من كان يراهن على أن الوهن سيستولي على "السترات الصفراء"، لا بد أنه اكتشف أن طاقة التظاهر لديها ما تزال حاضرة في المشهد، وأن الحركة مُصرّة على مواصلة نضالاتها السلمية وتنويعها حتى تحقق أهدافها.
فالكثير يرون أن مطالبهم لم تصل إلى أسماع الحكومة، المنهمكة في شراء السلم الاجتماعي، عبر تلبية بعض المطالب التي لم تكن لتتم لولا هذا الحراك الاجتماعي، وعلى رأسها ما حصلت عليه نقابات الشرطة، والوعود التي حصل عليها سائقو الشاحنات.
وليس سرّاً أن الحكومة محرجة، من تواصل الحراك، رغم إعلاناتها وإجراءاتها الاستعجالية التي أقرها البرلمان، خاصة أنه يشل الاقتصاد الفرنسي، ويدفع بالآلاف من العمال إلى البطالة (أكثر من 40 ألف عاطل مؤقت عن العمل، بسبب تعبئة السترات الصفراء)، ويقدر مصرف فرنسا الخسائر الاقتصادية في خمسة أسابيع بـ 4.4 مليارات يورو (لم تعرفها فرنسا منذ إضرابات سكك الحديد سنة 1995، ودامت ثلاثة أسابيع)، أي خسارة ما بين 30 و40 في المائة، بالنسبة للمتاجر، مقارنة مع السنة الماضية.
ويأمل أصحاب المتاجر في باريس وكبريات المدن، التي تصيبها الاضطرابات، أن يتوقف الحراك أثناء أعياد رأس السنة، على الأقل، أي خلال "هدنة الأعياد"، التي تتيح لهم فتح الأبواب وتعويض بعض ما خسروه، بل ويريد بعض التجار التعجيل بفترة التخفيضات، بدل انتظار وصولها في الأسبوع الثاني من شهر يناير/ كانون الثاني 2019.
وفي باريس، التي أصبحت مكاناً لتدفق السترات الصفراء من أنحاء فرنسا، تخشى السلطات والتجار إلغاء احتفالات رأس السنة، وما يرافقها من ألعاب نارية، جلبت العام الماضي ما بين 600 إلى 700 ألف شخص، من سكان باريس والضواحي والسياح، وتعتبر إلغاء هذا الاحتفال كارثة اقتصادية وثقافية كبرى، وأيضاً كارثة فيما يخصّ سمعة البلد وجاذبيته.
ولم تتأخر حركات السترات الصفراء في الإعلان عن التعبئة وتنظيم أشكال احتجاجية، في مدن باريس وتولوز ونانت وبوردو، مشددة على طابعها السلمي، في انتظار حركة اجتماعية كبرى في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، تركز على المطالَبة بـ"خفض جدي ملموس لكل الضرائب على المواد الضرورية" (الطاقة والتنقل والسكن والمواد الغذائية والملابس..)، ومعالجة مرتبات وتعويضات المنتَخَبين وكبار الموظفين، وإرساء استفتاء المبادرة المواطنيّة، كما أكدت بريسيلا لودوسكي، التي ساهمت في إطلاق شرارة السترات الصفراء، بعد إطلاقها عريضة تطالب بوقف الزيادات على المحروقات.
وقد شاطرها الموقف ممثل آخَر للسترات الصفراء، بنجامان كوشي، معتبراً أن الإجراءات الحكومية لم تستجب لانتظارات كثير من الفرنسيين من زاوية قوتهم الشرائية. وتوقع حراكاً اجتماعياً كبيراً في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، بعد أن "يكتشف كثير من الفرنسيين ضعف مرتباتهم بسبب اقتطاع الحكومة الضريبة على الدخل من المصدر".
وستكون السترات الصفراء حاضرة في ليلة رأس السنة، كما توعدت إحدى الناطقات باسم الحراك، ليتيسيا ديوالي، على الرغم من إقدام قوات الأمن على فك كثير من الاعتصامات والحواجز التي نصبها أفراد السترات الصفراء.
وقد وُجّهت الدعوة على شبكات التواصل الاجتماعي، للتظاهر، للأسبوع السابع على التوالي، في باريس وكبريات مدن فرنسا. وهو ما دفع ببلديات كثير من المدن، كمدينة بوردو، إلى إغلاق المكتبات والمتاحف والحدائق العمومية، تحسباً لأعمال عنف وتخريب. وقد أعلنت السترات الصفراء في هذه المدينة عن تنظيم الجولة السابعة، يوم غد السبت، تحت شعار: "مفاجأة لجوبيه"، في إشارة إلى عمدة المدينة، ألان جوبيه، من خلال تجمع ابتداء من الساعة الواحدة بعد الظهر، ثم تظاهرة متأخرة، لم يكشف عن طريقها.
