انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، الولايات المتحدة بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير حول القدس، قائلاً إنها تتبنّى الديمقراطية عندما تجري الأمور وفقاً لمصلحتها، فيما أكد رئيس الوزراء بن علي يلدريم، أن بلاده ستواصل بذل المزيد من الجهود لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وقال أردوغان في كلمة بالمؤتمر الاعتيادي السادس لحزب العدالة والتنمية الحاكم: "أميركا تقول إنها ستوقف دعم الأمم المتحدة، أين إيمانكم بالديمقراطية، أنتم تتبنون الديمقراطية عندما تجري الرياح بما تشتهي سفنكم، ولكنكم تستغنون عنها عندما تسير الأمور بعكس رغباتكم".
وأوضح أردوغان أنّ تركيا كانت تدرك أحقية موقفها في الدفاع عن مدينة القدس الفلسطينية، وأنها نجحت في كفاحها من أجل نصرة المدينة المقدسة.
وفي ما يتعلق بالتهديدات التي تستهدف أمن وسلامة تركيا، قال أردوغان: "عندما نرى ضخامة التهديدات التي تحيط بنا، نقول إنّ هذا الأمر جميل، لأنه يدل على مدى خشيتهم منّا، ولكن مهما كانت التهديدات كبيرة، فإننا لن نتخلى عن الكفاح ضدّها".
وأردف أردوغان قائلاً: "كلما تطورت تركيا، زادت معها التهديدات التي تحيط بنا، وكما يقول القدماء: الكبار تكون همومهم كبيرة، فنحن لم ولن نقبل الذل أبداً".
من جانبه، أكّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أنّ بلاده ستواصل بذل المزيد من الجهود لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ونيل حريته وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح يلدريم في كلمة بالمؤتمر نفسه، أنّ أردوغان سارع إلى دعوة قادة وزعماء منظمة التعاون الإسلامي إلى قمة طارئة في إسطنبول، فور إعلان الإدارة الأميركية مدينة القدس عاصمة لإسرائيل.
وتعليقاً على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، قال يلدريم: "لقد ظنّت واشنطن أنها ستنهي الأمر بتوقيع متعجرف، لكن صوتاً ارتفع من أنقرة وصاح أنّ القدس خط أحمر بالنسبة لنا".
وأضاف يلدريم قائلاً: "خلال القمة الطارئة أعلنّا القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وبعد ذلك دانت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية عظمى القرار الأميركي الأحادي، واعتبرته باطلاً، ونتيجة التصويت الذي جرى في 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أثبتت صحة مقولة أردوغان العالم أكبر من 5 دول".
وتبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية، قبل عشرة أيام، مشروع القرار الذي تقدمت به كل من تركيا واليمن، والذي يرفض قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وصوتت الجمعية العامة على مشروع القرار بتأييد 128 دولة، فيما اعترضت تسع دول، و35 دولة امتنعت عن التصويت.
وعلى الرغم من رمزية الخطوة، إلا أنها ذات أهمية كبيرة من أجل التأكيد على اتحاد المجتمع الدولي في موقف داعم للقضية الفلسطينية على الرغم من التهديدات الأميركية.
(العربي الجديد، الأناضول)