووي"، ذاكراً أن مجلة "دير شبيغل" الألمانية كانت أول من أشارت إلى هذه المنشأة في تقرير نشرته في 2015.
ووفقاً للصحيفة العبرية، فإن معدي التقرير، وضمنهم مدير المركز دفيد أولبريت، الذي كان مسؤولاً كبيراً في الوكالة الدولية للطاقة النووية، يستدركون أن الاعتماد على صور تلتقطها الأقمار الصناعية التجارية "إشكالي".
واعتبر التقرير أنه يتوجب القيام بجولات تفتيش في المكان في أعقاب انتهاء المواجهات العسكرية داخل سورية، كما لفت إلى أن الكوريين الشماليين يلعبون دوراً رئيساً في المشروع النووي السوري.
وفي سياق آخر، اتهمت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر، اليوم، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسماح بنشر تفاصيل عملية قصف المفاعل السوري من أجل تفجير جدل داخلي يقلص من مستوى اهتمام الإعلام والجمهور الإسرائيلي بقضايا الفساد التي تورط فيها.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو مرتاح تماماً للسباق بين المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية التي كانت في السلطة وقت تنفيذ الهجوم على هذا الإنجاز، لأن من شأن ذلك إبعاد الأنظار عن التحقيقات معه بشأن قضايا الفساد.