ويسمح تعدد التوجهات والتيارات داخل حركة السترات الصفراء بتنوع حركاتها واحتجاجاتها. ففي مدينة تولوز، التي عرفت في الأسابيع الماضية، حضوراً قوياً للحراك، طالبت صفحات بموقع "فيسبوك" تحمل اسم "السترات الصفراء" المتعاطفين معها بإحياء "الحركة السابعة"، تحت شعار: "أعياد سعيدة، ماكرون"، في قلب المدينة. وتم توجيه الدعوة لشلّ مصفاة "توتال"، ابتداء من اليوم الجمعة وإلى أجل غير محدد، وإلى محاصرة فندق "ريجيون".
وشدد أحد ممثلي السترات الصفراء في المدينة، والمعروف على الصعيد الوطني وفي وسائل الإعلام، بنجامان كوشي، على التعبئة في ليلة أعياد السنة، لإبراز أن "هذه التعبئة لن تنطفئ مع انبثاق السنة الجديدة".
وفي باريس، توعد إيريك درووي، أحد الناطقين باسم السترات الصفراء، الذي تم إيقافه من قبل الدرك يوم السبت الماضي، قبل أن يوضع تحت مراقبة قضائية في أفق محاكمته يوم 5 يونيو/ حزيران 2019، عن مواصلة الحراك، متحدثاً عن جولة سابعة وثامنة وتاسعة، طور الإعداد.
كذلك دعت صفحات في "فيسبوك"، تابعة للسترات الصفراء، إلى تجمع كبير عشية رأس السنة، من أجل "مواصلة الكفاح، سلمياً، وبطريقة احتفالية". وفي المقابل أعدت البلدية احتفالاً كبيراً، بالصوت والضوء، لاستقبال السنة الجديدة، في جادة الشانزليزيه، مصحوباً بالألعاب النارية، وما تزال مصرة على تنظيم هذه الاحتفالات.
فالكثير يرون أن مطالبهم لم تصل إلى أسماع الحكومة، المنهمكة في شراء السلم الاجتماعي، عبر تلبية بعض المطالب التي لم تكن لتتم لولا هذا الحراك الاجتماعي، وعلى رأسها ما حصلت عليه نقابات الشرطة، والوعود التي حصل عليها سائقو الشاحنات.
وليس سرّاً أن الحكومة محرجة، من تواصل الحراك، رغم إعلاناتها وإجراءاتها الاستعجالية التي أقرها البرلمان، خاصة أنه يشل الاقتصاد الفرنسي، ويدفع بالآلاف من العمال إلى البطالة (أكثر من 40 ألف عاطل مؤقت عن العمل، بسبب تعبئة السترات الصفراء)، ويقدر مصرف فرنسا الخسائر الاقتصادية في خمسة أسابيع بـ 4.4 مليارات يورو (لم تعرفها فرنسا منذ إضرابات سكك الحديد سنة 1995، ودامت ثلاثة أسابيع)، أي خسارة ما بين 30 و40 في المائة، بالنسبة للمتاجر، مقارنة مع السنة الماضية.
ويأمل أصحاب المتاجر في باريس وكبريات المدن، التي تصيبها الاضطرابات، أن يتوقف الحراك أثناء أعياد رأس السنة، على الأقل، أي خلال "هدنة الأعياد"، التي تتيح لهم فتح الأبواب وتعويض بعض ما خسروه، بل ويريد بعض التجار التعجيل بفترة التخفيضات، بدل انتظار وصولها في الأسبوع الثاني من شهر يناير/ كانون الثاني 2019.
وفي باريس، التي أصبحت مكاناً لتدفق السترات الصفراء من أنحاء فرنسا، تخشى السلطات والتجار إلغاء احتفالات رأس السنة، وما يرافقها من ألعاب نارية، جلبت العام الماضي ما بين 600 إلى 700 ألف شخص، من سكان باريس والضواحي والسياح، وتعتبر إلغاء هذا الاحتفال كارثة اقتصادية وثقافية كبرى، وأيضاً كارثة فيما يخصّ سمعة البلد وجاذبيته.
ولم تتأخر حركات السترات الصفراء في الإعلان عن التعبئة وتنظيم أشكال احتجاجية، في مدن باريس وتولوز ونانت وبوردو، مشددة على طابعها السلمي، في انتظار حركة اجتماعية كبرى في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، تركز على المطالَبة بـ"خفض جدي ملموس لكل الضرائب على المواد الضرورية" (الطاقة والتنقل والسكن والمواد الغذائية والملابس..)، ومعالجة مرتبات وتعويضات المنتَخَبين وكبار الموظفين، وإرساء استفتاء المبادرة المواطنيّة، كما أكدت بريسيلا لودوسكي، التي ساهمت في إطلاق شرارة السترات الصفراء، بعد إطلاقها عريضة تطالب بوقف الزيادات على المحروقات.
