وأثار الموقف المصري غضب المملكة العربية السعودية، التي تدعم المعارضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، إذ طالب القرار الروسي باعتبار جبهة "فتح الشام" (النصرة سابقاً) "منظمة إرهابية"، بينما أثنى وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على القرار المصري، معتبراً إيّاه "الصوت العربي" بمجلس الأمن.
ولم يصدر بعد أي رد، أو أي توضيح رسمي من مؤسسة الرئاسة، أو وزارة الخارجية، المصرية، حول التصويت المصري.
ورجّح دبلوماسي مصري سابق أن تكون هناك تأثيرات سلبية على العلاقات المصرية، السعودية بسبب الموقف المصري، قائلاً إنّه "ربما يكون ما حدث هو الأكثر خطورة على ملف العلاقات الثنائية، وربما تكون هناك تداعيات خطيرة على النظام المصري". واعترف وزير الخارجية المصري، سامح شكري، منذ أيام، بوجود تباين في موقف مصر، والسعودية، حيال الملف السوري.
من جهتها، أجهضت روسيا بـ"الفيتو" مشروع القرار الفرنسي الإسباني، مساء السبت، حول وقف إطلاق النار في حلب. وصوتت 11 دولة لصالح المشروع وعارضه 2، وامتنع 2 عن التصويت، وأتى الفيتو الروسي بمثابة الضربة القاضية لإمكانية اعتماد المشروع.
وأكد مندوب بريطانيا في كلمته التي انتقد فيها الموقف الروسي بشدة، أنّ الفيتو الروسي يمثل "العار" الذي نعلمه بشأن أعمال روسيا. وأضاف متوجهاً بكلامه للمندوب الروسي: "لا أستطيع أن أشكرك على الفيتو".
وقبيل التصويت، ألقى وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، كلمة شدد فيها على أنّ مصير حلب على المحك، قائلاً إنّه "إذا لم نتدخل الآن سيخسر العالم حلب إلى الأبد".
وأضاف إيرولت أنّه "على مجلس الأمن أن يدعو لوقف القصف على حلب وإدخال المساعدات، فما يحدث في سورية هو تكرار لعمليات التطهير العرقي"، معتبراً أنّ النظام السوري وأنصاره "لا يحاربون الإرهاب وإنما يغذونه، ومن يقف مع النظام الذي يقتل شعبه عليه تحمل العواقب. يجب ألا يفلت مرتكبو الجرائم في سورية من العقاب".
ولفت إلى أنّ البعض يفرض شروطاً مسبقة قبل وقف القصف الذي يطال المدنيين، في إشارة إلى روسيا. وختم قائلاً: مشروع القرار أمامكم سيسمح بمساعدة المدنيين والتحقيق بالانتهاكات.
بدوره، اعتبر مندوب إسبانيا أنّ مشروع القرار يدعو للعودة إلى المسار التفاوضي لإيجاد حل سياسي بسورية.
فيما رفض مجلس الأمن قراراً روسياً بوقف الأعمال العدائية في حلب، وضرورة اعتبار "النصرة منظمة إرهابية"، وطالبت فرنسا بضرورة وقف الغارات الجوية على حلب وبشكل نهائي ومحاسبة المتسببين في تدمير حلب.