وقالت مصادر في مقاومة تعز، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مليشيات الانقلابيين استهدفت، عصر اليوم الجمعة، بعدد من قذائف الكاتيوشا، سوق المدينة القديمة (الباب الكبير) وسط تعز في الوقت الذي يكتظ فيه بالناس، ما أدى إلى مقتل 11، وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة، معظمهم من النساء والأطفال"، لافتاً إلى أن "قصفاً آخر طاول مناطق أحياء سكنية في المدينة القديمة، وأسفر عن مقتل أربعة مدنيين آخرين، بينهم طفل، وإصابة آخرين".
كما قتل مواطن وأصيب ثلاثة آخرون جراء سقوط عدد من القذائف التي أطلقتها المليشيات الانقلابية على مناطق سكنية في حي المسبح الضربة، وسط المدينة، ليطلق مستشفى الثورة العام في تعز، بالتزامن مع سقوط الضحايا، نداء استغاثة للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين.
وبحسب سكان محليين، فإن المليشيات الانقلابية كثفت، منذ يومين، قصفها على الأسواق الشعبية المتواجدة في مناطق تسيطر عليها قوات الشرعية، وسط المدينة، والتي تعد أسواقاً مزدحمة بالمتسوقين، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان.
وفي السياق نفسه، ذكر مصدر عسكري، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الشرعية والمقاومة الشعبية أحرزت تقدماً نوعياً في مناطق الجبهة الشرقية من المدينة، وتمكنت، بعد مواجهات عنيفة مع مليشيات الحوثي والمخلوع، من السيطرة على حي بازرعة الواقع شرقي المدينة".
وأوضح المصدر نفسه أن المقاومة الشعبية عثرت على ثلاث جثث للمدنيين في مناطق قريبة من موقع القصر الجمهوري، شرق المدينة، قتل أصحابها برصاص قناصة المليشيات الانقلابية.
وفي سياق متصل، كشف الناطق باسم مكتب قائد الجبهة الشرقية في مقاومة تعز اليمنية، عبدالرحمن صالح، عن استمرار الترتيبات بين مكتب القيادي في المقاومة الشعبية بتعز، الشيخ السلفي عادل عبده فارع (أبو العباس)، وبين قادة في جماعة الحوثيين وقيادات عسكرية من القوات الموالية للمخلوع، من أجل الوصول إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين الطرفين.
وصرح المتحدث باسم مكتب قيادة الجبهة الشرقية، لـ"العربي الجديد"، أن التواصل بينهم وبين قيادة الانقلابيين وصل إلى مرحلة متقدمة، وأنه أصبح مع الحوثيين بشكل مباشر، مشيرا إلى أن الصليب الأحمر الدولي لعب دوراً في ذلك، ومهّد للتفاوض بين الطرفين في بداية الأمر، وأن الترتيبات الآن تجري بصورة مباشرة، و"ستتم خلال الأيام القادمة عملية تبادل للدفعات الجديدة من الأسرى بين الحوثيين وقيادة الجبهة الشرقية في مقاومة تعز".
وشهدت تعز، خلال اليومين الماضين، عملية تبادل للأسرى بين المقاومة الشعبية المحسوبة على السلفيين، بقيادة أبي العباس في الجبهة الشرقية، وبين الحوثيين، حيت جرى مبادلة 16 أسيراً من المقاومين في مقابل إطلاق سراح 19 أسيراً من الحوثيين وحلفائهم.
وجرت المبادلة بعد مفاوضات استمرت أشهرا، نجح خلالها الصليب الأحمر في المدينة والهلال الأحمر الإماراتي في فتح قنوات تواصل بين الحوثيين وقيادة الجبهة الشرقية عبر شخصيات مقربة للأطراف.
وأبرز عبدالرحمن صالح أن ما يتم من عمليات تبادل الأسرى يأتي بعد ضغوط أهالي المعتقلين، وليس للجنة التهدئة في تعز أو للسلطة المحلية الممثلة للحكومة الشرعية علاقة بذلك.