وصل وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لودريان، اليوم الاثنين، إلى بغداد، حيث التقى عدداً من المسؤولين العراقيين، مشدداً على "دعم بلاده للعراق، وإمكانيّة تدريب وتسليح القوات العراقيّة"، فيما توقفت العمليات العسكرية لتحرير منطقة البشير، جنوب غربي كركوك، بعد ساعات من انطلاقها بقيادة مليشيات "الحشد الشعبي".
وترأس لودريان، في زيارته الرسميّة، وفداً ضم عدداً من المسؤولين العسكريين الفرنسيين، فضلاً عن سفير الجمهورية الفرنسية لدى العراق، مارك بريتي.
والتقى وزير الدفاع الفرنسي، رئيس البرلمان، سليم الجبوري، إذ "ناقش معه تطورات الأوضاع الأمنيّة في العراق، وسبل التعاون والتنسيق لمكافحة الإرهاب في العالم والحد من تهديداته، ومستجدات الحرب ضد تنظيم داعش"، وفق بيان صحافي لمكتب رئيس البرلمان.
ولفت الجبوري، خلال اللقاء، إلى "دور فرنسا ضمن التحالف الدولي في تقديم الدعم والمساندة للقوات العراقية، التي أحرزت انتصارات مهمة، وتمكّنت من تحرير مدن وقرى وقصبات عديدة في الأنبار والموصل، وحدّت بشكل كبير من توسع هذا التنظيم الذي بات يهدد العالم بأسره"، طبقاً للبيان.
والتقى لودريان، أيضا رئيس الجمهوريّة، فؤاد معصوم، الذي أثنى "على أهميّة زيارة وزير الدفاع الفرنسي الحالية إلى العراق"، داعياً إلى "مزيد من العلاقات الحيوية بين البلدين على الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية، مثمناً مساعدات ودعم فرنسا للعراق في حربه ضد الإرهاب".
وأكّد معصوم، وفق بيان، على "أهمية تعزيز تعاون البلدين في مجال تجفيف منابع وخلايا الإرهاب النائمة في كافة بلدان المنطقة والعالم"، مبديا "استعداد العراق لزيادة وتيرة التعاون مع فرنسا في مجال تبادل المعلومات والخبرات".
من جانبه، جدّد وزير الدفاع الفرنسي "دعم فرنسا للعراق في مجال تدريب وتسليح قواته العسكرية"، مشيراً إلى أنّ "العراق دفع ثمناً مضاعفاً لتصديه لتنظيم داعش الإجرامي".
وأشار الوزير إلى "اهتمام بلاده الكبير بمتابعة الشأن العراقي، خصوصا الدور الذي يجسّده البرلمان في الحفاظ على المكتسبات وتثبيت ركائز الديمقراطية"، مؤكّدا "حرص فرنسا على إقامة أفضل العلاقات مع العراق، بما يضمن مصالح البلدين والشعبين الصديقين".
وكان لودريان قد وصل إلى بغداد صباح اليوم، في زيارة رسميّة، وكان في استقباله بمطار بغداد وزير الدفاع، خالد العبيدي.
الحشد يوقف عملياته قرب كركوك
ميدانياً، كشفت مصادر عسكرية وبرلمانية عراقية عن توقف العمليات العسكرية التي انطلقت أمس بهدف تحرير منطقة البشير، جنوب غربي كركوك (264 كلم شمال العاصمة بغداد) بعد ساعات من انطلاقها بقيادة مليشيات "الحشد الشعبي".
ووفقاً للمصادر، فإن "الحملة توقفت وتراجعت المليشيات بمسافة 6 كم، بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بمليشيات الحشد، وتأخر الدعم الجوي العراقي لهم".
وأوضح النائب في البرلمان العراقي، محمد البياتي، أن "من بين القتلى، الذين سقطوا يوم أمس، بعد معارك ضارية مع تنظيم داعش، قائد قوات مليشيات الحشد المهاجمة لمنطقة البشير، الشيخ أبو أحمد طاهر البديري، مع آخرين من مرافقيه وعناصر من مليشيا العباس.
ويشغل البديري، منصب مسؤول الدعم اللوجستي في فرقة العباس القتالية، فضلاً عن قيادته حملة استعادة منطقة البشير من تنظيم "داعش".
وتتلقى فرقة العباس القتالية دعماً مالياً ولوجستياً مباشراً من المرجع الشيعي علي السيستاني، وتضم عدداً من المليشيات المسلحة الأخرى المنضوية تحت رايتها، أبرزها لواء "علي الأكبر" وفرقة "الإمام علي" القتالية وكتائب "سيد الشهداء" ولواء "16 للحشد التركماني".
وشهدت بغداد، اليوم، تشييع 44 جثة لعناصر "الحشد" الذين قتلوا في معارك البشير، فيما أعلن مستشفى في مدينة السليمانية شمال العراق عن استقباله 88 جريحا من "الحشد".
وتعد منطقة البشير إحدى أبرز المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بعد سيطرته على الموصل في العاشر من يونيو/حزيران 2014، إلى جانب بلدات وقرى الرياض والحويجة والرشاد وبنكجا والنواب والعباسي التابعة لمدينة كركوك، شمالي البلاد.
من جانبها، بررت مصادر عسكرية وأمنية توقف العمليات في قرية البشير بسوء الأحوال الجوية وضعف الغطاء الجوي المرافق لمليشيات "الحشد".
وقالت وسائل إعلام محلية ورسمية عراقية إن "العمليات توقفت بالكامل بسبب الظروف المناخية السيئة والأمطار الغزيرة، في وقت أكملت فيه قوات الحشد الشعبي الطوق حول القرية مع باقي فصائل الحشد الأخرى".
في السياق ذاته، أوضح القيادي في مليشيا "الحشد"، أبو مرتضى الناصري، لـ"العربي الجديد"، أن "انسحاب المليشيات جاء لمراجعة الخطط وإجراء تعديل عليها، وانتظار تحسن الأحوال الجوية".
ويأتي توقف العمليات العسكرية جنوبي كركوك في الوقت الذي تحقق القوات العراقية والعشائر انتصارات متوالية على تنظيم "داعش" في المحور الغربي من الأنبار في محافظة الأنبار.