وقال غوتيريس: "عندما غادرت ليبيا، قلت إنني أغادرها بقلب مثقل وقلق عميق. وللأسف الشديد هذا الشعور ما زال قائما. لكن ما زالت هناك إمكانية أمامنا لوقف الاقتتال والسماح بالتوصل إلى وقف إطلاق النار ووقف العمليات القتالية ومنع حدوث الأسوأ، والذي قد يعني مواجهات دامية في طرابلس ومحيطها".
وجاءت تصريحات الأمين العام خلال مؤتمر صحافي عقده أمام مجلس الأمن، بعد خروجه من جلسة طارئة ومغلقة استمرت لأكثر من ساعتين لمناقشة الوضع في ليبيا.
وكانت بريطانيا، حاملة قلم للملف الليبي في مجلس الأمن، قد دعت لعقد الجلسة والاستماع لإحاطة غوتيريس حول زيارته الأخيرة لليبيا واللقاءات التي عقدها مع مسؤولين ليبيين بمن فيهم اللواء خليفة حفتر.
وشدد الأمين العام على أنه لا تزال هناك فرصة للتوصل إلى حل، مؤكداً في الوقت ذاته أنه "على جميع الأطراف أن تستوعب أنه لا يوجد حل عسكري في ليبيا وأن الحل في العودة إلى المسار السياسي".
وعبر غوتيريس عن دعمه جهود مندوبه إلى ليبيا، غسان سلامة. وأضاف أنه يشعر بقلق شديد حول أوضاع اللاجئين في ليبيا العالقين وسط تلك الأوضاع الصعبة. وأضاف: "شعرت بسعادة أن مفوضية اللاجئين تمكنت من إخلاء أحد معسكرات الاحتجاز، لكنّ هناك قلقا جديا في ما يخص حياة الليبيين واللاجئين والمهاجرين في المدينة، وهذا سبب آخر بالنسبة إلينا للعمل على وقف الاقتتال".
وردا على أسئلة حول اللقاءات التي عقدها في ليبيا مع أكثر من جهة، بمن فيهم اللواء حفتر، قال الأمين العام: "من الواضح أن الأطراف لم تستجب للنداءات التي وجهتها بوقف العمليات القتالية. ولكن إذا نظرنا إلى الوضع اليوم، فمن الواضح أننا أمام وضع خطير للغاية وعلينا إيقافه".
ولفت حول دور مجلس الأمن قائلا: "إنه على مجلس الأمن (المسؤول عن الأمن والسلم الدوليين) أن يقرر ويتحدث عن الخطوات التي يريد اتخاذها. مهما يكن فإنه من الواضح بالنسبة إليّ أننا بحاجة للعودة إلى الحوار السياسي، ولكن هذا غير ممكن دون وقف كامل للأعمال القتالية".
وأكدت السفيرة البريطانية لمجلس الأمن، كارن بيرس قبل دخولها لحضور الاجتماع المغلق في تصريحات لعدد من الصحافيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة في نيويورك أنه "بالنسبة إلينا (بريطانيا)، لا يوجد حل عسكري للنزاع في ليبيا. هناك حاجة ماسة إلى أن تعمل جميع الأطراف معا وتتعاون مع الأمم المتحدة. إننا ندعم عمل (مبعوث الأمين العام لليبيا)، غسان سلامة. ونريد في اجتماع اليوم التشاور مع بقية الأعضاء في مجلس الأمن حول الخطوات الإضافية التي يمكن اتخاذها لدعم عمله".
وردا على أسئلة لـ"العربي الجديد" في نيويورك، حول ماهية تلك الخطوات الإضافية التي تتحدث عنها السفيرة البريطانية، قالت: "نرغب في اتخاذ خطوات فعالة ولذلك النقاش مع شركائنا حول شكل تلك الخطوات ونطاقها الزمني".
وأوضحت بيرس أنه "من الناحية المبدئية، المهمة الأساسية حاليا هي الحث على وقف إطلاق النار والعودة إلى مسار سياسي شامل. وفي هذا السياق، يؤسفنا بشدة تأجيل عقد المؤتمر الوطني ونرغب في أن نسمع من ممثل الأمين العام عن احتمالات العودة إلى ذلك المسار مجددا".
وبعد انتهاء الجلسة، أكد السفير الألماني لمجلس الأمن، كريستوف هويسغين، والذي ترأس بلاده المجلس لهذا الشهر أن المجلس يدعم جهود الأمين العام وممثله غسان سلامة. وقال إن الدول الأعضاء تشعر بقلق شديد حول تطورات الوضع. ودعم طلب الأمين العام بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار.