أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء الإثنين، في الدوحة، وثيقتها السياسية الجديدة التي تنهي مفعول ميثاقها السابق الصادر عام 1988 وتحمل النسخة الجديدة تغييرات مهمة في أدبيات الحركة، من دون أن تشكل انقلاباً عليها، وهو ما من شأنه أن ينعكس ربما في علاقات "حماس" العربية والدولية.
وقال مشعل بمؤتمر صحافي في الدوحة، للإعلان عن الوثيقة السياسية لحركة "حماس" إن "خبراء في القانون ساعدونا في ضبط الوثيقة وفق القانون الدولي"، مبيناً أن "الوثيقة تعكس التوافق والتراضي العام الذي نقدمه لقواعدنا ومحيطنا الإسلامي والدولي".
وأوضح رئيس المكتب السياسي أن "قيادة حركة حماس توافقت قبل 4 سنوات على ضرورة وضع وثيقة سياسية"، وأن "صياغتها بدأت قبل عامين، وأنها تواكب التغييرات وتعكس ممارسات وفكر ورؤية حركة حماس".
وبموجب مضمون الوثيقة، التي أعلن عنها رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، الذي يستعد لتسليم مهامه لإسماعيل هنية، تقبل "حماس" بدولة فلسطينية بحدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 (نشر "العربي الجديد" نص الوثيقة كاملة).
ووفق الوثيقة المعلنة "لا تتنازل حماس عن أي جزء من أرض فلسطين (التاريخية) مهما كانت الظروف والأسباب والضغوط، وترفض أي بديل عن تحرير فلسطين تحريرا كاملاً من نهرها إلى بحرها، ومع ذلك، وبما لا يعني إطلاقاً الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا التنازل عن أيٍّ من الحقوق الفلسطينية، فإن حماس تعتبر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة، كما تؤكد حماس في الوثيقة بشكل واضح، على أنها لا تعادي اليهود بسبب ديانتهم.
وتشدد الوثيقة على أنه "لا تنازل عن أي جزء من أرض فلسطين من بحرها إلى نهرها مهما طال الاحتلال".
كما تؤكد أن الدين الإسلامي ضدّ "جميع أشكال التطرّف والتعصب الديني والعرقي والطائفي"، وتقول إن حماس تفهم الإسلام بشموله جوانب الحياة كافة، وروحه الوسطية المعتدلة، وترفض حماس في الوثيقة "اضطهاد أيّ إنسان أو الانتقاص من حقوقه على أساس قومي أو ديني أو طائفي".
وتعتبر حركة حماس منظمة التحرير الفلسطينية "إطارا وطنيا للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يجب المحافظة عليه، مع ضرورة العمل على تطويرها وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية".
ونأت "حماس" بنفسها، في وثيقتها الجديدة، عن جماعة الإخوان المسلمين، لكن خالد مشعل أكد في المؤتمر الصحافي، ارتباط حماس فكريا، بجماعة الإخوان المسلمين، لكنه أكد أن حماس حركة وطنية فلسطينية ذات مرجعية إسلامية وهي مستقلة تنظيميا عن جماعة الإخوان المسلمين. واختارت الحركة إعلان وثيقتها في فندق "شيراتون"، قبل ساعات من لقاء الرئيس، محمود عباس، ونظيره الأميركي، دونالد ترامب، في واشنطن.
وقد دام النقاش حولها لأربع سنوات داخل الأطر التنظيمية للحركة. واستبقت دولة الاحتلال إعلان الوثيقة الجديدة، برفض مطلق لها، معتبرة، على لسان دافيد كيز، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنها "محاولة لخداع العالم بأنها تتحول إلى جماعة أكثر اعتدالاً".
وكان المؤتمر، الذي أعلن فيه مشعل الوثيقة الجديدة، قد تأجل لساعتين بعد اعتذار فندقي "روتانا" و"إنتركونتيننتال" عن استقبال الفعالية.
ورد مشعل على سؤال عن رسالته للإسرائيليين بعد إعلان الوثيقة بالقول: "نحن أصحاب الأرض ونفسنا طويل".
وقال ردا على سؤال لـ"العربي الجديد" حول موقف حركة "حماس" من المبادرة العربية للسلام، بعد إعلان الوثيقة الجديدة، وهل تقبل التعامل معها، بأن الحركة مع أي جهد دولي أو إقليمي، يحقق للشعب الفلسطيني قيام دولة مستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين دون الإشارة في إجابته للمبادرة العربية للسلام، ولما طلب "العربي الجديد" تحديد موقف الحركة منها، رد قائلا" أنت تسأل بما تريد وأنا أجيب بما أريد والله يفعل ما يريد".
وحول قضية إضراب الأسرى، دعا المسؤول السياسي إلى الضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى، وقال "نتضامن مع الأسرى وقضيتهم العادلة، وندعو إلى مواصلة مظاهر التضامن".