يواصل رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي، مشاوراته مع قادة الكتل السياسية للتوصل إلى اتفاق على إكمال حكومته التي لا تزال سبع وزارات فيها شاغرة، أبرزها الخارجية، والنفط، والعدل، وسط استمرار الخلافات بين قوى التحالف السياسي الواحد حيال ما تبقّى من وزارات، وتتركز تلك الخلافات على الشخصيات المرشحة لهذه الحقائب، ورغبة كل جهة سياسية بأن تكون لها حصة من إحدى الوزارات الشاغرة. ومنح البرلمان العراقي، خلال جلسة امتدت إلى ساعة متأخرة الأربعاء الماضي، الثقة لحكومة غير مكتملة برئاسة الكاظمي، إذ تم التصويت على 15 وزيراً، فيما رُفض 5 مرشحين لوزارات التجارة والعدل والثقافة والزراعة والهجرة، وتم تأجيل التصويت على مرشحي وزارتي الخارجية والنفط، بسبب الخلافات بين القوى السياسية على تلك الحقائب.
وأصدر الكاظمي بياناً الثلاثاء أعلن فيه عن توليه مهام وزير الخارجية إلى حين تسمية وزير، كما أمر بتولي وزراء آخرين في حكومته إدارة الوزارات الشاغرة، إذ تسلم وزير التربية علي مخلف مهام وزير التجارة، ووزير التعليم نبيل كاظم تسلّم مهام وزير العدل، ووزير الشباب عدنان درجال مهام وزير الثقافة، ووزير النقل ناصر حسين بندر مهام وزير الهجرة، وكلف أيضاً وزير المالية علي حيدر عبد الأمير بمهام وزير النفط، وذلك وفقاً للنظام الداخلي لمجلس الوزراء الذي يجيز إدارة الوزارات بالوكالة إلى حين تسمية وزير أصيل لها.
من جهته، قال النائب عن "تحالف الفتح" حنين قدو، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "الخلافات السياسية ما زالت مستمرة حول الحقائب الوزارية حتى الساعة، ولم يُحسم هذا الملف، ونعتقد أن حسم هذا الملف ربما بعد العيد بفترة ليس قليلة". ولفت قدو إلى أن "المرشح لوزارة العدل (خالد شواني)، كان قد رفع السلاح سابقاً في وجه الجيش العراقي أيام إجراء استفتاء استقلال إقليم كردستان، فمن المعيب وغير المعقول تصويت البرلمان على شخصية رفعت السلاح بوجه الجيش العراقي، ولا بد أن يكون هناك تغيير سريع للمرشح، كما أن مرشح الخارجية (فؤاد حسين)، يرفض غالبية أعضاء البرلمان التصويت له لأسباب مختلفة".
وأضاف قدو أن "الوزارات الشاغرة الأخرى لغاية الآن لم يُقدَّم لها أي مرشحين، بسبب عدم الاتفاق بين الكتل السياسية، خصوصاً أن كل كتلة داخل المكون الواحد تريد الحصول على ما تبقى من وزارات شاغرة"، مشيراً إلى أن دعم القوى السياسية للكاظمي وحكومته، "ليس دعماً مطلقاً وإلى ما لا نهاية، فهذه القوى ستراقب عمل الكاظمي وحكومته، وستقيّم وفق هذا العمل الاستمرار في الدعم من عدمه".
وفي السياق، أكد النائب عن تيار "الحكمة" علي البديري، في حديث مع "العربي الجديد"، استمرار الخلافات على الحقائب الوزارية الشاغرة "خصوصاً أن رئيس الوزراء يرغب بتقديم الحقائب الشاغرة دفعة واحدة للتصويت عليها، وعدم تقديم كل وزارتين أو أكثر، للتصويت عليها". وأوضح البديري أن "الخلافات على الحقائب لا تختلف عن الخلافات على تشكيل الكابينة الوزارية، فالقوى السياسية ما زالت تريد الحصول على الحقائب، كما أن رئيس الوزراء لا يستطيع تجاوز تلك القوى السياسية، ففي النهاية هي من ستصوّت على المرشحين في البرلمان، وهذه الخلافات ربما تطول كثيراً قبل حلها".