وقالت المصادر المحلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلّحين وقوات كبيرة من جيش الاحتلال عقب اقتحام أكثر من 1500 جندي وعدد من المروحيات العسكرية للمخيم، في ساعة متأخرة من ليل أمس الإثنين وحتى ساعات فجر اليوم الثلاثاء، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط.
وخلفت تلك العملية الشهيد سجدية، وهو طالب في كلية الإعلام وأحد متطوعي مركز قلنديا الإعلامي، ونحو 11 إصابة بالرصاص الحي من بينهم إصابة خطيرة، بحسب ما أفاده المركز، الذي أفاد بأن آلية عسكرية دخلت عند الساعة العاشرة من مساء أمس إلى المخيم تمكن الشبان من اكتشاف أمر المقتحمين وإحراق مركبتهم العسكرية قبيل وصول التعزيزات العسكرية لإخراجهم من هناك، في الوقت الذي تذرعت فيه سلطات الاحتلال بأن جنديين دخلا بالخطأ إلى أزقة المخيم.
في المقابل، ذكرت مصادر إسرائيلية مختلفة أن شاباً فلسطينياً استشهد الليلة خلال مواجهات مسلحة في مخيم قلنديا، بعدما دخل المخيم جنديان إسرائيليان، عند الحادية عشرة ليلا، وقام أهالي المخيم برشقهما بالحجارة والزجاجات الحارقة. وقام جنود إسرائيليون بتطويق المخيم وإرسال قوات معززة بحثاً عن الجنديين في محاولة لتخليصهما من أهالي المخيم.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فقد استخدمت القوات الإسرائيلية الرصاص الحي والمطاطي، كما تم إطلاق القنابل الصوتية والقنابل المضيئة.
وقام الاحتلال بفرض تعتيم إعلامي فيما كانت قواته تحاول الاتصال بالجنديين. وذكرت المصادر الإسرائيلية أن الاشتباكات في المخيم التي تخللها تبادل لإطلاق النار استمرت قرابة الساعة، مع دخول قوات معززة من وحدات المستعربين للمخيم.
وبحسب المصادر الفلسطينية فقد أسفرت الاشتباكات عن إصابة 6 فلسطينيين على الأقل، فيما قال شهود عيان لوسائل إعلام فلسطينية محلية إن جندياً على الأقل أصيب خلال المواجهات.
وأضافت هذه المصادر أن سكان المخيم تمكنوا من محاصرة مجموعة من المستعربين قرابة ثلاث ساعات في مقبرة المخيم، كما قاموا بإحراق مركبة عسكرية في المخيم.
وقالت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني، إن قوات الاحتلال منعت طواقمها في البداية من دخول المخيم لإجلاء المصابين، واستهدفت سيارة إسعاف بالرصاص الحي بشكل مباشر، في الوقت الذي تمكنت فيه طواقمها من إخلاء أربع إصابات بالرصاص الحي، وواحدة بشظايا الرصاص، إضافة إلى ست بالرصاص المطاطي، فيما قالت مصادر من داخل غرفة الطوارئ في مجمع فلسطين الطبي بأنها تعاملت مع أكثر من 30 إصابة في حصيلة للعملية العسكرية.
ووصف شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، ما حدث في أزقة المخيم بحالة الحرب، نظراً لعدد الجنود الذين اقتحموه، إضافة إلى كثافة إطلاق النيران، وسط مشاركة مروحيات عسكرية، بعد سقوط إصابات في صفوف جنود الاحتلال ومحاولات إخلائهم من المكان، إضافة إلى عملية إخلاء المركبة العسكرية التي احترقت بواسطة جرافات مدرعة.
كذلك احترق منزل قريب من المخيم في حي المطار، جراء استهدافه من قبل جنود الاحتلال بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، في الوقت الذي أصيب فيه العشرات بعد تعمد جنود الاحتلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه منازلهم.
اقرأ أيضاً: استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال غربي رام الله