وقد شاطرها الموقف ممثل آخَر للسترات الصفراء، بنجامان كوشي، معتبراً أن الإجراءات الحكومية لم تستجب لانتظارات كثير من الفرنسيين من زاوية قوتهم الشرائية. وتوقع حراكاً اجتماعياً كبيراً في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، بعد أن "يكتشف كثير من الفرنسيين ضعف مرتباتهم بسبب اقتطاع الحكومة الضريبة على الدخل من المصدر".
وستكون السترات الصفراء حاضرة في ليلة رأس السنة، كما توعدت إحدى الناطقات باسم الحراك، ليتيسيا ديوالي، على الرغم من إقدام قوات الأمن على فك كثير من الاعتصامات والحواجز التي نصبها أفراد السترات الصفراء.
وقد وُجّهت الدعوة على شبكات التواصل الاجتماعي، للتظاهر، للأسبوع السابع على التوالي، في باريس وكبريات مدن فرنسا. وهو ما دفع ببلديات كثير من المدن، كمدينة بوردو، إلى إغلاق المكتبات والمتاحف والحدائق العمومية، تحسباً لأعمال عنف وتخريب. وقد أعلنت السترات الصفراء في هذه المدينة عن تنظيم الجولة السابعة، يوم غد السبت، تحت شعار: "مفاجأة لجوبيه"، في إشارة إلى عمدة المدينة، ألان جوبيه، من خلال تجمع ابتداء من الساعة الواحدة بعد الظهر، ثم تظاهرة متأخرة، لم يكشف عن طريقها.
ويسمح تعدد التوجهات والتيارات داخل حركة السترات الصفراء بتنوع حركاتها واحتجاجاتها. ففي مدينة تولوز، التي عرفت في الأسابيع الماضية، حضوراً قوياً للحراك، طالبت صفحات بموقع "فيسبوك" تحمل اسم "السترات الصفراء" المتعاطفين معها بإحياء "الحركة السابعة"، تحت شعار: "أعياد سعيدة، ماكرون"، في قلب المدينة. وتم توجيه الدعوة لشلّ مصفاة "توتال"، ابتداء من اليوم الجمعة وإلى أجل غير محدد، وإلى محاصرة فندق "ريجيون".
وشدد أحد ممثلي السترات الصفراء في المدينة، والمعروف على الصعيد الوطني وفي وسائل الإعلام، بنجامان كوشي، على التعبئة في ليلة أعياد السنة، لإبراز أن "هذه التعبئة لن تنطفئ مع انبثاق السنة الجديدة".
وفي باريس، توعد إيريك درووي، أحد الناطقين باسم السترات الصفراء، الذي تم إيقافه من قبل الدرك يوم السبت الماضي، قبل أن يوضع تحت مراقبة قضائية في أفق محاكمته يوم 5 يونيو/ حزيران 2019، عن مواصلة الحراك، متحدثاً عن جولة سابعة وثامنة وتاسعة، طور الإعداد.
كذلك دعت صفحات في "فيسبوك"، تابعة للسترات الصفراء، إلى تجمع كبير عشية رأس السنة، من أجل "مواصلة الكفاح، سلمياً، وبطريقة احتفالية". وفي المقابل أعدت البلدية احتفالاً كبيراً، بالصوت والضوء، لاستقبال السنة الجديدة، في جادة الشانزليزيه، مصحوباً بالألعاب النارية، وما تزال مصرة على تنظيم هذه الاحتفالات.
وقبل هذا الموعد، أعلن نحو 14 ألف شخص في شبكات التواصل الاجتماعي عن رغبتهم في التظاهر يوم غد السبت في باريس، من بين أكثر من 100 ألف شخص عبروا عن اهتمامهم بالحدث.
ولا يمكن لحد الساعة معرفة حجم حراك الغد في باريس، وإن كان كثير من المدن الفرنسية سيعرف حركات احتجاجية متنوعة، من التظاهر إلى الاعتصام إلى محاصرة بعض المصافي والطرق السيارة.
وهي حالة ستدفع السلطات الأمنية، خاصة في فترة الأعياد، إلى إظهار هيبتها والوجود بقوة في الأماكن الاستراتيجية والاقتصادية، خاصة أن بعض أصحاب المتاجر في باريس والمحافظات، خاصة تولوز، والذين كانوا ضحايا لعمليات تخريب ونهب في الأسابيع الماضية أو للاضطرار لإغلاق محلاتهم في فترات مهمة من السنة، يهددون بتوظيف حرَس خاص بهم، وهو ما قد ينتهي بمآسٍ في حال حدوث اشتباكات مع مثيري شغب مندسّين بين المتظاهرين السلميين.