استدعى المحقق الأميركي الخاص، روبرت مولر، المكلف بالتحقيق بالتدخل الروسي في انتخابات عام 2016، المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف بانون، للمثول أمام هيئة محلفين في إطار تحقيقاته في الاختراق الروسي لحملة ترامب الانتخابية، حسبما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر قريبة من التحقيقات.
كما مثل بانون أمام لجنة التحقيقات الروسية في الكونغرس في جلسة استماع مغلقة. وأُخضع بانون، بحسب وكالة "فرانس برس"، للاستجواب طيلة سبع ساعات خلال جلسة مغلقة للجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب، التي فتحت تحقيقاً لتحديد ما إذا كانت حملة التضليل الإعلامي والقرصنة المعلوماتية ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون نالت دعماً من قبل الحملة الانتخابية لمنافسها الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب.
إلا أن بانون رفض الإجابة عن العديد من الأسئلة مبرراً ذلك بـ"الامتياز"، الذي يسمح للرئيس ومسؤولين في السلطة التنفيذية بحجب بعض المعلومات عن الكونغرس والرأي العام، وذلك للفترة المتعلقة بالمرحلة الانتقالية بين الانتخابات والتنصيب ثم للفترة التي شغل خلالها بانون منصب مسؤول الاستراتيجية في البيت الأبيض بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب 2017.
وأوضح العضو الديمقراطي، جيم هايمز، في اللجنة لشبكة "سي أن أن"، أن "هناك العديد من الأسئلة التي لم نحصل على أجوبة عنها بحجة الامتياز السيادي".
وحمل امتناع بانون عن الإجابة رئيس اللجنة الجمهوري ديفين نونيس إلى إصدار أمر قضائي يفرض على هذا الأخير التعاون حتى لا تتم ملاحقته بتهمة تحقير الكونغرس.
ويرجح أن لا تكون الشهادة هي الأخيرة لبانون، حيث أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، بأن المدعي الخاص روبرت مولر استدعى المستشار السابق لترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها مولر إلى مذكرات استدعاء رسمية إلى المحكمة للتحقيق مع المقربين من ترامب، وأفراد الحلقة الضيقة التي كانت محيطة به خلال الحملة الانتخابية، وبعد وصوله إلى البيت الأبيض".
ورجحت مصادر "نيويورك تايمز" أن يكون لجوءُ مولر إلى إصدار مذكرة استدعاء لبانون "تكتيكاً لاستدراج المستشار الاستراتيجي السابق للرئيس الأميركي إلى الموافقة على الخضوع للاستجواب من قبل ضباط من فريق محققي مولر للاستماع إلى ما لديه من معلومات عن الرئيس والمحيطين به، خصوصاً بعد اتهام بانون لابن الرئيس دونالد ترامب جونيور بالخيانة بسبب اجتماعه مع المحامية الروسية في "ترامب تاور" في نيويورك في شهر يونيو/حزيران عام 2016".
وقال بانون، حسب كتاب "النار والغضب" لمايكل وولف، أنه يرجح أن ترامب الابن أبلغ والده مسبقاً باجتماع نيويورك الذي شارك فيه أيضاً كل من صهر الرئيس، جاريد كوشنير، والمدير السابق لحملة ترامب الانتخابية، بول مانفورت. وأضاف بانون، وفقاً للكتاب، أنه كان على ابن الرئيس إبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي قبل عقده الاجتماع مع المحامية الروسية.
ويريد مولر التحقيق مع بانون بشأن التفاصيل التي أحاطت بقرار الرئيس إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي في شهر مايو/أيار الماضي، عندما كان بانون على رأس منصبه كمستشار استراتيجي في البيت الأبيض وكان أحد أبرز المقربين من ترامب.
وفي تصريحات صحافية أعقبت طرده من البيت الأبيض في شهر أغسطس/آب الماضي قال بانون إن "قرار الرئيس بإقالة كومي خطأ مميت سيطيح برئاسة ترامب".
وأثار كلام بانون في كتاب "النار والغضب" حرباً مع البيت الأبيض، حيث اتهمه ترامب بـ"الجنون والكذب". وقد أجبر بانون على الاستقالة من منصبه كمدير تنفيذي لموقع "بريتبارت نيوز" اليميني ولم تشفع له محاولات التراجع عن كلامه، ومحاولاته نفي ما جاء في كتاب "النار والغضب".